كواليس‖ لماذا "ولد ينجا" مصر على ضرب عرض الحائط بأدوار والي الجهة الرقابية و الدستورية؟

Region dakhla wali 1

الداخلة بوست

كما كنا نرددها دائما, "ولد ينجا" لديه مشاكل ليس فقط مع القضاء الاداري المغربي و أحكامه الصادرة ضده, و لا أعضاء مجلسه من فريق المعارضة, و لكن حتى مع سلطات وزارة الداخلية ممثلة في شخص والي الجهة. حيث لا يخفى على أحد الادوار الدستورية و الرقابية الكبيرة التي منحها المشرع للسيد الوالي, المبوبة في القانون التنظيمي المتعلق بالجهات, حيث نصت المادة 112 من هذا الأخير على ما يلي: " تطبيقا لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 145 من الدستور، يمارس والي الجهة المراقبة الإدارية على شرعية قرارات رئيس المجلس ومقررات مجلس الجهة.

كل نزاع في هذا الشأن تبت فيه المحكمة الإدارية.

تعتبر باطلة بحكم القانون المقررات والقرارات التي لا تدخل في صلاحيات مجلس الجهة أو رئيسه أو المتخذة خرقا لأحكام هذا القانون التنظيمي والنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل. وتبت المحكمة الإدارية في طلب البطلان بعد إحالة الأمر إليها في كل وقت وحين من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية."

فكيف يعقل و المشرع المغربي قد منح كل تلك الصلاحيات الجسيمة لوالي الجهة, أن يتعامل "ولد ينجا" مع ملاحظات و انتقادات و توصيات "لمين بنعمر", بهذا الكم المفجع من الاستهتار و اللامبالات, و لسان حاله مع الوالي صارخ بالقول : "قل أنت ما تريد و سأفعل أنا ما أريد". و هو ما كشف عنه والي الجهة يوم امس في مداخلته القيمة, خلال أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس الجهة, حين قام بسرد مجموعة من عيوب و عورات مخطط التنمية الجهوية الذي أعدته مكاتب دراسات مخملية جلبها رئيس الجهة و صرف عليها ملايير السنتيمات من أرزاقنا العمومية, مؤكدا أن ما ورد في هذه الوثيقة, يعتبر دراسة سياسية اكثر منها تقنية, و معتبرا ان الحديث عن عملية توسيع الميناء الذي ورد في مخطط مكاتب الدراسات, غير كافية,  بل يجب توضيح هذا التوسيع وأهدافه بالتدقيق.

الوالي المهندس "بنعمر" أشار أيضا خلال مداخلته, إلى أن توسيع الطريق بين لمهيريز وبئر كندوز الذي تحدثت عنه وثيقة "ولد ينجا" مجرد مضيعة للمال العام, بحكم أن عدد السيارات التي تمر بهذا الطريق قليلة جدا و نادرة, و هنا لا يفوتنا أبدا أن نضع سطرين أحمرين تحت كلمة "مضيعة للمال العام", لأن "ولد ينجا" خبير فقط في تبذير المال العام, و توسعت طريق هامشية كتلك, لا يملك الا تفسيرا واحدا, لن يجد قرائنا صعوبة في استنباطه.

 كما اعتبر الوالي المهندس "بنعمر", أن ما جاء في وثيقة البرنامج التنموي بخصوص محاولة استنساخ ميكانيكية للنموذج الاماراتي لتنمية الصحراء, والعمل به في جهة الداخلة وادي الذهب غير مجد, و نموذج بعيد عن الواقع, و عن خصوصيات المنطقة الجغرافية و المناخية, لأن صحراء الإمارت ليست هي نفسها الصحراء بجهة الداخلة, مردفا أن النموذج الإماراتي يمكن تطبيقه في الراشيدية أو أرفود أو ورزازات, لأنها مناطق غنية بالواحات, عكس جهة الداخلة التي ليس بها واحات. اللهم الا اذا كان "ولد ينجا" يمتلك عصا سحرية سيغير عن طريقها في رمشة عين هذا الواقع القائم, و يحول صحراء الجهة الى واحات تترى, من يدري, فجوقة حزب الاستقلال بالداخلة "أوجاهم صحاح".

