مصيبة‖ حين يهدد "ولد ينجا" بقطع الدعم المادي عن جمعية مرضى القصور الكلوي التي يترأسها الجماني

Region dakhla joumani yanja

الداخلة بوست

انها مصيبة جلل ابتلينا بها بهذه الربوع المالحة, تحت ظل حكم حزب الاستقلال و زعيمه "ولد ينجا", حيث ماتت الانسانية و معها كل القيم و المبادئ و الاخلاق, الى درجة أصبح يهدد فيها رئيس الجهة المقال, مرضى الكلي المساكين, بقطع الدعم المالي المقدم لهم من ميزانية المجلس, بحجة واهية تتعلق بعدم تجديد المكتب المسير لجمعية الدياليز, بينما السبب الحقيقي هو أن الجمعية يترأسها "الجماني".

فخصومة "ولد ينجا" مع "الجماني" و حلفه السياسي, قد بلغت مداها, و أصبح ينطبق عليها الحديث النبوي الشريف, في صفات المنافق, و التي من بينها الخصومة الفاجرة. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ), صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و رئيس الجهة المقال ماض في حربه الضروس على معارضيه و خصومه السياسيين, حتى و لو كلفه الأمر أن يقطع دعم الدولة المغربية عن جمعية مرضى القصور الكلوي, التي يرجع الفضل في تأسيسها و دعمها, و تمويل تدخلاتها العلاجية و خدماتها الصحية بهذه الربوع المالحة, ل"سيدي صلوح الجماني" رئيس بلدية الداخلة, بعد أن كان المرضى في الماضي, يضطرون للتنقل و العيش في مدينة العيون لإجراء عمليات تصفية الدم, من دون أن يلتفت الى أوجاعهم و معاناتهم رئيس جهة أو بلدية من الطقمة السابقة, التي انشغلت فقط بمراكمة الثروات و تنمية قطعان الابل, على حساب المال العام و أعطاب الساكنة المحرومة. و قطعا لو لم يؤسسها "الجماني" ما كان ليؤسسها "ولد ينجا", و سيكون أهم منها عند الرجل, دعم نادي مخملي لرياضة التنس, التي لا يمارسها الا أبناء الطبقة المرفهة.

لكن يبدو أن "ولد ينجا" لن يتوانى في الدوس حتى على مرضى القصور الكلوي المعوزين, من أجل حربه العدمية مع "الجماني" و حلفائه السياسيين, و هنا نصبح أمام حالة مرضية مزمنة, تسمى في علم النفس بخلل الشَّخصيَّـة النرجسيّـة. حيث يعود أصل التسمية الى الأسطورة اليونانية القديمة, و التي تحكي أن شاباً جميلاً يدعى نرسيسوس Narcissus رفض حبَّ حوريّة البحر"إيكو"، فعاقبته إلهة الحب والجمال "إفروديت" بأن جعلته يُعجَبُ بذاته و صورته، فظل يُحدِّقَ في صورته المنعكسة في بركة ماء صاف دوماً وبدون انقطاع إلى أن نحلَ جسمه و مات, و كشفقة عليه لما أصابه, حوّلته الآلهة إلى زهرة نرجس تحني رأسها على الماء.

و النرجسيون على العموم, يضعون أنفسهم في عنان السماء, و يشعرون بأهميتهم الخيالية, مضخمين قابلياتهم و خصالهم, ليوهموا الآخرين بالنظر إليهم فقط, مع فقدان الاحساس بالواقع. فهم وحدهم الذين يرتبطون بصور خيالية من الصفات المثالية, كالنجاح العظيم والقوة و الجمال الى أخره. و هم مستعدون دوما لاستغلال الآخرين من أجل تحقيق أهدافهم, مقتنعين بأن لهم امتيازات خارقة, ويتوقعون من الآخرين اعتبار ذلك أمرا واقعا. كما أنهم يتميزون بقلة العاطفة و مواقفهم المتغطرسة و أفعالهم المتعجرفة, وعدم قدرتهم على التعاطف مع الآخرين أو تفهمهم.

و هو التشخيص المفجع, الذي يفسر معنى أن يهدد "ولد ينجا" مرضى القصور الكلوي, بوقف الدعم عن جمعيتهم التي يترأسها "الجماني", و كما يقول البيظان : "الى نحلبو لكباش..يستيقنو النعاج". فاللهم ان هذا منكر.