مؤسسة السي حماد الدرهم..خيمة الصحراء الوارفة

 

Darsihmadderhem

الداخلة بوست

انها مؤسسة خيرية لا يمكننا التوطئة لها من دون الحديث عن السي حماد درهم رحمه الله, ذاك الرجل العصامي و المكافح, الذي بنا نفسه بنفسه معتمدا على التجارة في تنمية تروثه في آواخر التلاثينات من القرن الماضي. ليساهم بشكل حاسم في صيرورة منطقته و الصحراء عموما, على الرغم من الصعاب و التعقيدات السياسية التي لاقاها الرجل آنذاك.

لذلك احتذى مؤسسو جمعية سي حماد بالمبادئ الأخلاقية لشخصية سي حماد درهم، الرجل العصامي المحب للمعرفة، صاحب روح التضامن، الذي جعل من الولوج للمعرفة و توريثها بأشكالها المتنوعة قيمة انسانية و حضارية أساسية. هذا بالاضافة الى عمله الدؤوب و المتواصل من أجل تعزيز الدعم الاجتماعي و خلق ظروف معيشة أفضل لسكان المداشر و القرى بالجنوب و الصحراء.

و اليوم تواصل جمعية دار سي حماد  و منظمة الدرهم المشوار, و حمل مشعل سي حماد الدرهم عاليا, و توريث قيمه و مبادئه, وتخليد ذكراه, عبر مشاريعها الخيرية و عملها الاحساني المتواصل, و ذلك من خلال :

-إنشاء و إرساء مشاريع رامية إلى تحسين إدارة الموارد المحلية، و دعم إقامة الأنشطة المدرة للدخل لتحسين أسلوب العيش بشراكة مع السكان المحليين.

-تمكين سبل عيش مستدامة وخلق فرص للمجتمعات محدودة الموارد من أجل التعلم والازدهار.

-تصميم برامج ذات بعد أكاديمي تركز أبحاثها على دراسة الجنوب بهدف تعزيز الشراكات بين مناطقه و تمتين العلاقات الأكاديمية و المؤسساتية بغرض تعريف أوسع بالمنطقة.

تعد دار مؤسسة السي حماد الدرهم من بين الجمعيات الفاعلة في مجالات التنمية المحلية،و هو الشئ الذي تعكسه نوعية المشاريع و البرامج التي أنشأتها أو ساهمت في إنشائها منذ تأسيسها , لذلك تعمل الجمعية على تفعيل خمس مشاريع رئيسية و جوهرية ذات بعد اجتماعي-تنموي خالص, و نخص بالذكر : مشروع حصاد الضباب - المدرسة الإثنوغرافية - برنامج التعلم الإلكتروني - مدرسة الماء - برنامج رايز و ثرايڤ.

1- مشروع حصاد الضباب المتميز و الذي يعد المشروع الأول و الوحيد من نوعه في المغرب و شمال إفريقيا, و الذي عرف ثتبيت 20 شبكة معدة لغرض تكثيف الضباب و تحصيله ليوفر مردودية  قدرها 12 متر مكعب من الماء الصالح للشرب، يتم توزيعها عبر شبكة من الأنابيب لصالح عدة دواوير بالمنطقة. مما يوفر على النساء و الأطفال خاصة مشقة جلب المياه من الآبار موفرين 3 ساعات و نصف يوميا. و لضمان فعالية كاملة لحصاد الضباب، دار سي حماد عملت على خلق برامج تكملييية للمشروع.

2-برنامج التعلم الإلكتروني الموجه لفتيات هاته الدواوير ساهم في رفع نسبة نجاح الفتيات المتمدرسات في السلك الثانوي بنسبة 15% ، أما مدرسة الماء فهي توفر برنامجا تفاعليا للمتمدرسين في السلك الابتدائي، بهدف نشر و إنماء الثقافة والتوعية البيئية لتلاميذ المنطقة. دار سي حماد تنفرد كذلك ببرنامج المدرسة الإثنوغرافية والذي يروم إلى تحفيز التبادل الثقافي مع الباحثين و الطلبة من أمريكا و أوروبا. علاوة على ما سبق، تتبنى دار سي حماد برنامج رايز و ثرايڤ والذي يهدف إلى تنمية شباب المنطقة ذاتيا و مهنيا بغرض تمهيدهم لولوج سوق الشغل.

