كواليس دورة الجهة الاستثنائية‖ حين حاول "ولد ينجا" استغلال ساكنة حي الوحدة في حربه العبثية مع خصومه السياسيين

Region dakhla 31

الداخلة بوست

في ظل الشو الاعلامي المتعمد الذي سببته الطريقة الكارثية التي يسير بها "ولد ينجا" أشغال دورات مجلس جهة الداخلة وادي الذهب, و كيف أثبت للرأي العام المحلي عجزه الكلي عن سماع أي صوت مخالف, يسفه مشاريعه و تدبيره و أحلامه و هواجسه, و يقول "لا" لبرمجته الميزانياتية و مخططاته "التنموية" حبيسة الرفوف و تقارير مكاتب الدراسات المخملية, التي منحها "ولد ينجا" خميرة أرزاقنا العمومية, على مدار سنتين عجاف, جفت خلالهم حناجر بؤساء و محرومي و معطلي هذه الربوع المالحة, الصادحة بالصراخ و العويل, سعيا وراء لقمة عيش كريمة تسد رمقهم, و علاج رحيم يشفي أجسادهم المثقلة بالامراض و العلل.

لكن يبدو أن ما يعانيه الرئيس المقال من مشاكل مع القضاء الاداري المغربي, بسبب أحكامه الباتة و النهائية ضد شرعية انتخابه, قد أفقد الرجل توازنه و رشده, و بات يهذي بالموبقات, التي لم نسمع لها مثيلا عبر جهات المملكة طولا و عرضا, و أخرها مطالبته نهارا جهارا و بوجه مكشوف "أحمر", الاستيلاء على اختصاص متجذر للجماعات الترابية, ألا و هو تهيئة و تبليط حي الوحدة السكني؟ و مع حفظ المقامات و رغم احترامنا الكبير لكل المجهودات الجبارة و الأدوار البطولية التي قامت بها بلدية الداخلة منذ اعتلى كرسيها حكيم السياسة و المجالس بهذه الأرض المالحة "سيدي صلوح الجماني", الا أننا صدمنا, نفس الصدمة التي أحس بها فريق المعارضة داخل المجلس, من هذا الانحدار المدوي الذي وقع بين براثينه "ولد ينجا", حين قرر التنازل عن أدواره كرئيس جهة "أمر واقع", و هي الادوار العظيمة و الاختصاصات الاستثنائية التي تحدث عنها بالتفصيل الممل القانون التنظيمي المتعلق بالجهات في مادته 80, حين قال بالحرف الواحد: تناط بالجهة داخل دائرتها الترابية مهام النهوض بالتنمية المندمجة والمستدامة وذلك بتنظيمها وتنسيقها وتتبعها، ولا سيما فيما يتعلق بما يلي:-تحسين جاذبية المجال الترابي للجهة وتقوية تنافسيته الاقتصادية ؛ -تحقيق الاستعمال الأمثل للموارد الطبيعية وتثمينها والحفاظ عليها ؛ -اعتماد التدابير والإجراءات المشجعة للمقاولة ومحيطها والعمل على تيسير توطين الأنشطة المنتجة للثروة والشغل ؛ -الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة ؛ -العمل على تحسين القدرات التدبيرية للموارد البشرية وتكوينها.

ليقسمها القانون التنظيمي بعد ذلك الى  صلاحيات ذاتية و منقولة و مشتركة, حيث تحدث باسهاب في المادة 82 عن الاختصاصات الذاتية للجهة في مجال التنمية الجهوية, و فصلها كما يلي:

-دعم المقاولات ؛ -توطين وتنظيم مناطق للأنشطة الاقتصادية بالجهة؛ -تهيئة الطرق والمسالك السياحية في العالم القروي؛ -إنعاش أسواق الجملة الجهوية؛ -إحداث مناطق للأنشطة التقليدية والحرفية؛ -جذب الاستثمار ؛ -إنعاش الاقتصاد الاجتماعي والمنتجات الجهوية؛ -إحداث مراكز جهوية للتكوين وكذا مراكز جهوية للتشغيل وتطوير الكفاءات من أجل الإدماج في سوق الشغل ؛ الإشراف على التكوين المستمر لفائدة أعضاء المجالس وموظفي الجماعات الترابية؛ -إنعاش الأنشطة غير الفلاحية بالوسط القروي ؛ -بناء وتحسين وصيانة الطرق غير المصنفة؛ -إعداد تصميم النقل داخل الدائرة الترابية للجهة ؛ -تنظيم خدمات النقل الطرقي غير الحضري للأشخاص بين الجماعات الترابية داخل الجهة؛ -الإسهام في المحافظة على المواقع الأثرية والترويج لها ؛ -تنظيم المهرجانات الثقافية و الترفيهية؛ -تهيئة وتدبير المنتزهات الجهوية ؛ -وضع استراتيجية جهوية لاقتصاد الطاقة والماء ؛ -إنعاش المبادرات المرتبطة بالطاقة المتجددة؛ -التعاون الدولي, هذا بالاضافة الى صلاحيات مشتركة مع الدولة من تنمية اقتصادية و اجتماعية و بيئية و قروية و سياحية و ثقافية لا مجال لذكرها الأن, مسطرة في المادة 91.

