دخانهم عمانا و طعامهم ما جانا..مشروع "ولد ينجا" الخاص ببناء 500 وحدة سكنية ببئر كندوز نموذجا

Photostudio 1548205693685

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و الأبحاث و تحليل السياسات 

تحت عنوان "و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، علق مجموعة من الناشطين و السياسيين بإقليم أوسرد، على تخلف مجلس "ولد ينجا" عن تنزيل مشروع تشييد 500 وحدة سكنية بمنطقة بئر كندوز.

المشروع الإجتماعي الذي سبق لرئيس المجلس الجهوي لجهة الداخلة وادي الذهب، أن أعطى إنطلاقة بطاقة تقديمه بمركز بئر كندوز في أواخر السنة الماضية، بحضور عامل الإقليم و جيش عرمرم من المسؤولين و المنتخبين.

حيث وعد "ولد ينجا" الساكنة حينها، في لقاء تواصلي بمقر الجماعة الترابية بئر كندوز، أن الأشغال بالمشروع سوف تنطلق بداية يناير من السنة الجارية، ناهيك عن مداخلات أعضاء أغلبيته الذين حضروا الإجتماع سالف الذكر، و التي تغنوا خلالها بمزايا المشروع الحلم، و عزفوا له و فيه قصائد شعرية تترى من "التهيدين" و الطرب الملحون، تحت وقع الزغاريد و التصفيقات الحارة،  في مشهد مسرحي سريالي، تم التأثيث له على ما يبدو بطريقة احترافية غاية في الحبكة و الإتقان.

لكن و بينما يقترب شهر يناير 2019  من الإنتهاء، تتساءل ساكنة بئر كندوز و أوسرد بإلحاح شديد: إين المشروع؟؟؟

يذكرني هذا الوضع البائس بالمثل الألماني الشهير القائل "أرجل الكذب قصيرة" Lügen haben kurze Beine، ما يؤكد بأن سلسلة "هاري بوتر" الخيالية لا تزال حلقاتها مستمرة بهذه الربوع المالحة, إذ يطل علينا بين الفينة و الاخرى رئيس الجهة بوعود تشويقية عن مشاريع من وحي "لخروطي" سيبرمجها مجلس "ولد ينجا" خدمة للساكنة المحرومة. 

و بعد أكذوبة مشروع بناء 1500 وحدة سكنية من "الفتيسي", و الذي تحول فيما بعد الى مشاريع ميزانياتية بالملايير لتمويل الحفلات و المهرجانات و "زرود"، يأبى رئيس مجلس الجهة إلا أن يغازل من جديد أحلام ساكنة أوسرد المعوزة و المحرومة، بمشروع بناء 500 وحدة سكنية، وعد بإنطلاقتها الفعلية بداية سنة 2019، بينما لا يزال المشروع مجرد حبر على ورق.

و من غير المستبعد تماما و كما حصل في مشروع بناء 1500 وحدة سكنية، أن تخرج على الرأي العام المحلي الصحافة الموالية لرئيس الجهة بقصاصات إخبارية وهمية و مفبركة، تحمل فيها المسؤولية عن تعثر مشروع بئر كندوز السكني لسلطات إقليم أوسرد و ل"الجن لحمر"، و ما جاور ذلك من الأعذار الواهية و الأكاذيب المفضوحة. 

على العموم المشاريع الإجتماعية "العظيمة" التي يطلقها رئيس جهة الداخلة بين الفينة و الأخرى، بات ينطبق عليها المثل المغربي الدارج "دخانهم عمانا و طعامهم ما جانا". خصوصا و أنه قد مضى على رئيس الجهة أكثر من ثلاثة سنوات، و برمج أربعة ميزانيات مليارية ضخمة، و رغم ذلك لا يزال يعد الساكنة المطحونة بالانجازات "العظيمة", و تقوم أبواغه الدعائية بإشاعتها في المدائن و التهليل لها, بينما واقع الحال صارخ بالبؤس و العدم, فلا إنجازات تحققت و لا هم يحزنون, اللهم إلا التفنن في توزيع أحلام "ول هميش" المستحيلة على الساكنة، و في ذلك فليتنافس المتنافسون, إنتهى الكلام.