مسجد السنة بالداخلة أكله النسيان

mosque in dakhla

الداخلة بوست

بقلم : لمعدل سعيد

لا يختلف اثنان بل ثلاثة على ان الحالة الصحية لزرابي مسجد السنة بالداخلة هي جد متدهورة، و يتجلى ذلك في أن زرابي هذا المسجد أصبحت تضاهي الزرابي الفرعونية في القدم، بحيث اصبح من الممكن بيعها في المزاد العلني للمتاحف، إذ انه لم يتم تغيررها لما يقارب خمس سنين عجاف. و كأنما وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية المعنية بالدرجة الأولى ثم الثانية و الثالثة ليس لديها من المال الكافي لتغيير أفرشة أقدم مسجد بمدينة الداخلة في القلب النابض حي أم التونسي. فبمجرد أن تسجد على السجاد تستنشق غبار تركه الزمن منذ فترة ليس بالقصيرة، و بعد ذلك مباشرة تنطلق رحلة المعاناة مع العطاس و الزكام وكل الأمراض التنفسية التي قد تخطر على بال بشر. فكأنما لسان حال هاته الزرابي يقول قبل المسجد إن لم تغيروني سوف أغير حالتكم الصحية من سيئ إلى أسوء.

و يضاف إلى هاته المعضلة التي عمرت كثيرا مشكل آخر لا يقل أهمية عن مشكل الزرابي التي عمرت طويلا بدون تنظيف أو تبديل، و يتمثل المشكل في المأمون الذي أصبح طاعن في السن و أصبح ينسى أكثر مما يتذكر، بحيث أن الإمام إذ أغفل عن كلمة أو آية قرآنية يتم تذكيره من طرف الصف الرابع أو الخامس من المصليين،  و هذا مما يشوش على الإمام و يبعثر تركيزه، لذلك وجب على وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية أن تقوم بتغيير فوري للمأمون لكي يكون التركيز في الصلاة على أكمل وجه. فساكنة حي أم التونسي لا تنكر على أن المأمون مشكورا في زمنه كان على أهبة الاستعداد و التفاني و الانتباه، لكن دوام الحال من المحال، لذلك وجب تغييره.

فالمساجد بيوت الله وأطهر البقاع إليه وأحبها، لذا كان الاعتناء بأحب البقاع إلى الله من الحسنات التي يؤجر عليها العبد، ولذا يقول الله –تعالى-:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (36) سورة النــور. ورفعها أي: صيانتها عما لا يليق بها، وتقديرها كما قدرها الله وعظمها، وليس من تقدير المسجد ترك الأوساخ أو تعمد رميها أو وضعها، والسبب الثاني: أن المساجد يدخلها المصلون لأداء الصلاة، والصلاة تحتاج إلى تدبر وخشوع وخضوع لله، ولا يتم ذلك إلا في جو صافٍ نقي من كل  المكدرات.. ومن المكدرات الأوساخ المرئية والمشمومة والمحسوسة، لذا كان لا بد من الاهتمام بنظافة وتنزيه المساجد..

وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- بل وأمر بنظافة المساجد، والأمر المجرد عن أي قرينة تصرفه يدل على الوجوب، فنظافة المسجد واجبة، تقول عائشة -رضي الله عنها-: ((أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأمر أن تنظف وتطيب)).

منْ وجوهِ الإعمارِ، الإعمارُ المادِيُّ، ويتمثلُ فِي بناءِ المساجدِ والعنايةِ بِهَا مِنْ صيانةٍ ونظافةٍ وغيرِ ذلكَ، وفِي هذَا الجانبِ ثوابٌ عظيمٌ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ: أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَ عَنْهَا بَعْدَ أَيَّامٍ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا مَاتَتْ. قَالَ: «فَهَلاَّ آذَنْتُمُونِى»  فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا.

ولكن ثم لكن هل ستقوم الجهة المعنية بتدارك الأمور، و مراسلة الوزارة التي لا يخفى عليها حال مسجد السنة لما يكتسب من رمزية بالنسبة للساكنة، أم أنها ستنتظر إلى أن  تتطور الأمور الى ما لا يحمد عقباه، ثم يعصف بها القرار من الأعلى فتصبح نادمة على ما قد مضى. فساكنة حي أم التونسي و المسجد و بئرانزران ثم الغفران و كسيكيسات و لبييشلت تطرح ألاف علامات الاستفهام حول وضعية مسجدهم المتدهورة، و تطالب الجهات المعنية بالتدخل لفك طلاسم مشكل عمر لردح من الزمن بدون حل.