Créer un site internet

شاط الخير على زعير...مجلس الجهة يخصص 40 مليون لدعم "التبوريدة" بمعرض الجديدة

Region dakhla budget 2020

الداخلة بوست

بقلم: د.الزاوي عبد القادر- أستاذ باحث و كاتب صحفي

في إطار سياسية تدبيرية كارثية و فاشلة, و إستمرارا لنهج مجلس "ولد ينجا" في تبذير ميزانية الجهة و أموال الساكنة العمومية, من خلال فصول مالية "ملتهبة" منفوخ فيها بشكل مفضوح, و مشاريع عدمية ليس لها أي وقع أو أثر إيجابي على عيش الساكنة المقهورة,

ها هو مجلس الجهة دام ظله الوارف, يخصص لما يسمى بمعرض الفرس المنظم بمدينة الجديدة في أقصى شمال المملكة, 40 مليون سنتيم عدا و نقدا من دمائنا و أرزاقنا, في الوقت الذي لا زال ثلة من شباب الجهة المحروم يعتصمون بالشريط العازل ب"الكركرات" من أجل لقمة عيش كريمة إستعصت عليهم بهذه الربوع المالحة, بعد أن وجدوا انفسهم ممنوعين حتى من حقوق الصيد في بحار الاجداد المنهوبة, بينما يطربنا مجلس الجهة و أبواغه الدعائية و اذرعه الإعلامية بالتطبيل لمشاركة وفد عن مجلس الجهة بزعامة نائب الرئيس "المفدى", في معرض للفروسية منظم بالجديدة على بعد آلاف الأميال من هذه الأرض المنكوبة,

مدعين بأن هذه المشاركة تأتي بدعم مالي من مجلس الجهة, الذي تمكن حسب وجهة نظرهم المتقيحة, من خلال الاتفاقية المبرمة مع جمعية معرض الفرس "ان يضع للثرات الصحراوي موطئ قدم ضمن كبريات الفعاليات الرياضية والفلكلورية والثقافية التي تؤثت التنوع الثقافي المغربي", فبالله عليكم أي سقوط هذا و إنحدار و "طريح الدرجا"؟؟؟

و ما علاقة التراث الصحراوي الأصيل بظاهرة التبوريدة سالفة الذكر؟ و متى كان الصحراويين الأشاوس ينظمون مهرجانات مماثلة و "يتبوردو" على ظهور ذكور الجياد تحت وقع أهاجيج "العيطة" و "الشيخات" و هلما جرا؟ و ما علاقة الساكنة الأصلية بهكذا جمعيات دخيلة على المجتع المحلي؟ أم أنه يا ترى قد إختلط الأمر على "ولد ينجا" و رفاقه من مزدوجي الإنتماء و الجنسيات و الهويات, و باتوا معنيين بإنعاش تراث أقاليم شمال المملكة على حساب أموالنا المستباحة و تراثنا الصحراوي الحساني المهدور؟

إنها صورة أخرى بائسة و قاتمة السواد, لم تستطع أقلامنا أن تغض عنها الطرف, خصوصا في ظل إحتقان إجتماعي غير مسبوق تعيش تحت ظله الجهة برمتها, سطرته و لا تزال وقفات إحتجاجية متعددة و عفوية بالداخلة و ب"الكركرات" جنوبا, نفذتها فئات عريضة من الجماهير المسحوقة, التي لا تزال تتابع عن كثب فتوحات "ولد ينجا" التنموية, و مشروعه الجهوي "العظيم", لكن حصريا على شاشات صحافته الموازية و في بلاغات رقيقه الجمعوي و على منصات هيئات الأمم المتحدة, كحال مرافعته الاخيرة التي صور خلالها الجهة كأنها "سويسرا", و مقاله المنشور على موقع "euobserver" الذي إدعى خلاله بأن الشباب يدير المشاريع بالصحراء, و بأن معدل الفقر انخفض إلى 4/100 و أن التنمية حقيقة واضحة, طبعا كوضوح نزوح عشرات شباب الجهة المفقر و المحروم, صوب شريط "الكركرات" جنوبا, و إعتصامات النسوة الصحراويات ب"لمهيريز" و بعدها معبر الكركرات الحدودي, طلبا لحق السكن و الحياة الكريمة,

قولا واحدا, إن دعم مجلس الجهة مهرجان "التبوريدا" المنظم بمدينة الجديدة, ب 40 مليون سنتيم من أرزاقنا المهدورة, في ظل خارطة البؤس و الحرمان و البطالة التي تنهش أوصال فئات عريضة من ساكنة الجهة, باتت تنطبق عليه مقولة والدتي رحمة الله عليها: "طير يا عود", إنتهى الكلام.

Region dakhla budget 5