بين اهمال المسؤولين و جشع المستثمرين..المنطقة الصناعية وصمة عار في جبين مدينة الداخلة

Zone industrielle dakhla

الداخلة بوست

بقلم: ناصر حامي

اذا كنت تعشق الانتحار و الموت البطيئ فما عليك الا ان تمر بالحي الصناعي بالداخلة، لترى وتشتم كل انواع القادورات ومياه الصرف النتنة التي تملؤ الشارع الرئيسي و و سط معامل السردين والسمك و الذي تستهلكه الساكنة و تحمله الشاحنات بالعشرات والاطنان يوميا للتصدير الى باقي المملكة وخارجها ، (ولا من شاف ولا من دري )، وما على المرء الا ان يتقافز حذر العثرات او السقوط في احدى البالوعات وكذا الشان بالنسبة للسيارات والشاحنات.

الداخلة تتبجج بشواطئها الساحلية والسياحية, بينما متنفسها الاقتصادي الوحيد مصاب بالربو، فتبا للاحزاب و التحزب الذي يعرض المصالح للاهمال وانتشار الاوپئة و الامراض، و يجعل العمال عرضة للاختناق و سوء الحال، ولا يجدي نفعا ان تسال عن المسؤول او المسؤولين في هذا الصدد، فكلهم يلفق التهم للاخر، مثل ارباب هذه المعامل, اما رؤساء الاحزاب او اهل القرار, لن يجتمعوا ابدا حتى على مصالحهم والتي تقدر بالملايير و ( موت يا حمار)، و هذا هو شعار الغاب, السائد في هذا الحي الصناعي، وحتى الاطباء يتغاضون عن هذا الواقع المزري المرير، فلا احد يستطيع ان يعارض الاسد او الغول او ابو نهب.

فهل يعقل وفي مثل هذه الاحياء الاقتصادية الكبرى وشريان المدينة الاساسي, ان تكون انابيب الصرف الصحي بحجم لايتعدى الخمسة و العشرين سنتم؟ وهل يعقل ان يسبح مئات العمال والعاملات يوميا في مثل هذه المستنقعات؟ لا شك ان ارباب هذه المنشئات الكبرى تنطبق عليهم واحدة من الاثنتين: اما انهم لا يهتمون الا بتنمية بمداخيلهم و ارقام حساباتهم البنكية، و لا يهمهم اي اصلاح او مطالبة به اصلا, او ان هناك جبن وخوف من ضرغام جسور لا يكلمه اي كان. ثم ما الذي يقف حجرة عثرة أمامهم, ان هم اجتمعوا و مولوا هذه البنية التحتية من اموالهم الخاصة لحماية مشاريعهم الكبرى هذه؟ أم انهم لا يعلمون بأن الاجانب يصورون و يسخرون من كل هذا الاهمال, وهم متواجدون بكثرة, و بينهم مسؤولين وعمال عاديين خصوصا الروس و الاسبان و الصينيون، وهم اكثر ملاحظة لهذه المهازل؟