Créer un site internet

رسالة اعتذار عاجلة موجهة لرئيس جهة الداخلة وادي الذهب

Region dakhla 27

الداخلة بوست

بقلم : الزاوي عبد القادر – أستاذ باحث و كاتب صحفي

لقد تعلمنا من دراساتنا السابقة للتراث الاسلامي الفقهي و العقدي, بأن الله يخفي أوليائه في أبسط خلقه, و بأن محمد بن عبد الله صوات الله عليه و سلامه هو خاتم النبيين, به ختمت النبوءات, و انتهت مواسم الرسالات بين الأرض و السماء, و أتممت به النعم, و رضي الله لعباده عن طريقه الاسلام دينا و منهاجا. غير أننا لم نكن نظن أبدا بأن الله يخفي "و العياذ بالله" يوسف الصديق و النبي, في شخص رئيس الجهة المقال, كما أخبرتنا بذلك الأذرع الاعلامية ل"الخطاط ينجا" ليلة البارحة. و بأن ساكنة الجهة ليست سوى نسخة مكررة عن "بني اسرائيل", و بأن الفرقاء السياسيين المعارضين, هم كهنة معبد "امون" الفرعوني, و رئيس الجهة طبعا هو ابن يعقوب و "عزيز" وادي الذهب, الذي اتاه الله الحكمة و النبوة و الملك.

لذلك لم نجد بدا و نحن بصدد نبوءة جديدة تلوح في الأفق بربوع الجهة الموبوءة, من أن نقدم اعتذارنا و توبتنا النصوح من خطايانا و جاهليتنا التي وجدنا عليها أباءنا, و نتبع هدي "الخطاط ينجا" و ننضم بذلك الى جوقة الأرذلين و التابعين, كما جاء في كلام أبواغ رئيس الجهة الدعائية, لعل الله يرزقنا حسن الخاتمة و جميل الثواب.

فنحن يشهد الله بأننا لم نكن نرى في "الخطاط ينجا" سوى رجل أعمال من الطبقة المخملية,  و سياسي ميكيافيلي ماكر, يظهر عكس ما يضمر, غارق حدا النخاع في نجاسة السياسة و أطماعها و حساباتها الميزانياتية تساعية الأسفار. لم نكن نراه الا مستثمر مغمور, تصور بأن أمور الناس و أموالها العمومية تدار بنفس عقلية "البيزنيسمان" التي يدير بها شركاته الضخمة و بواخره الكثر, و بأن حتمية الربح الليبيرالية, التي يسير بها رجل الأعمال شركاته كما هو حال رئيس الجهة طبعا, تنطبق بحذافيرها على مجلس الجهة و ميزانيته المليارية, و عليه فيجب أن يخرج رابحا من فترة انتدابه رئيسا للجهة, حتى و لو كان ذلك على حساب أحلام و أهات جيوش المحرومين و البؤساء الذين تعج بهم جنبات هذه الأرض المالحة, أو عفوا المقدسة, ما دام قد بعث بها "يوسف" في نسخته "الخطاطية".

يشهد الله أننا لم نكن نرى فيه الا رئيسا صدرت ضده أحكام قضائية باتة و نهائية و حائزة لقوة الشيئ المقضي به, صادرة عن المحاكم الادارية المغربية, نزعت عن مسطرة انتخابه الشرعية و القانونية, و حكمت عليها بالبطلان, بعد أن ترسخ في ضمير القضاة ابتدائيا و استئنافيا بأنه مقيم بدولة موريتانيا و حائز على جنسيتها و مسجل بسجلاتها العدلية و الاحصائية. و عوض أن يحترم القضاء المغربي و أحكامه التي تصدر باسم ملك البلاد, اختار الهروب الى الامام و تهديد الساكنة بفتنة نائمة لا تبقي و لا تذر على شاكلة "اكديم ايزيك", و لسان حاله صارخ بالقول "اما أنا أو الدمار". و هنا طبعا يتماهى بشكل ملفت مع الطواغيت و الحكام الديكتاتوريين الذين عصفت ببعضهم ثورات الربيع العربي. و بدل أن ينصاع للقضاء الذي لجأت اليه معارضة مجلسه بشكل حضاري و ديمقراطي و مسؤول, أوعز لأذرعه الاعلامية بسكب مواسير متفجرة من قاذورات الصرف الصحي, على خصومه و منتقديه, و لجأ الى سياسة ممنهجة لشيطنتهم و نعتهم بأسوءا الأوصاف, فلم يسلم كبيرا و لا صغيرا, و لا صحفيا و لا كاتبا, من مواسم الشتائم و السباب عبر كل وسيلة اتصال تترى.

يشهد الله, أننا لم نرى فيه, سوى مجرد رئيس اختار أن يمارس السياسة بعقلية "أبا المغيرة", و قسم ساكنة الجهة الى اخوة أعداء, و رفع من وتيرة الأحقاد و الكراهية بين ساكنة ظلت تنعم بالسلم الأهلي لعقود طويلة, حتى صار يخرج علينا بعض من أنصاره بمقالات مسمومة يعربدون فيها و يهددون الساكنة بالفتك و ما لا عين رأت.

