الفرق بين الديمقراطية و العبودية.."الجماني" ينتقده نوابه و رئيس الجهة المقال يقدسونه و يبجلونه

Dakhla region joumani yanja

الداخلة بوست

يبدو أن خيبتنا مما وصل اليه حال بعض النخب من أبناء هذه الربوع المالحة ستطول كثيرا, و أن أمانينا في أن يستفيقوا ذات يوم من حالة فقدان الوزن التي يعيشونها, هي نفسها اماني ابليس في دخول الجنة في يوما من الأيام. حيث لا يزالوا بعضهم مستمر في اجترار التراهات و الخزعبلات, و في خط السفسطات المرسلات, و أخرها سفسطة من قبيل أن رئيس بلدية الداخلة قد خرج عليه أحد نوابه و أعضاء أغلبيته بانتقادات لاذعة عبر أحد الوسائط الاجتماعية. مضخمين القضية و جاعلين منها "سكوب" صحفي منقطع النظير. و كأنهم كما يقول اخوتنا المصريين في أحد امثلتهم الدارجة "أمسكوا القط من ذيله", في الوقت الذي كشفوا للجماهير بأنهم ثلة من نخب أخر الزمان, الجاهلة بالديمقراطية و مدارسها و ب"البوليتيك" و مناهجها, و أن تبعيتهم العمياء لرئيس الجهة المقال, و عشقهم الأسطوري لعيونه العسلية و وسامته المخملية قد أعمت بصيرتهم و ضمائرهم, منطبق عليهم الحديث النبوي الشريف : ان المرء على دين خليله".

لذلك يبدو أن طقوس الروحانية و أجواء العبودية التي يعيش تحت كنفها أتباع رئيس الجهة و مواليه و نوابه و أعضاء أغلبيته, و ما باتوا يحيطونه به من تبجيل و تقديس و تنزيه عن الخطأ و الزلل و النواقص و العثرات, قد أرخى بظلاله القاتمة على عقول هؤلاء, و هو ما جعلهم يستغربون من مسألة انتقاد أحد نواب رئيس البلدية ل"الجماني", رغم أن الأمر و في عرف الديمقراطية, و المجتمعات المتحضرة و النخب الحية و المستنيرة, أمر عادي جدا, يعطي للسياسة روحها و معناها و المقصد من ورائها, و يعيد لمنصب المستشار الجماعي وهجه و جاذبيته, و يحرر مؤسسة المنتخب من العبودية للأشخاص, و يبعد عنها مسخ الفكر الواحد و الرأي الواحد, الذي جاءت به الآية الكريمة على لسان فرعون: "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ". كما هو حال رئيس الجهة المقال و أغلبيته الحاكمة, الذين أخرست أصواتهم, السيارات "فايف ستار" و المنافع الجمة التي أحاطهم بها رئيسهم "القديس" من أموال الشعب العمومية.

كما أن هذه النازلة تبرأ الجماني جملة و تفصيلا من كل الافك العظيم الذي ظل البعض يتهمه به, و قد اتضح الأن لساكنة الداخلة, من يشتري بحق الولاءات و الذمم, الى درجة "الصقيل", حتى يصبح الجميع داخل أغلبيته الحاكمة على قلب رجل واحد في "التبنديق" و "التبحليس", و التمجيد لشخص رئيس الجهة الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه.

ان الخرجة "الفيسبوكية" الأخيرة لأحد نواب رئيس بلدية الداخلة جاءت في وقتها المناسب, و أثبتت لساكنة الداخلة بأن أغلبية "الجماني" المسيرة, هي أغلبية مؤسسة على القناعات و الاختيارات الحرة و النزيهة, و أن بداخلها نقاش ديمقراطي صحي و متقدم, و أنه لم تشبها شبهة شراء الذمم و الولاءات. فرئيس البلدية قد سبق و أن اقسم بأنه لن يستثمر درهما واحدا من الميزانية خارج المصلحة العامة للمدينة و ساكنتها, و هو بالفعل ما طبقه على أرض الواقع, حيث لا يزال ينتقل هو و نوابه و أعضاء مكتبه في سياراتهم الخاصة, رغم ولايته الثانية على رأس المجلس الجماعي للداخلة. عكس "الخطاط ينجا" الذي ابتدأ فترة انتدابه الرئاسية بتبذير ملايين السنتيمات على شراء سيارات فخمة لنوابه, الى جانب توظيفات و مزايا أخرى استفاد منها و لا يزال تحالفه السياسي, و هنا طبعا يكمن السر في عدم مقدرة نوابه و أعضاء أغلبيته على الخروج بانتقاد مماثل له, و لطريقة تدبيره الكارثية للمجلس الجهوي, و هو لعمري الفرق بين الديمقراطية و العبودية.

ان الفرق الحقيقي بين "الجماني" و رئيس الجهة المقال, هو أن "الجماني" مستعد للتضحية بالكرسي من أجل المصلحة العامة و الحفاظ على أموال الشعب, أما "الخطاط" فهو مستعد لصرف أخر درهم من الميزانية لاجل ان يبقى في الكرسي الى ما شاء الله. انتهى الكلام....و للحديث بقية