Créer un site internet

تطورات نزاع الصحراء… احتمال نقل الملف من الفصل السادس إلى السابع من ميثاق الأمم المتحدة ولكن بمرونة

Kodss

الداخلة بوست - القدس العربي

يتخوف المغرب من التقرير المقبل للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الصحراء الذي سيقدم إلى مجلس الأمن الشهر القادم بعد التوتر بين الطرفين، بينما تؤكد مصادر رفيعة المستوى أن المنعطف الحقيقي ليس تحميل المغرب مسؤولية التوتر بقدر ما هو مطالبة المجلس بنهاية المفاوضات الحالية والانتقال إلى مستوى آخر من المعالجة قد يحضر فيها الفصل السابع من الميثاق الأممي، أي الانتقال إلى فرض حل.

وفي أعقاب الجولة التي قام بها بان كي مون إلى اسبانيا وموريتانيا ومخيمات تندوف ومنطقة بئر لحلو والجزائر لمعالجة نزاع الصحراء الغربية، اندلعت أزمة بين المسؤول الأممي والمغرب، هذا الأخير الذي انتقده لاستعماله مصطلح «الاحتلال» في وصف التواجد المغربي في الصحراء.

ووصل الأمر إلى تنظيم تظاهرة ضخمة شهدتها الرباط يوم الأحد الماضي، ونعت نائبة برلمانية لبان كي مون بنعوت بذيئة. وترى أوساط رفيعة المستوى قريبة من هذه المنظمة العالمية أن التوتر بين الأمم المتحدة والمغرب والذي اتخذ بعدا شخصيا بالتهجم على الأمين العام بان كي مون يعتبر ثانويا في المسار الذي بدأ يتخذه هذا الملف. مشيرة في الوقت ذاته، أن الأساسي يبقى هو فشل المقاربات الحالية التي راهنت عليها الأمم المتحدة ولم تجد قبولاً من أي طرف من الأطراف الرئيسية في النزاع، المغرب والبوليساريو المسنودة جزائرياً.

ومن المنتظر تفادي بان كي مون التوتر مع المغرب نحو التركيز على مطالبة مجلس الأمن بالبحث عن مقاربة جديدة، وقد تكون نحو الانتقال من الفصل السادس لميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على البحث عن حل في إطار توافقي نحو الفصل السابع وهي بداية التفكير في مقترح جديد، يجري الحديث عنه مسبقاً يرمي إلى المزج بين الحكم الذاتي والاستقلال أو تقرير المصير. وهذا الانتقال إلى الفصل السابع سيكون مرناً وتدريجياً وبدون قطيعة بحكم أن نزاع الصحراء لا يشكل خطراً محذقاً على استقرار منطقة شمال إفريقيا.

ويبقى الأساسي، وفق المصادر المشار إليها، هو بدء اعتبار المنتظم الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة التفكير في ضرورة بداية العد العكسي لنزاع طال كثيراً ولم يعرف طريقه للحل ولو نسبياً بسبب انشغال العالم بملفات أخرى خلال العقود الماضية.

ويخوض المغرب وجبهة البوليساريو مسنوداً جزائرياً حرباً دبلوماسية حقيقية أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي ومساعدي الأمانة العامة للتأثير على التقرير المقبل والنقاشات التي ستليه وسط المجلس لتغليب كفة هذا الطرح أو ذاك. والمفارقة أن صيغة الحل الذي يجري بلورته لا ترضي في الوقت الراهن لا المغرب ولا جبهة البوليساريو.