رد مدمر من مناضلي حزب العادالة و التنمية..شكرا لك "مكاوي"لقد وضحت موقفك وأزلت عنا الحرج

Jmanimakaoui 1

الداخلة بوست

مناضلو العدالة والتنمية يردون على بيان مستشارة حزبهم سعيدة مكاوي

شكرا لك مستشارة العدالة والتنمية : سعيدة مكاوي

لقد وضحت موقفك وأزلت عنا الحرج

قبل البدء :

قبل البدء في مناقشة موقفك وبيانك التوضيحي أسوق لك قصة لعلها توضح الطريق التي أصبح ينهجها البعض طلبا للشهرة والظهور والترمز ،روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!

ومع شناعة هذا الفعل وغرابته في آن واحد إلا أن هذا الأعرابي قد سطر اسمه في التأريخ رمزاً للسخافة والخَرَق,  فكان دخوله التاريخ من أحط الأبواب وأنتنها، خصوصاً أن الأمر لا يحتاج إلى مال يُنفق أو جهد يُبذل، وهذا هو حال الكثير من هواة الصعود الصاروخي إلى قمم الشهرة والإثارة والمتابعة الإعلامية يعمدون إلى الاستفادة من مدرسة ذاك الأعرابي،والاعتبار بمنهجه البراغماتي في الدوس على القيم المحترمة، والمبادئ المعتبرة .

تابع مناضلو حزب العدالة والتنمية - الذين اغبرت أقدامهم داخل أزقة وأحياء الداخلة وبحت أصواتهم أيام الحملة الانتخابية  التي لم تطأ أقدامك يوما من أيامها ولم يعرف بدنك تعبا خلالها بل لزمت بيتك إلى أن جاءت النتيجة التي لم يكن ينتظرها بعض الشامتين  الذين ظلوا يبغون الحزب الهزيمة ليشفى غليل صدورهم حتى يبينوا أن الحزب يحصد الخيبات بسبب ما يعتقدون أنه اختلال في بنائه – تابع هؤلاء المناضلون باستغراب مواقفك منذ بدايتها إلى حين موقفك الأخير داخل الدورة الاستثنائية للمجلس الجهوي 08 ماي 2016 مرورا بمواقف أخرى لعل أبرزها بيانك التوضيحي الموجه للمواقع الالكترونية والذي أعلنت فيه أنك "متمسكة ومعتزة بعضويتك وانتمائًك لحزب العدالة والتنمية، وملتزمة بمبادئه وأخلاقه، ولن ترضين بديلا عنه مادام حاملا ومدافعا على المشروع الذي من أجله انخرطت فيه،وستظلين تحاربين الفساد والمفسدٌين المندسين داخل حزبنا المبارك بكل الوسائل المشروعة."

بهذه الافتتاحية افتتحت بيانك "التوضيحي" الذي ظل غامضا مصطلحا وموقفا ، فأما مصطلحا فقد احترنا في النعوت التي استعملتها من قبيل "المفسدين" و "المندسين" و"النفاق السياسي" ... أما موقفا فلم يؤسس بيانك لموقف واضح لهذا انتدب مناضلو الحزب من يحضر الدورة الاستثنائية  لمجلس الجهة لعلهم يجدون توضيحا لما ذكر في البيان الآنف الذكر.

الأكيد السيدة المستشارة المحترمة أنه خلال تتبعنا لأطوار  هذه الجلسة تأكد لنا بالملموس أنك فعلا  من خلال اصطفافك وتصويتك مع المعارضة المعلومة بقيادة الحزب المعلوم قد وضحت الغامض وفسرت لنا كثيرا من المصطلحات من مثل "النفاق السياسي" و"المندسين"....واتضح أن بيانك كان من قبيل ما دونته العرب في ديوانها :

ولا تمـسـك بالعـهـد الــذي زعـمــت                    إلا كـمــا يـمـسـك الـمــاء الغـرابـيـل

