في رحاب اللهجة الحسانية...الكلمات الأوروبية في اللهجة الحسانية

22405468 183158008924832 550308456251113416 n

الداخلة بوست

ومن أمثلة الكلمات الاوروبية التي دخلت الاستعمال الحساني بصورة واسعة:

-الگانة: الگانة وهي المزاج أو الرغبة في فعل شيء ما، فيقال "فلان ما عندو الگانة" والكلمة إسبانية الأصل (la gana).

-يفرصي تستعمل كلمة "يفرصي" بمعنى يستعمل القوة والمصدر منه التفرصي والكلمة المستعملة في الحسانية أخذت من كلمة "force" اللاتينية المعروفة التي تعني القوة كما سبقت الإشارة، ومن فعلها "فورسي" أو "يفرصي" والتي تعني القيام بالشيء باستعمال القوة، أو ارغام أحد على فعل شيء ضد إرادته.

-گاز: نوع من القماش كان شائع الاستعمال عند البيظان ومنه نوع يسمى "گاز النميرات" لوجود رسم لثلاث نمور ذهبية صغيرة عليه، والتسمية جاءت من كلمة "gaze" الفرنسية والتي تعنى شاش أو قماش.

-البيصة: وهي 30 ذراعا من القماش الذي تصنع منه لملاحف وقد كانت تستعمل بديلا للنقود في التبادل التجاري فقد ذكر أحمد الأمين الشنقيطي صاحب كتاب الوسيط " البيصة وهي علم على ثلاثين ذراعا من القماش، مثل الريال عند غيرهم . فيقولون بكم تبيع هذا العبد أو الجمل أو البقرة مثلا فيقول بعشر بيصات.." . والكلمة فرنسية "pièce" وبمعنى القطعة.

-الميش: وهو فتيلة الموقد وقد كانت هذه الكلمة واسعة الاستعمال حين كانت مصابيح الكيروسين هي وسيلة الإضاءة الشائعة الاستعمال عند سكان البادية واطراف المدن وفي مرحلة لاحقة حين حلت محلها مصابيح غاز البوتان.والكلمة فرنسية "mèche" استخدمت دون ادنى تعديل.

-تاباكا في الاسبانية و"تابا" في الفرنسية وهي التبغ الذي وفد على بلاد البيظان عبر التبادل التجاري مع الاوروبيين فأخذوا منهم الاسم الفرنسي "tabac" دون تعديل إذن أن الحرف الأخير في هذه الكلمة الفرنسية لا يلفظ.

يقول محمد ولد الطلبة (1774-1856):

أيها اللائمون في شأن طابا

تيدكم، إن ذاك ليس صوابا

فروى الشافعي أن ليس يولى

الله فيما فيه اختلاف عذابا.

-المُژبّي كلمة من أصل فرنسي "mise a pied" ومنها جاءت المژبي الذي يقع عليه العقاب, و "mise a pied" – ميزْ آبْيَ" – تسييرٌ قسري على الأقدام كان المستعمر الفرنسي يمارسه كعقاب على بعض المخالفين فكان يطلق على المعاقب "مزبّي" أي مُسيّر ودرج الناس بعد ذلك على استعمالها على كل عقوبة، وانتهي بها الاستعمال إلى المعنى الدال على الانتقام الإلهي الذي يحل بمن أساء أو ظلم خصوصا عندما تكون الضحية من عباد الله الصالحين.

ومن الناس من يردها للعربية، ومنهم من يردها للهجة الصنهاجية وأنها وردت في شعر سدوم ولد انچرتو، وذلك جدل لن ينتهي، كما يقول المرحوم حبيب ولد محفوظ.

- القنطوار: وهو حاجز من خشب أو معدن يفصل بين البائع والمشتري في المتجر والكلمة اصلها فرنسي " comptoir".

- ترمبى: كلمة تعنى ارتبك او اختلط عليه الامر أو أخطأ التقدير وقد تصرف فيها الحسانيون تصرفهم في تصريف الافعال العربية المعتادة فيقولون: أنا ترمبيت وفلان ترمبى، وأنت مترمبي...الخ. واصل الكلمة فرنسي هو "se tromper".

-صايي: وترد بمعنى كفى أو انتهى والكلمة فرنسية "ça y est".

-صافي: وتستعمل هذه الكلمة في الحسانية بمعنى حسنا أو جيد.. وهي في معناها الأصل تعني تم "ça fait".

-الشانتية: وكانت هذه الكلمة واسعة الاستعمال عندما اشتدت سنوات الجفاف في النصف الثاني من ستينيات القرن العشرين ونزح سكان البوادي إلى أطراف المدن مشكلين مخيمات صغيرة حول مواقع العمل خاصة في شركات تعبيد الطرق أو البناء أو حول مواقع خدمات القطار الناقل للحديد في موريتانيا، والكلمة فرنسية chantier وتعني ورشة عمل.

وهذه بلا شك أمثلة لاحصرا لكثرة الكلمات الأوروبية المستعملة في الحسانية المعاصرة.

وقد قدم الأستاذ محمد فال ولد سيدي ميلة أمثلة عديدة للكلمات ذات الجذور الفرنسية المستعملة في اللهجة الحسانية وأعدت نشرها في تدوينة سابقة من هذه السلسلة.