حاكموا هذه البرلمانية الآن و أنقذوا ماء وجهكم

Hhjk 1

الداخلة بوست

إن ما أقدمت عليه البرلمانية المعروفة للجميع في نازلة موثقة بالصوت و الصورة يعتبر جريمة سب و قذف في حق أكثر من 6 ملايير انسان على وجه الكرة الأرضية في شخص الأمين العام للأمم المتحدة ممثل و ضمير أكثر من 193 دولة و شعب و أمة.

فأن ينزل مستوى الاحتجاج من طرف نائبة عن الشعب المغربي في مجلس برلمان الدولة المغربية الى هذا المستوى "السوقي" و المنحط و المقزز, و مع ذلك تغيب المحاسبة و المساءلة تجعلنا نشك إن كنا لا نزال في دولة مؤسسات و قانون أم أننا بصدد دولة تجردت بالكامل من التزاماتها الدولية و جميع الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها.

لقد كان الأولى بالحكومة المغربية أن تخرج ببيان عاجل تتبرأ من خلاله من هذه البرلمانية و تصريحاتها و تقدمها للمحاكمة الفورية, قبل سفر وزير الخارجية الى نيويورك لمقابلة الأمين العام للأمم المتحدة.

المغرب الآن في مواجهة الجميع و في وضع لا يحسد عليه و محشور في زاوية ضيقة و وحيد يصارع طواحين الهواء. و كما قلناه من قبل ف"التعنتيت" بمفهوم البيظان في مثل هذه القضايا العويصة المتعلقة بحق الشعوب في تقرير المصير لا يجدي نفعا. فهو حق راسخ في لوائح الأمم المتحدة منذ أزيد من سبعين سنة و قضية الصحراء مدرجة عليه منذ سنة 1963 أي منذ أكثر من نصف قرن.

و لا ينقص المغرب من الخيبات سوى أن يتحول الملف من البند السادس الى البند السابع. حينها سنرى إن كان فعلا صاحبنا "الشواي" ذاك سيحمل السلاح للدفاع عن مغربية الصحراء أم أنه بالأحرى سيحمل حقائبه و ملياراته و يفر الى اسبانيا.

لكن يبدو أن البعض إما أن لديه ذاكرة السمك المحدودة أو يحاول أن ينتهج سياسة النعامة البغيضة. فالمسيرة الخضراء سنة 1975 لم تحل مشكل الصحراء حتى تحله مسيرة الرباط لأن المغرب حينها ضم العيون على أساس اتفاقية مدريد الثلاثية التي بموجبها أيضا احتلت موريتانيا وادي الذهب و هذا الأمر معروف للجميع. و جبهة البوليساريو بقوة السلاح هي من أجبر موريتانيا على الانسحاب من الداخلة و من أي مطالب لها في الصحراء و الى الأبد. و عليه وقع الطرفان اتفاقية الجزائر الشهيرة سنة 1979.

نحن لسنا انفصاليين, لكننا أيضا لسنا أغبياء. و المغرب الآن في موسم الحصاد المر لسياساته الفاشلة في المنطقة. و أربعين سنة من التشرد لشعب يعيش الحرمان فوق أراضي "الحمادة" الموحشة كافية لتحريك ضمير "بان كيمون" و العالم بأسره. فأولئك الناس هم نصفنا الآخر و أهالينا و دمنا و عصبنا و شحمنا و لحمنا, و ليسوا كائنات فضائية قادمة من المريخ. و بقاء الحال على ما هو عليه بات أمرا مستحيلا.

إن الاحتكام الى المسيرات الشعبية و العوام و الصراخ و العويل لن يغيروا شيئا على الأرض و لن يحلوا القضية و لن يؤخروا و لن يقدموا, و إلا لكانت مسيرات مماثلة نظمها السودانيين قد أبقت على جنوب السودان ضمن سيادة دولتهم. بل يجب بالأحرى الاحتكام الى صوت العقل و المنطق و الديمقراطية و الحرية و حقوق الإنسان و التوزيع العادل للثروات على الصحراويين و التوقف عن دعم شيوخ الريع الفاسدين و إجلاسهم على الكراسي و تسييدهم على الشعب رغما عن إرادته و منح الحرية لكل من أراد أن يعبر عن رأيه سواءا كان وحدويا أو استقلاليا أو "جن أحمر". و الكف عن مضايقة النشطاء الحقوقيين المخالفين للأطروحة المغربية و وقف توزيع صكوك الوطنية و الخيانة شرقا و غربا ووو...لكن كما قالها الشاعر العربي القديم :

لقد أسمعت لو ناديت حيا

ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو نار نفخت بها أضاءت

ولكن أنت تنفخ في رماد