فـلا يغرنـك مـا مـنـت ومــا وعــدت                   إن الأمــانــي والأحــــلام تـضـلـيــل

كانـت مواعيـد عـرقـوب لـهـا مـثـلاً                    ومـــــا مـواعـيـدهــا إلا الأبـاطــيــل

ودعينا السيدة المستشارة نتساءل معك عن بعض المعاني الواردة في بيانك التوضيحي الغامض من قبيل "النفاق السياسي" الذي جندت نفسك لمحاربته داخل الحزب ، إذا لم يكن إصدار بيان غامض يتحدث عن الاعتزاز  بالحزب ومبادئه يوم الاثنين والانقلاب على مضامينه يوم الأربعاء هو قمة "النفاق السياسي " وذروتها فماهو تعريف النفاق السياسي ياترى ؟

ونتساءل معك كذلك عن معنى "المندسين" إذا لم يكن الوصول على أكتاف المناضلين إلى تصدر لائحة الجهة والحصول على مقعد مع عدم حضور الحملة الانتخابية ثم التصويت مع آخرين خدمة للحزب المعلوم اندساسا فاشرحي لنا بالله عليك معنى الاندساس لعلنا نراجع مفاهيمنا اللغوية .

أما عن حديثك عن الفساد الذي غدا ديدن كل من هب ودب و نصب كل عديم مروءة نفسه لمحاربته على حد زعمهم ، إذا لم يكن الكذب فسادا ، وخيانة الحزب والركوب على سمعته و أكتاف مناضليه و ضرب حلفائه في الظهر والانحياز لخصم سياسي فسادا بالله عليك كيف يكون الفساد .

إن محاولة التلبس بالطهارة وادعاء الغيرة على المشروع أمر يكذبه الاصطفاف غير المفهوم مع المعارضة بزعامة الحزب المعلوم ،  وإن الزمن كفيل بإظهار خباياه ، كما أن ادعاء الصلاح أمر ينفذه الموقف المتخذ ولعل التنزيل حدثنا عن أقوام ادعوا ذلك لكن لم يسلم لهم به (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يعلمون.).

وفي ختام هذه الفقرة لا يمكننا إلا أن نقتبس من علامة الغرب الإسلامي الشيخ عبد الله بن بية بعض مفرداته في ناشئة هذا الزمان فنقول على منواله  : ولقد نشأت ناشئة ونبتت نابتة حاولت القفز على الحواجز ، فعزّتهم الأرداف وخانتهم النواقز .وقالت هذه الفئة الفتية : إن العمل السياسي ما هو إلا كلمات ومصطلحات يستعملها الإنسان دون ربطها بالموقف المؤسس على مرجعية يدعون أنهم تربوا داخلها

فضللوا الناس وظنوا بالآخرين السوء، فعميت عليهم الأنباء و أخلفتهم الأنواء ،فعابوا خلافاً لم يبلغوا مداه . كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسـداً وبغضاً إنه لدميم كأنهم استصعبوا مبادئ الالتزام والمرجعية فتجنَّبوها وتجنّوا عليها ، واستعجمت عليهم المبدئية فتجهموها وسام السياسة من لم يميز المنطوق من الفحوى ، ولم يتبين الأبيض من الأحوى.

ملاحظات منهجية :

ربما لا نحتاج أن نذكرك السيدة المستشارة أن المتصدر لممارسة العمل السياسي  عامة وداخل حزب العدالة والتنمية خصوصا لا بد أن يحيط ببعض أبجديات العمل السياسي والتنظيمي :

-إن حزب العدالة والتنمية يبني مواقفه بطريقة مؤسسية بعيدا عن الشخصنة ، فالموقف المعتبر هو  موقف المؤسسة بغض النظر عن موقفنا من الأشخاص.

-أن الحزب نحت قاعدة أساسية هي أن الرأي حر والقرار ملزم وهذا المبدأ بمثابة البوصلة المحددة للعمل الحزبي.

