Créer un site internet

كارثة‖ بينما ساكنة جماعة أوسرد تعاني العطش الأسود "ولد ينجا" يخصص 300 مليون سنتيم لبناء مركب ثقافي بتراب الجماعة

Soif ousserd

الداخلة بوست

بينما ساكنة جماعة أوسرد تعاني العطش الأسود, خصص "ولد ينجا" 300 مليون سنتيم, من أجل بناء مركب سوسيو-ثقافي بتراب الجماعة, ليعمره الأشباح و تنهش أركانه "لعجاج الحمرا", في الوقت الذي تتعالى فيه صيحات الساكنة القليلة القاطنة بجماعة أوسرد, من أجل الحصول على شربة ماء نظيفة كانت تسقى لهم و لا تزال عن طريق الشاحنات الصهريجية, و كأننا نعيش في العصور الوسطى.

Ousserd commune soif

فلقد توصلت الجريدة بعشرات النداءات و الرسائل, من ساكنة اوسرد, تفيد بأنهم و منذ ثلاثة أيام و هم يستنجدون بالمنتخبين و المسؤولين عن الاقليم, لإيجاد حل عاجل لازمة العطش المزمنة التي يعانون منها, بسبب غياب كلي لأي مورد للمياه الصالحة للشرب.

و أضاف المتحدثون للجريدة, ان درجات الحرارة المرتفعة بالمنطقة، زادت من تفاقم معاناتهم و حولت أيامهم و حياتهم الى كابوس مرعب. مؤكدين في ذات الصدد انهم وجهوا العديد من الشكايات و التظلمات للمسؤولين المباشرين عن المركز, لكن دون جدوى, "فلا حياة لمن تنادي" كما جاء على لسانهم.

هذا و وجه سكان مركز أوسرد في اتصالهم, نداء استغاثة الى السيد عامل اقليم اوسرد "عبد الرحمن الجواهري", راجين منه التدخل العاجل و ايفاد لجنة للوقوف على ازمة العطش الحاد الذي باتوا تحت رحمته, قبل ان تؤدي بهم الى ما لا تحمد عقباها.

و الذي يجهله الكثيرون, هو ان مركز اوسرد, يتم تزويد ساكنته المعدودة, بالمياه الصالحة للشرب عبر شاحنة صهريجية, في ظل انعدام تام لشبكة التزود بالماء الصالح للشرب، و عادة ما تغيب شاحنة الماء, ما يسبب هذه الازمة الخانقة خصوصا في اشهر الصيف شديدة القيض.

هذا و تجدر الاشارة الى أن جماعة أوسرد, تبعد عن مقر العمالة بأزيد من 520كلم وعن مدينة الداخلة كأقرب مركز حضري ب 270كلم شرقاً على الطريق الوطنية رقم 3, و تُعْرَفُ بمناخها الصحراوي الحار الذي يصل في فصل الصيف إلى 50 درجة بالنهار بالإضافة الى الرياح القوية.

هذه الجماعة عبارة عن مجموعة من الوحدات السكنية التي لا يتجاوز عددها 250 وحدة, و بنايات شبه مهجورة لمجموعة من المصالح الإدارية, عدد سكانها لا يتجاوز30 أسرة مستقرة ومعظم الوحدات السكنية مغلقة وأصحابها يستقرون في مدينة الداخلة و لا يأتون الا في بعض العطل. الماء يوزع بواسطة صهريج, و الكهرباء يتزود بها فقط لمدة 8 ساعات في اليوم, من السادسة مساءاً إلى الثانية صباحاً. الوضع الصحي متدهور, بمركز صحي متهالك ولا يتوفر على تجهيزات ومغلق في وجه الساكنة, التي تتشكل أغلبيتها من الأطفال والمسنين و لاسيما أن هذه الفئة هي الأكثر عرضة للأمراض.

و عليه يعتبر القفز على كل هذه المعطيات الكارثية, و تبذير "ولد ينجا" 300 مليون سنتيم على بناء مركب سويو-ثقافي بمنطقة تعجز ساكنتها عن الحصول على شربة ماء في حر الصيف, -أقول- يعتبر ذلك أحد أسوء أشكال التسيب الميزانياتي و الفساد التدبيري, يرجى من وراءه أهداف أخرى, قطعا ليس من بينها تطوير الثقافة بين ساكنة من العطشى المحرومين.