الصحافة الداعمة لرئيس الجهة و "الجماني"..طاحت الصومعة علقو الحجام

Dakhla joumani commune

الداخلة بوست

يحكى أن ملكا مات حلاقه الخاص, الذي كان وفيا, و يتكتم على كل ما يراه و يسمعه في قصر الملك. فجيء للملك بحلاق جديد, لكن هذا الأخير و عندما أزال الملك عمامته ليحلق شعره, اكتشف أن للملك أذنان كبيرتان جدا, فقال له الملك يجب أن تكتم هذا السر و لك ما تريد. و من خبث الحلاق و "زين أخلاكو", طلب الزواج من بنت الملك, فما كان من الملك الا أن وافق مكرها. طبعا الملك ما كان ليقبل بأن يناسبه حلاق من عامة الشعب, فبدأ يبحث عن سبب يمكنه من التخلص من الحلاق, دون أن يرجع في وعده الذي سبق و أن قطعه للرجل. لذلك طلب الملك من وزيره أن يبحث في ملفات الحلاق و سيرته, عله يجد فيها سوابق أو نقاط سوداء تكون عذرا موجبا لنكث عهده له, و في نفس الوقت التخلص منه بطريقة مخادعة. غير أن الوزير و بعد بحث معمق في ملفات الرجل, طبعا كما هو حال "الجماني" مع الاذرع الاعلامية لحزب الاثنوقراطيين, وجد صحيفة الرجل بيضاء ناصعة لا تشوبها أي شائبة أو وسخ. فجن جنون الملك و تحولت لياليه الى كابوس, يظل طاويا و يبيت ساهرا, يفكر في كيفية التخلص من الحلاق.

و في يوم من الأيام تهدمت صومعة أحد المساجد, فدخل الحاجب على الملك ليخبره قائلا "سيدي سيدي.. طاحت الصومعة", فأجابه الملك على الفور: "علقو الحجام..علقو الحجام", هذه باختصار قصة المثل المغربي الدارج: "طاحت الصومعة..علقوا الحجام", أي : سقطت الصومعة, اشنقوا الحلاق. وهو مثل صار يستعان به للدلالة على كل حكم ظالم اتخذ في حق شخص مظلوم لا حول له ولا قوة، في حين أن الجاني الحقيقي, حر طليق.

و للأسف الشديد, فهذا المثل بات ينطبق بشكل مذهل على بعض المواقع الصحفية الداعمة ل"الخطاط ينجا", من خلال ترويجها المسترسل لأكذوبة أن "الجماني" هو المسؤول عن صراع عائلي على منزل لورثة بالداخلة. و الصدق يقال كنا في الجريدة على علم بكل حيثيات هذا الخلاف العائلي, منذ ليلة الهجوم على النساء الآمنات في بيتهن من طرف مجموعة من الأشخاص, متسائلين : متى كان أهل الصحراء الأشاوس يهاجمون النساء و يرعبوهن و يرهبوهن؟ و قد علمنا منذ نعومة اظافرنا بأن "لوليات عمايم لجواد", لكن يبدو أن نجاسة السياسة بهذه الربوع المالحة, قد انست البعض "يا واجعة", أصول و عادات و أخلاق مجتمع البيضان, و ما ادراك ما مجتمع البيضان.