-أن المواقف تبنى على أساس المواقع ، فالموقف داخل الحزب ليس هو الموقف مع الحلفاء والأغلبية ، خاصة وأنك تصرحين بخط يمينك أنه ليس لك أي مشكل مع الرئيس وأغلبيته باستثناء عضوين ، فمنطق الترجيح والعقلاء يرجح كفة 16 عضوا على عضوين أم أن وراء الأكمة ما وراءها .

-إن البيان غير المراسلة التنظيمية فبيانك خلط بين  مقاصد البيان ومقتضيات التوضيح والمراسلة التنظيمية التي تعنى بالتفصيل والتدقيق و التخصيص بالاسم وذلك لحداثة كاتبه بالسياسة وأدواتها .

إننا إذا تابعنا فقرات بيانك التوضيحي فقرة فقرة لاستخرجنا منه الكثير من التناقض الواضح و الكذب الصراح وهو ما سنأتي عليه واحدا واحدا .

تناقضات البيان :

ادعيت في البيان أنك:

"متمسكة ومعتزة بعضويتك وانتمائك لحزب العدالة والتنمية، وملتزمة بمبادئه وأخلاقه"

"تربيت داخل هذا الحزب العتيد على مبدأ أن القرار ملزم "

"أنني ملتزمة بقناعاتًي وبحزبي،" لكنك نقضت هذا الأمر بقولك " أن العمل قد استحال إلى جانب أناس يعادونني ويكيدون لي، ويستأسدون علي نظرا لاستخفاف الأمانة العامة بوضعي، وعدم تفاعلها مع المراسلات التي تقدمت بها بخصوص كل المشاكل العالقة، "

يتحدث البيان عن أصحاب المغرم ثم تناقضينه بأحقيتك في منصب النيابة الخامسة التي لازالت تخوضين دونها المعارك وعلى رأسها موقفك مع رئيس الجهة الذي كان سببا في إحالتك على هيئة التحكيم .

ولعل أهم ما يمكن أن ننسف به ادعاءات البيان من أساسها إذ لو أثبتنا كذب ادعاءاته سيسهل علينا نقض مقولاته ، وحيث أن أهم خاصية يمكن يتميز بها السياسي الحامل للمرجعية الإسلامية أنه لا يكذب وإذا تبث في حقه هذا  فإنه يصبح في خبر كان ولا يأبه بما يقول على كل حال  .

ولعل أول كذبة صريحة وهي ماجاء في مقدمة البيان بأنك لم تكوني داعمة للحزب المعلوم وهو الأمر الذي تكذبه نتائج التصويت المبثوثة في محضر دورة 18 ماي 2016 ، أما

الكذبة الثانية فهي إعلانك التزامك بحزبك وأخلاقه ومبادئه على قاعدة أن القرار ملزم والذي ناقضته بتصويتك مع المعارضة بقيادة الحزب المعلوم .يكفي هاتان الكذبتان لنبين من خلالها حقيقة ادعاءاتك وسنأتي على بعضها الآخر في نقض مزاعمك واحدة تلو الأخرى . وقد أحسن أحدهم حينما استشهد بمثل حساني على مانحن بصدده " يطيرك دهر عاد الكذيب يرتد الفوك" أي أن الكذب أصبح يفتخر به على مسمع ومرآى الجميع .

في القضايا المثارة بالبيان :

قبل البدء في مناقشة مزاعمك لا بد من تقرير قضية أساسية توضح للمتابع المحلي والوطني حقيقة مواقفك والتي لم تكن نتيجة تحالف الحزب مع هذا أو ذاك  أو  خروج عن المساطر  فكما تعلمين السيدة المستشارة ويعلم جميع أعضاء الحزب أنك لم تشاركي في الحملة الانتخابية رغم أن أنك كنت وكيلة للائحة الحزب الجهوية وهو الأمر الذي يشهد به الواقع وتشهد به محاضر الجولات مع ما رافق هذا الغياب من تساؤلات ولا نريد أن نزيد أكثر من هذا .

