قراءة في خطاب الملك محمد السادس الأخير بمناسبة عيد العرش

1501405267sm discours trone image corps article

الداخلة بوست

بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش, رسائل عديدة لمن يهمه الأمر، يمكننا أن نجملها في عشر رسائل مهمة للغاية:

الرسالة الأولى: انتقاد لاذع للقطاع العمومي وإدارته في مقابل الثناء على القطاع الخاص

انتقد الملك المغربي القطاع العمومي وخصوصا الإدارات العمومية، التي اعتبر القيمين عليها غير مسؤولين وينعدم فيهم الحس الوطني وروح الإبداع، في حين أثنى الملك على القطاع الخاص واعتبره قاطرة حقيقية للتنمية، مستدلا في ذلك بتطور المناطق المغربية التي تعرف تواجدا مكثفا للقطاع الخاص والعكس صحيح.

الرسالة الثانية: اختيارات تنموية صائبة مقابل عقليات تقليدية

شدد العاهل المغربي على كون الإختيارات التنموية، التي دخلت فيها الدولة هي صائبة لكن عقليات المسؤولين خصوصا منهم العموميين والسياسيين، تبقى عقليات تقليدية/كلاسيكية ولم تستطع مسايرة ركب اختيارات الدولة.

الرسالة الثالثة: انتقاد الطبقة السياسية وتحميلها مسؤولية ما يقع بشكل غير مسبوق

وجه الملك المغربي مجموعة من الإنتقادات التي نراها من وجهة نظرنا لاذعة، للطبقة السياسية والأحزاب محملا إياها الجزء الأوفر من مسؤولية تردي الأوضاع وفشل مجموعة من المشاريع، مطالبا إياها بالإنصات لهموم الشعب وتقديم خيرة نخبتها، والإبتعاد عن التطاحنات السياسية الضيقة وجعل احتياجات المواطن ومصلحة الوطن فوق أي اعتبار سياسي ضيق.

الرسالة الرابعة: عدم ثقة الملك بالأحزاب والمؤسسات السياسية

أكد الملك المغربي في خطاب العرش، على عدم ثقته بالأحزاب والمؤسسات السياسية الموازية, وبجزء كبير من الطبقة السياسية الحالية، في رسالة واضحة وغير مسبوقة, و هذه أول مرة يخرج فيها الملك عن صمته بهذه الطريقة الصريحة، ويعلن بشكل مدوي عدم ثقته في الطبقة السياسية، معتبرا أن جلها يختبئ وراء القصر الملكي في لحظات الفشل، في حين تهرول لقطف نتائج وثمار النجاح.

الرسالة الخامسة: إقالة كل من ثبت تورطه والجميع سواسية أمام القانون

هدد الملك المغربي، بل طالب من وجهة نظرنا بإقالة جميع المسؤولين الذين ثبت تورطهم في عرقلة المشاريع التنموية، واعتبر أفعالهم وتصرفاتهم خيانة للوطن والشعب، مشددا (الملك) على أن جميع المغاربة سواسية أمام القانون.

الرسالة السادسة: الدعوة إلى بناء مرحلة جديدة بالمغرب

دعا الملك المغربي “محمد السادس” إلى بناء مرحلة جديدة بالمغرب، يخضع فيها الجميع للقانون بما في ذلك الموظفون بجميع رتبهم ودرجاتهم، مشيرا بصراحة وواقعية إلى عدم خجل المسؤولين وهم يواجهون المواطنين، وكيف تسمح لهم ظمائرهم بالنظر الى وجوههم, و هم الذين ضيعوا مصالحهم وحقوقهم.

الرسالة السابعة: ضرورة تفعيل الدستور

شدد العاهل المغربي في خطابه، على ضرورة تفعيل دستور 2011، وخصوصا ربط المسؤولية بالمحاسبة، داعيا (الملك) إلى محاسبة الجميع دون استثناء وعلى تفعيل جميع بنود الدستور الذي صوت عليه المغاربة بالإجماع.

الرسالة الثامنة: تبرئة ادارة الحموشي وعدم تحميله المسؤولية لقطاع الأمن

في رسالة/إشارة واضحة، دافع الملك المغربي عن “الحموشي” المسؤول الأول عن أمن المملكة، ورد جميع التهم الموجهة له، معتبرا (العاهل المغربي) أن الأمن غير مسؤول عن تسيير البلاد وتحديد الأسعار، و مشددا على كون الأمنيين لا يقومون مقام الحكومة، بل يقومون بالأدوار المنوطة بهم دستوربا, ويضحون من أجل استقرار البلاد والعباد.

الرسالة التاسعة: انعدام المقاربة الأمنية و الملك بات مجبرا على التدخل دستوريا

 نفى العاهل المغربي في خطاب العرش، أن تكون المقاربة الأمنية هي المتحكمة في تسيير أمور دواليب الدولة، معتبرا أن هناك توجه واحد لاغير وأن من يقول بوجود توجهين هو واهم و يسترزق من طرح هذه الفرضية، مشددا الملك على أن الدستور يجبره على التدخل وعدم البقاء متفرجا عندما يهدد أمن وحقوق المواطن، مع تشديده (الملك) على احترام مبدأ فصل السلط.

الرسالة العاشرة: مغربية الصحراء لا غبار عليها

في رسالته العاشرة والأخيرة، شدد العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب العرش، على مغربية الصحراء معتبرا أن هذا الأمر محسوم ولا يقبل النقاش.