الى الأخ رئيس المجلس الجهوي للداخلة

 Sidi najem dakhla ecrivain 1

الداخلة بوست

بقلم : الكاتب الصحفي إبراهيم سيد الناجم

الاخ الرئيس المحترم،تابعت مثلي مثل الجميع حيثيات و وقائع دورة مجلسكم المنعقدة أمس عبر المواقع الإلكترونية المحلية، الدورة التي مرت في اجواء لا تختلف كثيرا عن أجواء "الحمامات الشعبية" خصوصا حين يتبادل اعضاء مجلسكم الموقر اغلبية و معارضة السباب بينهم بانواع الكلام النابي،فيتذكر المتابع الكريم سباب الوافدين على الحمام لأصحابه من قبيل"وااا اطلاااق أسخوووون يا ولد.... "،كل ذالك تابعته بحسرة و دهشة مثل ما تابعت الدورات السابقة منذ تكوين مجلسكم الموقر والتي كانت على نفس المنوال.

سيدي الرئيس، ما يحز في النفس حقيقة،ليس هو ما حدث خلال هذه الدورة،فنحن أهل مكة و يقال بأن اهل مكة ادرى بشعابها،فنحن كذالك أهل الداخلة منذ مئات السنين و نعرف أهلها عز المعرفة، ونعرف شعبنا كم يعشق اسلوب "أتبعبيع" الفارغ و الاجوف ظنا منه بأنه وسيلة اقناع ناجحة.فما يحز في النفس صراحة الاخ الرئيس هو أن نرى شيئا و نتفاجئ بتصريح لك تقول فيه عكس ما رأيناه،فهل هي زلة لسان أخي الكريم؟ ام هو نوع من أنواع الاستغباء التي ألفناها من دولة ترى المنكر ولا تغيره لا بلسانها(الوالي) ولا بيدها (القضاء) ؟ وهو ما يبينهم مقطع الفيديو المرفق،(الوالي و العامل) غائبين تماما عن ما يحدث وهمهم هو اللعب في الهواتف.

الاخ الرئيس، في تصريحك لجريدة"الداخلة نيوز" الذي استهليته ب"الدورة اليوم تمت في جو ممتاز و مميز، و أهم ما يميزها هو تعزيز"الاغلبية" بعضوين جديدين"،قلتها و انت بكامل نشوة الفرحة و السرور، وهنا جعلتنا في حيرة من أمرنا،هل نحن أمام مجلس تتصارع اغلبيته و معارضته من أجل الصالح العام لساكنة وهبتكم اصواتها؟ أم أمام "داعش" جديدة،تبايع مرة ابوبكر البغدادي و مرة تبايع "ابوبكر الاموالي"؟،اذا كنا امام مجلس حقيقي فعلى اعضائك"المتبرهشين" الملتحقين مؤخراً أن يوضحو لنا كيف تم ذالك و علي اي أساس و ماهي الأسباب؟ أم انها صفقة مربحة لفخامتهم و "سدات مدااام".

الاخ الرئيس، ذكرت بأن دورة مجلسكم أمس وافقت على عدة مشاريع مهمة بالنسبة للجهة و اهمها (الماء-الفلاحة-البنيات التحتية-و اتفاقيات شراكة-برنامج تهيئة أوسرد) و هذا بالنسبة لي هو الضحك على الذقون من طرف مجلس تدور عجلته في فراغ و يعيد اجترار نفس برامج و مشاريع اسلافه،أي انه لم يقدم أي جديد وربما لن يقدمه في المستقبل،ويسير على خطى مجالس اخرى بهذه الجهة الملعونة(المجالس الاقليمية-مجالس الجماعات الترابية..) و سنتحدث عن كل نقطة من هذه النقطة على حدى...

#الماء...مشكلة الماء وفرة الماء بالداخلة لم تكن من قبل،ولكن مع تزايد المساحات العمرانية و نسبة الساكنة أصبحت معضلة تهدد هذه المدينة،لكن السبب الرئيسي ليس في ما ذكرناه،لان ذالك امر جد عادي،فالسبب الرئيسي هو في عدم وضع #استراتيجية لهذا القطاع تنظر الى المدى البعيد و الإعتماد على"ديباناج" و على مقاولات ضعيفة ولا تملك اي خبرة و على مهندسين فاشلين يقتنصون الفرصة من اجل "التدرب"،لذالك فالدعم المقدم للمكتب المشرف على هذا القطاع هو دعم غير مستحق في ظل غياب رقابة على مشاريعه الفاشلة جملة و تفصيلا.

