Créer un site internet

فضيحة‖ وكالة "أنابيك" بمدينة الجديدة تروج لمناصب شغل في قطاع الصيد البحري بجهة الداخلة

Anapec dakhla

الداخلة بوست

تداولت مواقع مغربية معروفة, متخصصة في نشر أخبار مباريات التوظيف و مناصب الشغل المتوفرة بمختلف مدن المملكة, خبرا غريبا منسوب لوكالة التشغيل "انابيك" بمدينة الجديدة, عن عرض يهم إنتقاء 40 عاملة إنتاج بقطاع الصناعات السمكية من مدينة الجديدة, لأجل العمل بمدينة الداخلة.

الخبر يلخص بكل بؤس و وقاحة, الهدف الحقيقي من وراء كل مشاريع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية, خصوصا في جانب الصيد البحري و ما يسمى "تثمين المنتوج", فالدولة تستثمر الملايير في الداخلة لأجل إمتصاص البطالة الداخلية بمختلف مدن الشمال, أما أبناء المنطقة, فيكفيهم إستجداء بعض ممثليهم داخل قبة البرلمان من حلف "ولد ينجا", صدقات الدولة في شكل بطائق الإنعاش أو "سيروم" الإتكالية و الفقر مدى الحياة, بدل أن يدافع هؤلاء عن حق الساكنة في الاستفادة من ثرواتهم السمكية, و الإدماج في قطاع الصيد البحري, بما يضمن لهم مدخول شريف و حياة كريمة, و هو ما نادى به البرلمانيين و رؤساء الجماعات المحسوبين على حلف "الجماني" المنتصر, و كلمة المستشار البرلماني "أمبارك حمية" أمام أعضاء وفد "لفتيت" الوزاري, أصدق نبأ على ذلك و خير مثال.

لكن يبدو أن بعض البرلمانيين المحسوبين على حلف "ولد ينجا", لا زالوا يعزفون على وتر "رضاعة" الريع البائسة, و محاولة دغدغة مشاعر المواطن البسيط المغلوب على امره, من خلال إثارة قضية بطائق الانعاش, و التباكي أمام وزير الداخلية على حال الأسر حين يفقدونها, بسبب وفاة رب العائلة, و كأن 2000 درهم شهريا هي التي ستضمن للساكنة الأصلية الحياة الكريمة المرفهة, كتلك التي يعيش فيها هؤلاء البرلمانيين, الذين أحرق بعضهم من اجل الجلوس على الكرسي, جبالا من الاموال العرمرم, ليجلس اليوم امام وزير الداخلية من دون حياء او خجل, و ينظر لتفقير الصحراويين و تجويعهم و تكريسهم "طلابة" إلى قيام الساعة, و كأنه لا يدري بأن 2000 درهم تلك, يتحصل عليها في يوم واحد "محماد" و "بوشتى" و "الدموح" من خيرات بحار الداخلة, و يحققها المقاول "الحو" في الدقيقة, بينما تحققها لوبيات الصيد البحري الاخرى في الثانية, و هذه مجرد امثلة على مدى السقوط الذي وصل إليه البعض.

فالساكنة الأصلية اليوم تريد الكرامة, تريد الإنصاف, تريد حقها في الولوج إلى ثروتها السمكية و الطبيعية, على قدم المساواة مع الآخرين, و هذه مسؤولية الدولة المغربية, في تكوين و إدماج الساكنة الاصلية في قطاع الصيد و الفلاحة و السياحة, عن طريق مشاريع مدعومة و إستثمارات طويلة الأجل, عن طريق بناء معاهد متقدمة بالجهة متخصصة في الصيد و صناعاته السمكية, و في الفلاحة و تقنياتها, عن طريق مشاريع حكومية حقيقية تجعل من أبناء المنطقة و شبابها, فاعلين إقتصاديين و مقاولين ذاتيين ناجحين, يمتلكون الثروة و المعرفة, و مندمجين بكل فعالية داخل النسيج الاقتصادي للمنطقة.

لكن و كما يقول المثل الدارج: "لمن تحكي زابورك يا دوود", فبرلمانيي الريع أولئك, المحسوبين على تحالف "ولد ينجا", قد إختاروا الطريق السهل, و أصطفوا إلى جانب المؤامرة التي مورست على الصحراويين منذ 1975, و التي نعيش اليوم تبعاتها و إرهاصاتها البائسة, من خلال تحويل "الشعيب" إلى متسولين عند أبواب الدولة, و قتل روح المبادرة في نفوس الشباب, و هو الخطاب العدمي المتقيح, الذي ملته الاجيال المتعاقبة, بهذه الربوع المالحة, و شخصه النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية في ديباجته التقديمية.

إن مشكلتنا داخل الجريدة مع حلف "ولد ينجا" و جوقة أتباعه, أننا رفعنا مستوى النقاش إلى مستويات قياسية لم يألفها البعض من الاثنوقراطيين و العدميين, و أننا قلنا ما عجز البعض أن يقوله لمدة 40 سنة, بعيدا عن الديماغوجية و لغة الخشب و "اللف و الدوران" كما يقال, و هذه الصراحة و الشجاعة في الطرح و المعالجة و الرؤية, هي التي أزعجت كمبرادورات الريع, الذين يرعبهم هذا الوعي الذي تنظر له جريدة الداخلة بوست, فهم لا يريدون للشباب المحروم أن يزاحمهم, و مستعدين من أجل مصالحهم و مشاريعهم الناجحة, أن يطالبوا وزير الداخلية بأن يخصص لكل عاطل و شاب, بطاقة إنعاش يخصص ريعها للتسكع في المقاهي و الشوارع, و حين موعد الانتخابات, يحولون نفس الشباب و المعطلين, إلى "كريسونات" في الحملات الانتخابية, مقابل بعض الفتات, و تستمر الحياة, على هذا المنوال الرتيب و المفجع, فينتفخ الكمبرادورات أصحابنا من مشاريع البر و البحر و الميزانية المنهوبة, و إلى جانبهم طبعا مستثمرين من شذاذ الجغرافيا المغربية, و الوافدين من مختلف الاصقاع, و يبقى الحال على ما هو عليه بالنسبة لشباب المنطقة المحروم و الساكنة المفقرة, إنها بإختصار المعادلة الصفرية التي نظر لها هؤلاء أمام وفد "لفتيت" الوزاري, و فضحها منبرنا العتيد. إنتهى الكلام.