-لعله من الأمور المعلومة عند قواعد الحزب المرتبطة به تنظيميا والمتابعة لأنشطته إعلاميا وداخليا وعند كل من نصب نفسه فاعلا سياسيا  يفهم أن قضية التحالفات تتدارس داخل دوائر ضيقة  كما أنها مؤطرة بضوابط ومساطر وهو الأمر الذي أطرته مذكرة الأمين العام الموجهة  إلى الهيئات المجالية .

-إن قيادة الحزب كانت على علم بتفاصيل التحالفات أولا بأول وهي التي أمضت التحالف تطبيقا للمساطر المعمول بها داخليا .

-أما عن التحالف في جنح الظلام فهو محض افتراء بل كل من كان يزور المقر  يعرف الأحزاب التي وفدت عليه إلا من أبى أو منعته غطرسته من ذلك .

-أما عن سعي عضوي الحزب بمجلس الجهة ونائبة رئيس لجنة التسيير للحيلولة دون ترأسك أي لجنة قطاعية تكذبه محاضر دورة  أكتوبر المنعقدة بتاريخ أكتوبر 2015التي جعلتك على رأس لجنة التعليم والتكوين المستمر وإنعاش الشغل وإن صح ادعائك فما الذي منعهم من الحيلولة دون ذلك ماداموا هم قيادة التفاوض .

-أما تصويت عضوي الحزب بالمجلس الجهوي – النائب الأول والخامس – ضد مقترح تمكين حزب العدالة والتنمية من رئاسة فريق بالمجلس  فالعارف بأبجديات التحالف والتفاوض يعرف كيف يحافظ على حلفائه ولو  بمواقف رمزية مع العلم أنه إذا آلت رئاسة الفريق إلى الاتحاد الاشتراكي الذي يعتبر حليفا بدون منصب مع ما يتمتع به رئيس الفريق من تجربة وخبرة ، فإن نيابته آلت للعدالة والتنمية في شخصك . وحتى لا ينطبق علينا مثل عصيدة الأعرابي :

إن شئت مني عصيدا ماله مثل ......... لها شروط بها قد يحسن العمل

منك الدقيق ومني النار أضرمها ..... الماء مني ومنك السمن والعسل

الغرف منك ومني الأكل أجمعه .......... والشكر مني إذا واليت يارجل

ولايفوتنا ونحن بصدد الحديث عن اللجن أن نعرج عن موقفك في الدورة الاستثنائية والذي كان بالتصويت مع المعارضة كما هو مدون في محاضر المجلس ، كيف يعقل أن شخصا ينتمي لأغلبية ويرأس لجنة ويصوت مع المعارضة ويزعم أنه موقفه جاء احتراما للقضاء ، إن هذا لهو عين الخور والتهافت في التدليل على المواقف .

-أما قضية النيابة الخامسة التي يوحي بيانك أنك كنت تشرئبين لها وتودين أنها تكون من نصيبك فمما يعرفه القاصي والداني أنها كانت من نصيب الاتحاد الاشتراكي لولا ما وقع خلال جلسة انتخاب الرئيس من تردد بعضهم ، وهو الأمر الذي تؤكده المعطيات الواقعية ، إذ كيف يكون الاتحاد الاشتراكي عضوا في تحالف دون منصب .

-أما عن أزمة الحزب  التي ادعى بيانك أنها امتدت منذ 2002 فهو حديث من يهرف بما لايعرف ، إذ كيف عرفت هذا الأمر  مع أنك قدماك لم تطأ الداخلة  حتى  أشرفت 2007 على نهايتها مع العلم أن انضمامك للحزب لم يكن إلا في سنة 2011  اللهم إذا كان هذا الأمر قد أوحى لك به من في نفسه شيء من ذلك الزمن وعلى كل فعلى الإنسان أن يتمثل قول الشاعر  :

قدِّر لرجلك قبل الخطْوِ موضعها *** فمن علا زَلَقاً عن غِرَّةٍ زَلَجا

إذ الأخبار و النقول إما  نقل مصدق عن معصوم، وإما قول عليه دليل معلوم، وما سوى ذلك فإما مزيف مردود، وإما موقوف لا يعلم أنه بهرج ولا منقود.