#الفلاحة...تصيبني هيستيريا من الضحك حين يقول لك السيد المسؤول سنقدم دعما لقطاع الفلاحة،القطاع الذي ينهب ثرواتنا ليعرضها في(المعرض الدولي للفلاحة بمكناس) على انها منتوج فلاحي من مدينة #أيت_ملول،قطاع يروج يستورد يده العاملة من مدن الشمال،قطاع لا يوفر اي اكتفاء ذاتي من منتوجاته لساكنة الجهة و يصدرها الى الخارج دون ذكر مصدرها،قطاع دمر البيئة و أكل الاخضر و اليابس،و استغل جهل مجتمع لم يكتشف بعد خطورة ما يستعملونه من أسمدة.

#البنيات_التحتية...خلال أخر التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة الداخلة،غرقت المدينة بأكملها، و كشفت حقيقة البنية التحتية الركيكة و عرت عورة المقاولين الذين تتعاملون معهم وفق معاييركم الخاصة التي لا نعرفها،خصوصا مع مقاولات مشبوهة لأشخاص اصبحو بين ليلة و ضحاها من أغنى اغنياء الجهة و من طبيعة الحال بفضل عائدات الصفقات المشبوهة التي حظوو بها، تلك التساقطات التي ارقت منازل السكان بمياء الصرف الصحي بجل احياء المدينة ولم يكلف أحدكم نفسه بزيارتهم و الوقوف على مواقعهم المزري،لذالك الاخ الرئيس مادام المشرف على مشاريع البنى التحتية لم يتغير فدعمكم المرصود لن يغير ما بأنفسهم.

#اتفاقيات_الشراكة...مع الولايات المتحدة الامريكية مثلا؟؟..ستكون مثلها مثل سابقاتها،ستقول لي من احل الاستفادة من خبرات الشركاء؟ سأقول لك و ما مصير الخبرات المرمية في الشوارع و أمام مبنى جهتكم؟...

#برنامج_تهيئة_أوسرد...شكرا جزيلا لك على اعتنائك بالأرض التي انجبت خيرة أبناء هذا المجتمع البيظاني،و التي تغنى بأمجادها القاصي و الداني،لكن نحن الان نتحدث في ماهو إداري و واقعي،لن نعود الي سرد تاريخ أرض المجاهدين تيرس،فالجميع يعرف بأن"اوسرد" هو قرية صغيرة حولتها الدولة إلى منطقة عسكرية بإمتياز،و ساكنتها تعد على رؤوس الأصابع ، ولها مجلس جماعي و مجلس اقليمي و عمالة، كل هذه الادارات تتواجد بالداخلة،ولا وجود لاي ممثل سلطة بعين المكان سوى"خليفة قائد" فهي اذن جماعة اقل ما يمكن قوله فيها بانها "جماعة وهمية" مثلها مثل باقي الجماعات المتواجدة بالجهة،منذ عدة سنوات السطو على الملايير بدعوى انجاز مشاريع هناك،التي لا وجود لها في حقيقة الأمر والي حدود الساعة لم يتم فتخق اي تحقيق في النازلة و توالت عمليات السطو،لذالك الكل يسأل،اين تصرف ميزانية جماعة اوسرد و مجلسها الإقليمي؟، واليوم السيد رئيس الجهة يقرر تقديم دعم تحت عنوان "برنامج تهيئة"...هل هي تخيئة "الخلوات" و الرگ "لحمر" و "بعر لغنم" ام ماذا؟.

اذا كانت الاجواء الممتازة التي تقصد الاخ الرئيس هي ان يتم التصويت بالإجماع من طرف اعضائك على ما لا يفقهون وليست لهم دراية به و اطلاق العنان ل"الصفاگة" من اجل التصفيق و التبجيل،فاقول لك هنيئا لك بالقدماء منهم و الجدد،وهنيئا لكم بمدينة أهلها "فئران تجارب"،و يا ريت لو كانت التجربة من "طبيب مختص".