حيث أتصل بنا السيد "أحمد يعقوب ديدا" شخصيا في نفس الليلة المتوترة, و وضعنا في صورة الهجوم الذي تعرض له المسكن الذي يعيش فيه هو و اخواته منذ سبعينيات القرن الماضي. و هو منزل موروث عن حقبة الاستعمار الاسباني و من أملاك المخزن و ليس ملكية خاصة لأحد, و القاعدة الذهبية الشهيرة في هذه النازلة تقول "البيت لساكنه و على المتضرر اللجوء الى القضاء". و حتى القضاء كما أكد لنا المستشار و المنتخب الجماعي "أحمد يعقوب" قد أنصفه هو و اخواته بالفعل, و تم تملكهم للمنزل بقوة الشرع و الحق و القانون. غير أن بعض أخواله اختاروا أن يسلكوا طريق المواجهة و التصعيد بدل الحوار, مما أدى بالأوضاع الى الخروج عن السيطرة و التحول الى صراع عائلي و عشائري, كان لا قدر الله سيحرق الأخضر و اليابس بمدينة الداخلة. كما أن "أحمد يعقوب" قد أمدنا بأسماء المشاركين في محاولة اقتحام المنزل, التي نتحفظ عليها, لكن لو استمرت المنابر المناصرة لرئيس الجهة في غيها و بهتانها, سنكون مضطرين حينها لنشرها, حتى يتبين للساكنة الخيط الأبيض من الخيط الأسود من المؤامرة التي تحاك منذ مدة ضد "الجماني" و حلفه السياسي, بهدف تشويه سمعتهم وتحميلهم كل ما يحصل بالمدينة من مشاكل و نزاعات عائلية, حتى أننا قد نستفيق ذات يوم على خبر يحمل "الجماني" مسؤولية تعثر دابة أو نفوق كلب بمضارب الداخلة.

-أقول- و رغم توصلنا باستغاثة عاجلة من السيد "أحمد يعقوب", الا أننا رفضنا أن نحول هذا النزاع الى مادة اعلامية دسمة, بهدف ضرب طرف سياسي بعينه أو تصفية الحسابات مع تحالف حزب الاستقلال, الذي ينتمي بعض المهاجمين اليه حزبيا و سياسيا و انتخابيا, مع أن الحدث كان يشكل بالنسبة لنا ساعتها فرصة ذهبية لا تعوض. و هذا طبعا لأننا جريدة مسؤولة, لم و لن توصلنا الاحقاد و الكراهية الى درجة مرضية, تعمينا عن جادة الصواب و الذوق, و تجعلنا جريدة صفراء فاقع لونها, تخلط الصحافة بالشخصنة و الاعلام بالانتقام. فقررنا الصمت الجميل, و أن نترك الوساطات العائلية تأخذ مجراها الطبيعي, على وزن مقولة "أستر ما أستر الله" و "اللي يدخل بين لخوت يضايقو عليه".  رغم أن كل القراءات و الاستنتاجات تؤكد بأن "أحمد يعقوب" و أسرته و أخواته, مظلومون, و أن ما حصل لهم في هذا التوقيت الحرج, و قاب قوسين أو أدنى من اعلان اقالة رئيس الجهة من طرف وزارة الداخلية, و أيضا بناءا على مواقف "أحمد يعقوب" السياسية هو و ثلة من رفاقه داخل حزب الاستقلال عشية انتخابات مجلس المستشارين الماضية, بالإضافة الى دعمه السياسي المعلن لمرشح حزب السنبلة خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة, لا يحتمل الا تفسير واحد, و هو أن "أحمد يعقوب" و بكل بساطة, يدفع ضريبة مواقفه السياسية و الانتخابية, فقط لا غير. و أن "الجماني" بريء من كل هذا النزاع, و مسبباته و أجنداته و تمظهرانه و كل ما يمت له بصلة, براءة الذئب من دم ابن يعقوب. و عليه سيسهل حتى على الطفل الرضيع في مهده, أن يستنتج من المسؤول عن هذا النزاع؟ و من المستفيد؟ و من له مصلحة في الانتقام من "أحمد يعقوب" بسبب مواقفه السياسية المناهضة لحلف "الخطاط ينجا"؟ و من تسلط على من؟ و من هاجم من؟ و من الضحية و من الجلاد؟...الخ

فأرجوكم اتقوا الله و "حشموا على عراضكم", و كفاكم صيدا في الماء العكر, و محاولاتكم المتكررة لشيطنة "الجماني" بمناسبة و بغير مناسبة, أصبحت "حامضة" و لم تعد تطرب, و "الخطاط ينجا" مجرد سياسي كغيره من السياسيين الكثر, الذين مروا بهذه الأرض الملحية, و ليس قديسا و لا نبيا مرسل, و اقالته من مجلس الجهة بحكم قضائي, لا تعني نهاية الكون. فكفاكم خلطا للأوراق, فالداخلة هي الباقية, الداخلة هي الباقية.

Img 20170321 wa0002 1