Créer un site internet

انا من الان ابراهيم صيكا.. فلا تترحموا علي لاني اموت وفي موتي حياة أعظم

13015583 631341610354663 8606864423866011776 n

الداخلة بوست

بقلم : مصطفى عبد الدايم

عندما اضرب ابراهيم صيكا عن الطعام كان يعلم انه يسير نحو الموت .. كان يعلم انه يغامر بحياته .. كان يعلم ان الموت سيمتد اليه بداية من هذه البرودة في قدميه التي ستدوم لساعات وبعدها سيفقد تماما الاحساس بهما .. فقدان الاحساس بالقدمين سيتمدد ببطء عبر الساقين فالفخدين ثم كما السم سيحسن خواء في جوفه يعتصر امعاءه ينهشها يمزقها .. ينتابه شعور بالغثيان .. لكنه لا يتقيأ .. كل الاشياء من حوله تدور بسرعة مهولة .. الجدران تزحف نحوه .. لم يعد يدرك اين هو .. لا يرى غير نقطة سوداء تكبر وتكبر تمتص كل الاوان .. تغرقه في ظلام حالك .. ثم فجاة ينجلي الظلام عن بياض يعمي البصر .. بياض يغتال كل شيء من حوله.. يصبح وكانه يسبح في الخواء .. في الفراغ .. في هذا الملكوت الشاسع .. ثم لا شيء ...

قبل ذلك عاش ابراهيم صيكا اكيد لحظات غريبة فقد شعر لاول مرة في حياته ان للماء طعما ورائحة عكس الحقيقة العلمية التي تقول الا طعم او رائحة للماء .. اثناء اضرابه عن الطعام احس ان طعم الماء مقيت وان رائحته تبعث على الغثيان .. اثناء اضرابه عن الطعام اصبح على غير عادته يشم رائحة الطعام ويميز بين انواعه من مسافات بعيدة جدا.. اثناء اضرابه عن الطعام عاش عمى الالوان وتجرع ثقوب الذاكرة .. لم يعد يتبين اسماء اعز اصدقائه واقربائه وحدها امه كانت حاضرة .. احسها طفلا ترضعه .. رافقها طفلا تعلمه المشي نطق كلماته الاولى...ابراهيم صيكا قضى في اضرابه عن الطعام لانه معطل طالي بحقه في الشغل هذا صحيح ولكن ابراهيم صيكا قضى في هذا الاضراب لسببين اولهما انه خاض اضرابه حنى الرمق الاخير ومر من جميع مراحل الاضراب عن الطعام المفضية نحو الموت اما السريع او البطيء هذا الاخير الذي مازال الكثيرون ممن خبروه ستذكرون كل تفاصيله .. وثانيهما بلادة السلطات العمومية المغربية التي تتعاطى مع الحق في الحياة بمنطق احصائي يعتبر ان البشر كثير واصبح الحل في التخلص من بعض ممن يشكلون في منطق السلطة صداع الراس ...

ابراهيم صيكا فقدانك يجعلون جميعا نعتقد ان التضحية بالنفس من وسائل افتكاك الحقوق .. ويجعلني شخصيا اقول ان الموت خلاص من حياة عقيمة وبلا كرامة.. نعم الحق في الحياة اسمى حق من حقوق الانسان ولكن لا حق في الحياة يظفر به المرء دون تضحية وفي احيان كثيرة تضحية قاسية ... ايراهيم صيكا كشف كم هو بليد هذا المخزن الذي يروج لاشارات يعطلها في نفس الوقت بممارساته ... انا من الان ابراهيم صيكا فلا تترحموا علي لاني اموت وفي موتي حياة أعظم !!!