Créer un site internet

رأي‖ الأزمة الخليجية : أين المفر؟

 

Jedna journaliste

الداخلة بوست 

بقلم : الصحفي الكبير جدنا ولد ديدا مدير جريدة يومية نواكشوط

بعدما استغربنا- و أحيانا كثيرة رفضنا- الحصار المفروض من أشقائه علي اشقائنا في قطر و بعد التدويل لما بات ظاهرا للعيان بأنه لا يعدو نزاعا من اجل قيادة الصف العربي في الشرق الأوسط فكيف سينتهي بنا هذا المسلسل الدرامي؟
خلفت لاشك أزمة الخليج شرخا أخر في التلاحم بين المسلمين و بين العرب و أوجدت مستنقعا و وحلا كبيرا سيلقي بظلاله لزمن طويل علي العلاقات بين أبناء البيت الواحد. و المستفيد الكبير من هذا الجرم هو طبعا أعداء الأمة العربية و الإسلامية و الله يعلم إنهم لكثر. أهديت لهم الفريسة علي طبق من ذهب. لم تكلفهم و لا درهما واحدا...
لا أظن و لو لدقيقة واحدة أن الحرب التي ما زالت تدق طبولها ستنشب يوم بين القطبين المتنافسين: المحاصرين و المحاصر. حرب لا هذه الدول مستعدة لها و لا العالم المتحضر في حاجة لها بعد أبشع صور الهمجية التي أسدينا للعالم في حروبنا بنيابة عن الاخرين. لكن حتما كما اندلعت ستراوح ’’الحرب الباردة’’ مكانها حتى يجد جديد. فمن سيربح في هذا الفصل الأول من الأزمة المتلاحقة -بعد الشر-؟ أي مكسب قد يتباهي به احد الطرفين؟ و ما هو الثمن الذي ستجنيه هذه الأزمة للأمة الإسلامية و العربية المرهقة أصلا بالحروب, والجوع, و الجهل و ما نتج عنه من تطرف و غلو في الدين؟ 
المملكة السعودية كانت في المنظور الاستراتيجي الشرق-أوسطي بعد تدمير العراق و سوريا هي ’’الأخت ألكبري’’ في المنطقة ككل. و من هذه الزاوية قد يكون انتابها شئ من القلق –و الغيرة علي مصالحها الريادية- من الدور المتنامي و المتزايد للأخت ’’ألصغري’’ قطر علي الساحتين الإقليمية و الدولية. وكانت قطر قد أعدت العدة لطموحها من علاقات عامة وكوكب إعلامي يشد أزرها للعب هذا الدور الطموح والمحوري و المشروع...إن لم يكن علي حساب ’’الأخت الكبري’’. لكن المشروع القطري تنامي و استفحل لدرجة التصادم مع ’’مسلمات’’ عند السعوديين في المنطقة. 
فيا تري إلي أي مدي قد تقبل قطر الانصياع إلي الشروط المطروحة عليها –و منها ما هو تعجيزي و حتى تافه كإغلاق صوت الجزيرة- لتصون للمملكة هيبتها و مكانتها في حظيرتها الخليجية؟ حتما لن تقبل قطر باذلالها بعد ما امست وجهة سياسية مرموقة.
ومن هنا نستشرف الموقف الأمريكي في القضية التي أججتها تصريحات ’’ترامب’’ و هو يزور السعودية الشهر المنصرم في أول إطلالة علي بلد عربي مسلم بعد حملته الشرسة ضد العرب و المسلمين. اختيار السعودية لهاذه الزيارة كان له يعده التجاري و الأخلاقي سياسيا لطمأنة المسلمين من خلال وزن و رمز السعودية في قلوب المسلمين...و نتفهم أكثر بعد ذلك الزيارات المكوكية لممثلين القطبين و الوساطة الكويتي إلي واشنطون.
 الملفت للنظر في الأزمة بين قطر و السعودية و من يتبعها من الخليجيين هو إنها ليست إلي تطور قد يكون خطيرا لما كان محتوما من العشرية الأخيرة نتيجتا للتقلبات الجيو-سياسية في المنطقة و تغلغل الملفت للحركة الاخوانية التي ترعها قطرفي ربوع العالم العربي الإسلامي (سوريا, مصر, تركيا, ليبيا , تونس, فلسطين..) تزامنا مع مد ’’الوعي’’ الشيعي الذي ما فتئ يشاكس الأنظمة السنية التابعة المظلة السعودية –عملية ضرع الخليج- و الذي أزعجها في عقر دارها و في إطرافها علي حدودها مع اليمن. 
فأين المفر؟ 
لا قطر مستعدة لتلبية شروط دول الحصار و ما هذه قابلة باقل من ذلك... ستكشف المفاوضات السرية عن ذلك فلا خيار للطرفين سواء حل مشاكلهم و لو إلي حين.