وللتصحيح فقط فإن اللبنات الأساسية للحزب كانت سنة1997 ولعل أول محاولة للتأسيس كانت سنة 1999 بإشراف الدكتور سعد الدين العثماني مدير الحزب آنذاك لولا المنع الكتابي الذي أصدرته السلطات وقتها ، دون أن نحدثك عن تهرب الكثير ممن يطلبون عضوية الحزب اليوم أيام المغرم وبدل الجهد والمال رأسمالهم آنذاك سمعتهم التي راكموها خلال سنوات العمل ، وأما حديثك عن التهميش والتحكم الذي طبع هذه المرحلة فلو صح ذلك ما وصلت لأن تكوني وكيلة للائحة الحزب الجهوية .

السيدة المستشارة بالرغم من كل التوضيحات والملابسات التي جاءت في بيانك الذي يحمل الكثير من المغالطات لم يكن الموقف المناسب هو الاصطفاف مع المعارضة بشكل واضح لا لبس فيه ، فإذا كان الأصل هو الاصطفاف مع الأغلبية فإنه في أقصى أحوال التمرد التنظيمي أن لا يتموقع الإنسان مع طرف آخر بل يختار موقعا آخر  إما عدم الحضور أو الامتناع عن التصويت مع أي طرف أو الاستقالة  من المجلس وهذه الأخيرة وإن كانت صعبة إلا على الشرفاء من ذوي الهمم العالية والتربية الصلبة. ولعلنا نذكرك وأنت الخارجة من دورة تربوية شعارها "الإحسان" بموقف أحد الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك ، كعب بن مالك الذي اختار الصدق على الكذب لتبرير موقفه أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما  علم بخبره ملك غسان بعث إليه كتابا يقول  فيه : أما بعد ، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة ، فالحق بنا نواسك .فقال لما قرأها : وهذا أيضا من البلاء . ولعل القصة كلها تفوح عبرا لمن أراد أن يعتبر من الجيل الأول الفريد بتعبير سيد قطب رحمه الله .

 وقد تحمل هذا الصحابي مقاطعة الزوجة والأصحاب مع ما في ذلك أثر نفسي حتى  قضى الله أمرا كان مفعولا ، هذه هي المبادئ التي تعلمناها من سلفنا .

بقيت نقطتين لا بد من الوقوف عليهما وهي مسألة عدم اهتمام الأمانة العامة بمراسلاتك ، ولعلك السيدة المستشارة تدعين أنك تربيت داخل مشروع الحزب ، ولا يخفى عنك أن للحزب مساطر وقواعد متبعة في التراسل وإحالة الملفات ، إذ ليس كل من رآى رأيا فله حظ من النظر فالإحالات التي أحلتها على الأمانة العامة كانت غير مؤسسة على ضوابط الحزب وما قررته مساطره التي تماثل طرق التقاضي شكلا ومضمونا فطلبك إحالة أعضاء على هيئة التحكيم كانت به عيوب مسطرية .

