شيلاه يا رجال البحر.."الجماني" خدام كيصلح البنية التحتية و مجلس "ولد ينجا" ينفق 400 مليون على منتدى عبثي آخر

Photostudio 1574553484601 960x680

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

"ما كفاه فيل..زادوه فيلة" و بعد أن أنفق مجلس "ولد ينجا" أموال طائلة من أموال الفقراء على مهرجانات "رجال البلاد"، جابوا للساكنة "رجال البحر"، ليكملوا آخر درهم في الميزانية، و ليهللوا و يحمدوا الله كثيرا. فشيلاه أرجال البحر.

في إطار سياسة تدبيرية كارثية و فاشلة, و إستمرارا لنهج مجلس "ولد ينجا" في إهدار ميزانية الجهة و أموال الساكنة العمومية, على فصول مالية "ملتهبة" بشكل مفضوح, و مشاريع عدمية ليس لها أي وقع أو أثر إيجابي مباشر على عيش الساكنة المقهورة. ها هو مجلس الجهة دام "ظله الوارف" يخصص لما يسمى منتدى رجال البحر المنعقد شمله بجرف الداخلة المستباحة، 400 مليون سنتيم عدا و نقدا من دمائنا و أرزاقنا, في الوقت الذي لا زال فيه ثلة من شباب الجهة المحروم يصارع الويلات من أجل لقمة عيش كريمة إستعصت عليهم بهذه الربوع المالحة, بينما إختار البعض الاخر مكرها ركوب قوارب الموت هروبا من جحيم البؤس و البطالة و قلة ذات اليد، بعد أن وجدوا انفسهم فقراء فوق تراب جهة تعج بالثروات البحرية المنهوبة، و الميزانيات تساعية الاصفار كميزانية مجلس الجهة المهدورة.

بينما يطربنا مجلس الجهة و أبواغه الدعائية بالتطبيل لهذا المنتدى الجديد التافه و الغير ذي جدوى، و بالدعم المالي السخي الذي قدمه له المجلس في اطار شراكة مع جمعيات "شي يهمهم", مدعين حسب وجهة نظرهم المتقيحة بأن هذا الملتقى "العالمي" سيناقش في إطار الانفتاح و تبادل التجارب بالميدان البحري، آفاق الاقتصاد الأزرق بإفريقيا و جزيرة الوقواق و خط "ولد الفزفاز" الساحلي, و أن قطاع الصيد البحري يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية للساكنة المحلية، بينما تجاوزت اثمان سمك كوريينا الخامرا 120 درهم للكيلوغرام الواحد، و أصبحت جميع أصناف الرخويات مهددة بالانقراض و الزوال. فبالله عليكم أليس هذا أشد أنواع الضحك على الذقون، قبحا و سخافة؟؟ 

إن الذي يثير السخط و الغضب في هذه النوازل الكارثية، هو الصمت الفضائحي الذي يواجهه بها الذباب الإلكتروني الموالي لمجلس الجهة، الذين لا يتركون كبيرة و لا صغيرة تخص بلدية الداخلة إلا و أحصوها، و قاموا بتصويرها و بثها في فيديوهات، و ذرفوا إلى جانبها انهارا من دموع التماسيح و "التبوحيط"، ما يطرح السؤال الفاحش التالي: اذا كانوا فعلا قلوبهم على الساكنة و مصالحها، لماذا لا يمتلكون جرأة مماثلة كتلك "قسوحية الوجه" التي يحاربون بها "الجماني", و يطالبون "صويحبهم" رئيس الجهة أن يحول مبلغ مالي تجاوز 4 مليارات سنتيم خصصه لتمويل فصول "الزرود" والحفلات و تنظيم المنتديات و المهرجانات, إلى مصلحة دعم و مؤازرة مجهودات بلدية الداخلة في مجال تطوير البنية التحتية بمدينة الداخلة؟؟

إنه لمن عجيب الصدف، أننا لا نكاد نرى لرئيس الجهة ظهورا في الميدان، و لا نكاد نعد له إنجازا تنمويا يتيما واحدا، إلا و كان الظهور حصريا على ظهر المهرجانات و "لافييستات" و كان الإنجاز صوريا إلى جانب سيدات الغناء و "العلوا"، او كما هو ثابت في الصور الجديدة، التحذلق بكل تفاني و إخلاص في حفل افتتاح منتدى رجال البحر، و حرصه شخصيا على حسن إستقبال ضيوفه الأجلاء، و أيضا حسن ملئ بطونهم بالشهيوات الموازية و طيب المبيت و كريم الاستقبال، مهما دفع مقابل ذلك من أموال الفقراء العرمرم، فأربعة مليون سنتيم تفي بالغرض و تزيد.