يشهد الله أننا لم نعهده الا رئيسا سعى منذ اليوم الأول لتربعه على "غنيمة" الكرسي, الى رتق أغلبيته الواهنة و تمتين أواصرها, بالإنعام على نفسه و عليها من أرزاق الشعب العمومية, بسيارات فاخرة تنخر عباب الأرض و الشواطئ و البوادي, الى درجة استخدم بعضها في تهديد و ترهيب و قطع طريق الصحفيين الأحرار تحت جنح الظلام, من دون أن يرمش لهم جفن, و هي "زعامة" تحاكم أجهزة الامن و السلطات المحلية, و تعيد احياء نقاش قديم من قبيل دولة المخزن و دولة السيبة, و تضع شعارات من قبيل دولة القانون على المحك.

يشهد الله, أننا اكتشفنا بأنه رئيس لا يتقن سوى تبذير أموال الميزانية على الجمعيات المقربة, و بخاصة كل طبال لعين, حيث وزع السنة الماضية ما يفوق 250 مليون سنتيم على تلك الجمعيات, في الوقت الذي كان فيه أبناء الجهة من حملة الشواهد العليا المعطلين, يلوكون الحرمان خبزا, و يفترشون الأرض و يلتحفون السماء بجانبه, من أجل لقمة عيش, استعصت عليهم رغم ما يوجد في خزائن "الخطاط" عزيز وادي الذهب من اموال لا أول لها و لا أخر, منة من الدولة المغربية على أبناء هذه الأرض الملعونة, أو عفوا المقدسة, ما دام "يوسف" الصديق يقيم بين ظهرانينا.

يشهد الله أننا اكتشفنا من خلال وثائق و مراسلات ادارية مسربة, بأنه معتكف على نسج شبكة متشعبة من المصالح المحرمة داخل تحالفه السياسي و أغلبية مكتبه المسير, أخرها فضيحة كرائه لمرأب خاص بسيارات المجلس من عند أحد أقارب أعضاء أغلبيته المتداعية. و أنه وضع مشروع الجهوية المتقدمة و امكاناتها التنموية الهائلة, و صلاحياته الغير مسبوقة في خلق فرص شغل للشباب العاطل من خلال برامج تشغيلية حقيقية, كما هو حاليا حال جهة طنجة – تطوان التي يشرف عليها حزب البام, و الذي حول مقر الجهة الى ورشة مفتوحة للتكوين و اعادة الادماج لحملة الشواهد العاطلين في سوق الشغل, -أقول- عوض ذلك كله, حول "يوسف" الجهة, مبنى مجلس الجهة الى ثكنة عسكرية, مسيجة و محاطة بحرس أشداء, يحذر الاقتراب منها, و من يقترب يجد له حارسا رصدا, و هاتفا للشرطة, يرميه في غياهب الاعتقال, كما حصل من قبل مع أحد المدونين الشباب أبناء الجهة. ف "يوسفهم" الصديق, قد حول المشروع الجهوي برمته, الى مجرد قصاصات اخبارية خيالية مدفوعة الاجر, أما الواقع المعاش, فبمرارة و ألام ذاك الذي يأكل الطير من رأسه, لكن يبدو أن "الخطاط" لا يمتلك موهبة تفسير أحلام البؤساء من فلذات أكباد هذه الجهة المختطفة.

الأن حصحص الحق, و المواقع الصحفية المحسوبة على رئيس الجهة, الذين شغفهم "يوسفهم" حبا و هياما, قد انكشفوا للجماهير العريضة على حقيقتهم, و تحولوا الى مادة للسخرية تعج بها مواقع التواصل الاجتماعية. اذ يعتبر ما أقدموا عليه غلوا فظيعا و ازدراءا بذيئا للأديان و العقائد, و اضرارا جسيما بمشاعر المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل. فكيف يعقل أن يصل البعض في "التطبيل" الى درجة هيت لك, ليشبه مستثمر و سياسي مغمور, فقير الى الله و غارق في الخطايا و الذنوب و الخروقات, برسول كريم من أولي العزم, و رث النبوة أبا عن جد, اجتباه الله و عصمه و أوحى له. و قد وجه رسولنا الكريم في احاديث كثر, أمَّته إلى واجب تعظيم وتوقير الأنبياء و الرسل جميعهم, الى درجة نهانا فيها عن تفضيله على أحد منهم.

لكن يبدو أن أولئك الذين ظلوا يراودون الساكنة شهورا طويلة, عن واقع بئيس من صنع أيادي الرئيس "يوسفهم", قد حفروا هذه المرة قبر مصداقيتهم الصحفية بمقال مفترى, بعد أن أعياهم رمي الحقيقة في غياهب التضليل الاعلامي المقيت. و رئيسهم "عزيز" جهة الداخلة وادي الذهب, بدل أن يفتينا في مسألة البقرات السمان و العجاف, قد اختار إلتهام السمان و العجاف و السنبلات الخضر و الأخر اليابسات...للحديث بقية