حرق سيارة صحفي بالداخلة..حين تسعى المافيا الى خلط أوراق اللعبة

Dakhla presse

الداخلة بوست

توصلت جريدة الداخلة بوست عبر بريدها الالكتروني ببيان من منتدى الصحراء للصحافة و الاعلام بجهة الداخلة وادي الذهب, يتضامن من خلاله مع زميل صحفي بأحد الجرائد الالكترونية المحلية, نتيجة تعرض سيارته للحرق من طرف مجهولين, ليلة البارحة بالداخلة.

لكن الجريدة لن تنشر على صفحاتها هذا البيان التضامني, رغم أن مراسلها بالمغرب و الصحراء قد أكد في تدوينة له عبر الفيسبوك شجبه لهذا العمل الاجرامي و تضامنه المطلق مع الزميل الصحفي. غير أنه في عرف الممارسة الدبلوماسية بين الدول هناك مبدأ يسمى "المعاملة بالمثل", و لأن المبادئ أيضا لا تجزأ و لا يتم خياطتها على المقاس, و استئناسا بالحديث النبوي الشريف :"إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد", للتأكيد على أن الجسم الصحفي واحد, و أن الجريدة موضوع الاعتداء ليست استثناءا, و لأنها أيضا ليست المرة الأولى التي يتم الاعتداء فيها على الزملاء الصحفيين بهذه الربوع المنكوبة, لكن من دون أن يخرج هذا المنتدى الصحفي و لا غيره من المواقع الصحفية ببيانات تضامنية مشابهة, و نفس الأمر ينطبق على البرلمانية "عزوها العراك" على سبيل المثال لا الحصر. و اليكم جرد بالعمليات الارهابية الخسيسة و الاهانات المدانة, التي تعرض لها الزملاء الصحفيين طيلة السنتين الماضيتين, و لم تحرك ساكنا و لا متضامنا واحدا:

-قبل سنتين تعرض زميل صحفي نتحفظ على ذكر اسمه, للحصار بأحد أحياء الداخلة من طرف عصابة ملثمة في سيارات رباعية الدفع مهددين اياه بالسيوف, و مطالبينه أن يصمت عن انتقاد أحد الشخصيات السياسية على صفحات الفيسبوك.

-قبل عدة أشهر حضرت عصابة ملثمة تمتطي سيارات رباعية الدفع, الى منزل عائلة الكاتب الصحفي بجريدة الداخلة بوست "الزاوي عبد القادر", لتسأل عنه هل هو موجود بالبيت. و هذا كان مقصود منه تمرير رسالة تهديدية للكاتب الصحفي, بعد أن أعاد نشر تدوينة فيسبوكية موجهة ضد أحد أقطاب مجلس الجهة من فريق الأغلبية.

-قبل أشهر قليلة تعرض زميل صحفي بجريدة الداخلة أونلاين, لهجمة بعد منتصف الليل من طرف أشخاص يمتطون سيارة مرقمة باسم مجلس الجهة, مهددينه بالويل و التصفية الجسدية ان استمر في خطه التحريري المنتقد لرئيس الجهة. و قد أصدر ساعتها الزميل الصحفي بيان في الموضوع.

-قبل شهرين بالضبط تعرض نفس الزميل الصحفي بالداخلة أونلاين, لهجمة من طرف أحد البلطجية الموالين لرئيس الجهة بأحد المقاهي بالداخلة, بسبب مقال صحفي كتبه, ينتقد من خلاله الريع الجمعوي المستشري بمجلس الجهة و الذي بسببه استفاد ذاك الناشط الجمعوي من عدة امتيازات غير مشروعة. و بسبب هذه البلطجة سحب الصحفي مقاله على الفور, و من مواقع أخرى قامت بنشره, خوفا على حياته.

-قبل أشهر قليلة تعرضت سيارة الزميل الصحفي بجريدة سيسنيبوست لتهشيم زجاجها الخلفي من طرف مجهولين, و هي متوقفة امام منزله. و هو الموقع الذي يحسبه البعض على زعيمة المعارضة بمجلس الجهة.

-و أخيرا و ليس أخرا, الاهانة التي تعرض لها زميل صحفي بموقع سيسنيبوست من طرف رئيس الجهة, خلال تغطيته اشغال منتدى كرانس مونتانا الأخير, حيث رفض الرئيس تقديم تصريحات للموقع و رمى الميكروفون في وجه الصحفي, مردفا بالحرف الواحد : "لا، لا أقدم أي تصريحات لسيسنو بوست".

و للأسف الشديد, كل هذه الحوادث الارهابية الشنيعة و الاهانات المتعمدة, مرة مرور الكرام, ليصل الامر هذه المرة الى حرق سيارات المواطنين الأمنين أمام منازلهم. هذا دون اغفال ما يتعرض له الكتاب الصحفيين المنتقدين لسياسات رئيس الجهة التدبيرية, من حرب تحريضية شعواء, رخيصة و مشينة, مصحوبة بوابل من السب و القذف و الطعن في الاعراض و الانساب, من طرف بعض السايكوباتيين و العنصريين, من أنصار رئيس الجهة, و ذلك على مواقع التواصل الاجتماعية, لا نزال نحتفظ بنسخ عنها.

ان حال الجسم الصحفي اليوم بالداخلة, تنطبق عليه أحجية "أكلت يوم أكل الثور الأبيض", و قراءتنا لهذا العمل الاجرامي الشنيع, هو أنه توجد أطراف مافيوزية بلا "دين" أو "ملة", تريد أن تخلط الأوراق, و تعطي انطباع للرأي العام المحلي, بأن الجريدة الصحفية موضوع الاعتداء الارهابي, تدفع ثمن أراءها و خطها التحريري و تموقعاتها السياسية. انتهى الكلام.

عدونا واحد هو الظلم...و قضيتنا واحدة هي الانسان, و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.