إنه بالضبط ما يجيد فعله و تدبيره رئيس الجهة، بل و تفوق فيه حتى على "التريتورات"، اما الاختصاصات التنموية الحقيقية و الواسعة التي منحها له مشروع الجهوية المتقدمة بميزانياتها المليارية تساعية الأصفار، فبات يطبق عليها رئيس الجهة المقولة الشهيرة: "كم من حاجة قضيناها بتركها".

المحزن اكثر في أحجية رئيس الجهة الاستثنائي و قصة عشقه الأسطورية لتنظيم مهرجانات "الشطيح و الرديح" و المنتديات التافهة، و بذله الجهد و أموال الفقراء بكرم حاتمي من أجل تنظيمها بكل إخلاص و إرادة صلبة و "تعنتيت"، في جهة لا تزال تأن فئات واسعة من مواطنيها تحت وطأة البطالة و الحرمان و العطش و المرض و قلة ذات اليد و انعدام الكليات و المستشفيات العمومية الجامعية ووووو....-أقول- المحزن هو حين نصبح مجبرين على مقارنة هذه الصور البائسة، مع صور أخرى لأعضاء أغلبية "الجماني" المسيرة لمجلس بلدية الداخلة، و هم مقيمين بشكل يومي بين المزنجرات و عمال البناء، من أجل تتبع حسن تنزيل الاوراش التنموية الخاصة بتطوير و تجويد البنية التحتية لعاصمة الجهة، خدمة للساكنة و لأجل تحسين مستوى عيشها.

سنظل نكررها و لن نمل و لن نكل, نحن لا ندافع عن "الجماني", فالرجل تدافع عنه المنجزات التنموية التي حققها بهذا الجرف البحري في بضعة سنوات قليلة, و التي عجز عن تحقيقها خصومه الانتخابويين و أحلافهم، على مدار عقود طويلة من الميزانيات و الاموال الضخمة المهدورة, حيث ورث الرجل مدينة أشباح، بشارع مهترئ وحيد و بعض الأزقة وسط المدينة من الحقبة الإستعمارية الإسبانية, و إلى جانبها ورث أكثر من 20 حي و تجزئة مستحدثة بلا بنية تحتية من أي نوع يذكر, بعضها يعود لبداية الثمانينيات. و مع ذلك ركب الرجل التحدي و ناطح المستحيل و نجح بشكل مبهر في تحقيق طفرة كبيرة على مستوى البنية التحتية للمدينة, إذا ما تمت مقارنتها بالميزانيات المحدودة المخصصة للمجلس البلدي وحجم الخصاص الهائل الذي وجده أمامه و فترة تسع سنوات, لكان أقل ما يستحقه الرجل, هو أن نرفع له القبعة عاليا, شكرا و عرفانا, رغم أنه ما فتئ يكرر في جميع خطاباته بأن الخصاص لا يزال قائما و أن البنية التحتية بالمدينة لا زالت في حاجة إلى مزيد من التحسينات و التجويد, وأنه ملتزم ببذل كل مجهوداته المخلصة من أجل الإستمرار في تطوير البنية التحتية للمدينة و تحسين حياة الساكنة.

إنه لعمري الفارق الجوهري بين فريق تنمية المنتديات و المهرجانات و إهدار أموال الفقراء على العبث و "الخوا الخاوي"، و فريق اخر لا يمتلك حتما ماكينة إعلامية موالية و جيش قذر من الذباب الإلكتروني المأجور، يهلهلون في حضرته ما لم يهلهله قيس في ليلاه و يلبسون الحق بالباطل و الباطل بالحق، و لكنه يمتلك حصيلة تدبيرية صامتة و مشرفة تزكيها صور اعضاءه في ميادين الأوراش التنموية الحقيقية، في الحارات و بين الازقة و وسط صفوف المواطنين، تزكيها ميزانيات فقيرة و محاصرة ماليا من طرف مجلس الجهة بسبب حسابات انتخابية وضيعة، و برغم ذلك يخصص آخر درهم منها لأجل البناء و تطوير البنية التحتية و تحسين عيش ساكنة عاصمة الجهة.

قولا واحدا، يبدو أننا كنا مجحفين و ظالمين للسيد رئيس الجهة "مسكين"، رئيس كما شرخ أذاننا ذبابه الإلكتروني و جيوش "البحلاسة" و الطبالة الموالين له، يعتبر بحق ظاهرة كونية و معجزة بشرية متفردة، لن يجود الزمان بمثله. رجل صنع الموبقات التنموية، و جاء بالرخاء و الرفاه يترا لتلك الربوع المالحة، و لا أدل على ذلك من تنظيم مؤتمر جديد بالداخلة تحت شعار: الملتقى الدولي لرجال البحر، سيجلب الخيرات و البركات لساكنة الداخلة و مستضعفيها. 

فشيلاه يا رجال البحر، و الله يعوض على ساكنة الداخلة ف400 مليون.

Fb img 1574526744122Fb img 1574526879805Fb img 1574526861282

Fb img 1571159672747