3-التعريف بالمنطقة عبر التبادل الثقافي وذلك من خلال تطوير اللهجات الأصلية، الثقافات، التاريخ، الفنون والحرف المحلية و تشجيع اللقاءات و التفاعل مع شركاء المؤسسة و الزوار و المتطوعين الأجانب, من أجل استثمار الاختلاف والإنفتاح على خصوصياتهم اللغوية و الثقافية و الإيديولوجية و العقائدية و التنويه بأهمية حوار الثقافات.

يعتبر مجال التربية و التعليم و مجال التكوين بمختلف أقسامه ركائز أساسية لدعم وتطوير العنصر البشري و إدماج الشباب و مُتّسَعا للجمعيات من أجل خلق برامج تكميلية ذات بعد تنموي, و هو الحال اليوم مع مؤسسة سي حماد الدرهم,  التي أطلقت مؤخرا برنامجين رائدين في هدا المجال تحت مسمى "برنامج رايز" و "برنامج ثرايڤ" :

-"برنامج رايز" برنامج "رايز" (كلمة إنجليزية تعني باللغة العربية "الشروق") موجه إلى كل من الطلبة الجامعيين و المتخرجين الجدد. ويستفيد هؤلاء الشباب من مجموعة من التداريب و الورشات الهادفة إلى إنماء المهارات و تطوير القدرات الذاتية و المهنية اللازمة لولوج سوق الشغل و كذلك لتحفيز الشباب على الإبداع و تطوير الأفكار وتشجيع الحس المقاولاتي. كما يهدف البرنامج إلى إرساء أسس و مبادئ التربية المدنية عند المستفيدين في إطار احترام الآخر و ترسيخ قيم المواطنة المسؤولة. بدعم من مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية، يتم تقديم هذا البرنامج من خلال ورشات تطبيقية و ندوات مواكبة في عدة مواضيع؛ كالقيادة و الذكاء العاطفي، الإختيارات المهنية و تكوين علامة تجارية شخصية، الحس المقاولاتي و استخدام المهارات المعلوماتية لتوسيع الآفاق العملية في التسيير. و يستفيد من هذا البرنامج ما يقارب السبعين شاب و شابة من حاملي الشهادات و الطلبة الجامعيين و ذلك في الفترة الممتدة ما بين شهر نونبر 2015 و شهر يونيو 2016.

-"برنامج ثرايڤ". برنامج "ثرايڤ" (كلمة إنجليزية تعني باللغة العربية "الإزدهار") موجه إلى المستفيدين من مركز التكوين بالتدرج بشراكة مع مركز التعاون الوطني. و يتخذ هذا البرنامج مقاربة خاصة تأخذ بعين الإعتبار خصوصية و نوعية التكوين بهذا المركز و من ثم دعمه بأساليب جديدة ترتكز على استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال المعلومات و التواصل.

و يهدف هذا البرنامج إلى الرقي بالمستوى المعرفي و المهني لخريجي هذا المركز الحاصلين على شواهد في ميادين الميكانيك، كهرباء السيارات، إصلاح هياكل السيارات و المعلوميات، ما سيمكنهم من الإندماج في سوق الشغل أو الإنخراط في خلق مشاريع خاصة. كما يشمل البرنامج مقاربة خاصة تهتم بإدراج التربية البيئية كركيزة أساسية في المنهج المعتمد. هذا البرنامج و بدعم من مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية و المخصص لفائدة مائة و عشرين متدرب و متدربة امتد لثمانية أشهر ابتداء من شهرنونبر 2015 تخللته دروس و ورشات مكثفة إضافة إلى ندوات مفتوحة و تداريب في إعداد و تقديم المشاريع ينشطها نخبة من المؤطرين و المحاضرين من داخل و خارج أرض الوطن.

تجدر الإشارة إلى أن جمعية دار سي حماد , علاوة على شراكتها الإستراتيجية مع مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية (MEPI) التي تقدم المساعدة و والدعم للجماعات والأفراد الساعين إلى تحقيق تغيير إيجابي في مجتمعاتهم ، فهي تعتبر نفسها صلة وصل ما بين المستفيدين و الفاعلين الناشطين في المجتمع المدني.

انها باختصار بعض من انجازات مؤسسة السي حماد الدرهم و داره العامرة, التي لا يزال يعيش في كنف خيرها و نمائها البشر و الحجر و العقول, رفاه مبذول و احسان موصول من هضاب أيت بعمران و الى سهول تيرس بعمق الصحراء.