أما المسألة الثانية حديثك عن أحد أعمدة الحزب التنظيمية ومن الجيل الثاني من ذو ي السابقة لهذا المشروع الأستاذ عبد الصمد السكال – نحسبه كذلك ولانزكيه على الله -  بما اتهمته به من إصدار  قرارات منحازة وغير سديدة لهو كفيل ببيان عقلية كاتب البيان ، وكأن رئيس اللجنة السيد عبد الصمد السكال والمسؤول الوطني عن قسم التنظيم والتواصل والبعيد كل البعد عن الخلافات التي عرفتها الجهة تعوزه القدرة على التمحيص والتفريق واستنتاج تدليس و خواء وانتهازية أدعياء المبادئ ، كما أن المنهجية التي تربى عليها السكال منذ بداية هذا المشروع علمته أن القرار  ليس قرار فرد مهما علا كعبه داخل التنظيم بل هو قرار مؤسسة وفق قواعد مضبوطة. ولعلمك السيدة المستشارة وللتاريخ أن بقائك على لائحة العدالة والتنمية يرجع الفضل فيه بعد الله تعالى للأستاذ عبد الصمد السكال الذي صبر وصبّر القائمين على جمع الوثائق على تماطلك في إحضار الوثائق .

وقبل الختام لايمكن إلا أن نتقاسم معك نداءك إلى الإخوة في الأمانة العامة للحزب، إلى عدم التفريط في المناضلين الشرفاء، الذين حملوا المشعل أيام المغرم، وناضلوا في صفوف الحزب قبل أن تؤتى المناصب والكراسي، فهم رأس مال هذا المشروع وضمان استمرار ما يحققه من نتائج وانتصارات.مع دعوتنا لهم أن  ينتبهوا إلى أمثال الذين يبيتون على رأي ويصبحون على آخر من أدعياء المبادئ فهم كما قال أحد الدعاة المربين  " في الصباح مع زيد وفي المساء مع عُبيْد وفي الليل مع أُسيْد..وشعارهم في ذلك :"الطعام على موَائد معاوية أنفع والصلاة خلف عليّ أخشع" وليس ذلك عندهم نفاقا ولا شقاقا ولا سوء أخلاق..إنما هو كياسة وفطنة..فالحياة عندهم فصول أربعة ولابدّ أن يلبسوا لكل فصل لباسه، فلا مشكلة عندهم في تبديل المعاطف والمواقف..ولا في نقض العهود والقفز فوق جميع المواثيق والعقود..فهم جاهزون للدوران 180 درجة إذا لم يجدوا في هذا الموقع مصلحتهم الشخصية..وهم قادرون على "ربيع الفول بالقشور" إذا لم تتحول آراؤهم إلى قرار وسياساتهم إلى مسار..ويُسخّر الناس أنفسهم لخدمة مصالحهم والعمل على إنجاح مشاريعهم الشخصية."

عود على بدء :

لا يسعنا في ختام هذا المقال إلا أن نتوجه إليك السيدة المستشارة بما أوجبه الله على أهل الإيمان بالتواصي بالحق والصبر عليه ، فندعوك إلى أن تقفي مع الذات وقفة تأمل و تمحيص لما ذكرناه آنفا ومراجعة مواقفك حفاظا سمعة حزبك الذي تدعين أنك تعتزين به وبمبادئه ، وإن الرجوع للحق والصواب فضيلة وذلك من خلال موقفين لا ثالث لهما : موقف سهل وبسيط وهو العودة والاصطفاف مع الأغلبية وموقف صعب وسهل على من سهل الله عليه من ذوي الهمم العالية ، وأصحاب التربية  ألا هو الاستقالة من عضوية المجلس فتسجلي بذلك موقفا مخالفا لموقف الأعرابي الذي بال في بئر زمزم وتسطرين في سجل العدالة والتنمية صفحة من الصفحات البيضاء التي سطرها مناضلوه بدء من صالح المالوكي الذي عرض عليه مبلغ يسيل له اللعاب في التسعينيات  لكنه فضل المبدأ والموقف على الفاني الزائل ،وانتهاء بموقف النبيلين : نبيل الشيخي ونبيل الشليح في الانتخابات الأخيرة فكانا مثلا للفكر  والمثل التي قام على أساسها مشروع العدالة والتنمية.

مناضلون من العدالة والتنمية

الداخلة - والذهب