لكن الأخطر من كل ما سلف ذكره, هو خاتمة مداخلة السيد والي الجهة, التي أكد فيها انه سبق و أن ناقش كل هذه النقاط المهمة و الملاحظات القيمة, خلال الاجتماع الذي عقده مع مكاتب الدراسات في وقت سابق, لكن لم يتم اخذها بعين الاعتبار من طرف هؤلاء "الأقزام" الذين لا يفقهون كوعهم من بوعهم, و الذين كشف الوالي "بنعمر" خريج مدرسة القناطر الباريسية المرموقة و المهندس الذي راكم خبرات طويلة في مجال الانشاءات و المشاريع المهيكلة العملاقة, سوءات دراستهم الفاشلة و مخطط "ولد ينجا" الكارثي. و هي المداخلة التي برئ من خلالها "لمين بنعمر" نفسه و وزارته, أمام الله و الملك و الساكنة, و أقام بها الحجة على "ولد ينجا" و أغلبيته و مكاتب الدراسات التي جاء بها.

حيث ليست هذه المرة الاولى التي يتعامل فيها "ولد ينجا" مع ملاحظات "لمين بنعمر" بالكبر و الاستعلاء و التجاهل, فخلال دورة سابقة, انتقد الوالي تبذير "ولد ينجا" نصف مليار سنتيم على دعم الجمعيات, داعيا اياه الى الحذر, و حصر الدعم على الجمعيات الحاصلة على صفة المنفعة العامة من الحكومة و التي لها أنشطة اجتماعية حقيقية و هادفة, كما انتقد فصل اقتناء السيارات و الاليات الملتهب, الذي خصص له "ولد ينجا" نصف مليار سنتيم, متسائلا "لمين بنعمر" حينها عن ماهية هذه السيارات التي تستدعي صرف كل هذه المبالغ الضخمة و لماذا برمج اقتنائها؟ هذا بالاضافة الى انتقاده الفصل الخاص بانجاز الدراسات من اجل بناء مقر جديد للجهة, و الذي خصص له "ولد ينجا" ست ملايين درهم, و هو المبلغ الذي اعتبره "بنعمر" كبير و يستحق توضيحات اضافية, حتى يكون في حدود المعقول و ما تسمح به الامكانات المالية المتوفرة للجهة.

لكن للأسف الشديد كل تلك الملاحظات النيرة من والي الجهة, سلكت نفس الطريق الذي سلكته مثيلاتها التي كشف عنها "بنعمر" يوم أمس, ف"ولد ينجا" و غرابه الذي يوسوس له كل هذا العبث المرسل, يتصورون بأن والي الجهة ممثل مصالح وزارة الداخلية و الدولة المغربية و جلالة الملك, مجرد ديكور يصلح فقط لتأثيث المشهد, الى درجة قد يثور فيها البعض لعدم حضوره, كما حصل داخل الدورة الأخيرة للمجلس الاقليمي لوادي الذهب, أما كلامه و توصياته, فلا تصلح حتى للاستئناس, و مقامها الشريف هو سلة المهملات. فعداوة "ولد ينجا" و أعضاء أغلبيته مع مصالح وزارة الداخلية ممثلة في شخص الوالي, تاريخها قديم, و جذورها عميقة و جراحاتها عصية على الشفاء, اذ لا زالوا مقتنعين بأنه هو سبب نكستهم العظيمة خلال انتخابات بلدية الداخلة, و الفيديوهات و المداخلات و ما سطرته اذرعهم الاعلامية ساعتها, لا تزال بجعبتنا, و أن أحبوا أن نذيع, فسنذيع, والا فما هو تفسير "ولد ينجا" لكل هذا الاستهتار بصلاحيات والي الجهة و توصياته و ملاحظاته.

لذلك فجريدة الداخلة بوست اذ تقدم جزيل الشكر لفريق المعارضة على امتناعه عن التصويت, تدعو والي الجهة الى أن يمارس أدواره الدستورية بحذافيرها, و أن يمتنع عن التأشير على كل تلك المهازل التي جاء بها مخطط "ولد ينجا", و الذي ارتئينا أن نسميه :"مخطط بيع القرد و ضحك على من شراه". فساكنة الجهة لا تثق سوى في الدولة و ممثل جلالة الملك, أما هذه النوعية من المنتخبين الذي لا يهمهم سوى مصالحهم الخاصة و الحزبية, و الذين بسببهم تراكم الخصاص و الحرمان بربوع المملكة, و احتجاجات الريف لا تزال ماثلة أمام أعيننا, فقد ان الأوان أن لا يتركوا وحدهم, و أن يخضعوا للمسائلة و المحاسبة, خصوصا حين يتعلق الامر بمشاريع ملكية تفوق قيمتها 27 مليار درهم. انتهى الكلام.