لكن المضحك في قضية "ولد ينجا" أنه و بعد أن عجز عن ممارسة كل تلك الصلاحيات الجسيمة, التي ليس من بينها طبعا "تبليط حي الوحدة السكني", اختار الاغارة على صلاحيات بلدية الداخلة, و ممارسة الدعاية الانتخابوية منتهية الاوان و الصلاحية, و كأن الرجل قد أصيب بزهايمر سياسي مزمن, أنساه بأن التنافس الانتخابي قد وضع أوزاره منذ ما يقارب سنتين, و بأن ساكنة مخيمات الوحدة, قد حسمت اختياراتها الديمقراطية, بمنحها "الجماني" طوفان كاسح من الأصوات, و بأنه يوجد الان في منتصف مدته الانتدابية التي تؤكد كل المؤشرات و المعطيات, بأنه لن يكملها و نحن قاب قوسين أو أدنى من قرار محكمة النقض.

ان ما تفوه به "ولد ينجا" من كلام عبثي, خلال دورة استثنائية, برمجة أشغالها لأجل مناقشة مخطط طموح يروم النهوض بالتنمية الجهوية على كافة الأصعدة, و اختياره عوضا عن ذلك ممارسة سياسة "حك النحاس" لامسؤولة, أوقعته في شركها أذرعه الاعلامية حين ظلت تزين له اعلان التكفل بأشغال تهيئة حي الوحدة السكني, في أحد أسوء أشكال المكايدة السياسية و "التبرهيش" المؤسساتي –أقول- ان ذلك يعتبر سقوط مدوي لصورة نمطية ظلت تروج ل"ولد ينجا", الى درجة شبهه فيها البعض من أنصاره بنبي الله يوسف (حاش لله), و يؤكد بأن الرجل قد رهن الجهة و مشاريعها العملاقة و أنتظارات ساكنتها و معطليها و معوزيها, بخصوماته مع تحالف "الجماني" المنتصر, حتى و لو كلفه الأمر تبليط حي الوحدة السكني بالذهب و الزبجرد, ليس حبا في حي الوكالة طبعا, و لكن ارضاءا لسياسة جديدة قديمة, خبرها حزب الاستقلال بالداخلة, لا ترى في ساكنة مخيمات الوحدة سوى ارقام انتخابية, تنتهي صلاحيتهم ثاني يوم بعد الاقتراع.

لكن الذي فات "ولد ينجا" بأن محاولته ممارسة الدعاية الانتخابوية, خلال جلسة كانت تنتظر منها الساكنة الكثير, و محاولته الفاحشة اللعب على وتر ساكنة الوكالة لتمرير رسائل مغلوطة, قد حولته الى مادة للسخرية في المقاهي و الأرصفة و شبكات التواصل الاجتماعية, و أكدت أن الرجل لا يتقن سوى اللعب على نغمات "الأبارتايد" و تقسيم الساكنة, تارة يعزف على نغمة طائفة "العائدين" و تارة أخرى على نغمة ساكنة حي الوحدة, و كل ذلك طبعا لحاجات في نفس يعقوب, لن نسمح له أن يقضيها قطعا, و كان "محمد لمين ديدى" السباق مشكورا الى كشفها أمام السلطات الولائية و الأشهاد.

كما أن ساكنة حي الوكالة و الجهة, أذكى بكثير من أن يتذاكى عليها "ولد ينجا" و حوارييه و من يزين له العثرات تلو العثرات, فقطار التهيئة بكل أحياء مدينة الداخلة عموما و حي الوكالة خصوصا, قد انطلق منذ مدة, و هو سائر في طريقه الصحيح, بقيادة "الجماني" و جهود و عرق و دموع أعضاء مجلس جماعة الداخلة و رجال الخفاء بمختلف مصالحها التقنية و الهندسية, و أشغال تبليط الحي سالف الذكر جارية على قدم و ساق, و مشروع اعادة تهيئة الحي الحسني الذي تقطن به ساكنة مخيمات الوحدة أيضا قد انطلق, و تهيئة ساحات مسجد حي الوحدة الكبير قد شارفت على الانتهاء, و تجديد شبكة الانارة العمومية بمختلف أحياء الداخلة في مراحلها الاخيرة, و المشروع الملكي الطموح الذي ستتشارك فيه بلدية الداخلة و المجلس الاقليمي لوادي الذهب, بغلاف مالي ناهز 600 مليون درهم, سيحول عروس اقليم وادي الذهب بجميع أحيائها و ساحاتها و شوارعها, الى جوهرة المدائن المغربية, في انتظار أن يتحمل "ولد ينجا" مسؤولياته و "يحشم على عراضو" و يقدم لنا و للرأي العام المحلي عن طريق كتائبه الاعلامية, مشروعا واحد يتيما من صنع يديه, و لسان حال الرئيس المقال صادح بالقول : "ايو حانو مارو ول أواه". انتهى الكلام.