Créer un site internet

رأي‖ قراءة نقدية لواقعة إغتصاب فتاة مغربية داخل أوتوبيس للنقل العمومي

Scandale maroc violation fillet bus

الداخلة بوست

بقلم : ناصر حامي
ونحن في فترة معينة من العمر كدنا ان نموت ضحكا, من الكوميديا الدرامية التي جسدها هذا الفيلم المصري والمشتق من القصة الحقيقية التي كتبها الصحفي "جلال الدين المحمصاني" وكان الاخراج للسيد "حسن كمال".
الفيلم اذن يحكي عن بشاعة التعذيب و الاستهانة بادمية البشر في ظل الحكم البوليسي و دولة اجهزة الامن ابان حكم "جمال عبد الناصر"، كما فعل فيلم "الكرنك"، اذ يظهر الفنان "سعيد عبد الغني" كذلك بشاعة البيروقراطية التي تميز بها ضباط مخابرات تلك الحقبة.
وفي فيلم او واقعة "اتوبيس الدار البيضاء", التي اثارت سخط وغضب المواطن المغربي "اربيجي او ارض جو" في كل انحاء المملكة, حسب التدوينات الفيسبوكية و غيرها و التي انتقلت شرارتها الى باقي القنوات العالمية, كمصاب جلل لا يجب السكوت عنه والذي طالب فيه المجتمع المدني انزال اقصى العقوبات على مرتكبي الفعل الإجرامي, حتى اصبح كل الناس قضاة ورؤساء محاكم بكل المقاييس, ما يطرح العديد من التساؤلات, و منها مثلا على سبيل لا الحصر: هل كانت الحافلة لا تحمل سوى نفس القاصرين "المقرقبين" او المهلوسين, و ليس معهم سوى السائق وحده ؟ وهل صعد الشبان الى الحافلة وهم في تلك الحالة من اللاشعور و الامن في غفلة "عما يفعل الظالمون"؟ او لم يكن معهم "رجل ريفي او صعيدي" يحارب او يغير المنكر، سواء بلكماته او حتى الاستنجاد وذلك اضعف الايمان؟ لكن لماذا لا نقول افتراضيا ان هذه الفتاة المغتصبة كانت برفقتهم اصلا رغم اعاقتها؟ 
كل هذه الطروحات اذا لا تصب الا في اتجاه واحد يثير الاشمئزاز والفضول, و نفكر ان هذا السيناريو كان جاهزا منذ زمن كما هو حال "الكريساج و التشرميل" والاعتداءات الجسدية بصفة عامة ؟ او ليس هذا الفيلم معدا للاستيعاب للتستر وراء الاهم من كل هذا وذاك، باعتبار ان هناك من مثل هذه الفضائح والمصائب ما هو مشين اكثر وراء الاسوار التي لا تغزوها الكاميرات وما يحدث في بيوت الدعارة المتفشية في كل هذا البلد الذي كان يوما امينا باخلاقياته و شيمه؟ او ليس السياح الاجانب اشد طغيانا وهتكا للقاصرين من كل الجنسين في بيوت و ازقة يتغاضى عنها السائل و المحروم، ثم أليس المسؤولون على علم بكل هذه الامور بوسائلهم البشرية و المادية، لمعرفة من المستثمر التاجر المستفيذ من هذه الارباح على حساب المواطن الغلبان و المغلوب على امره؟ او ليست كل هذه الخزعبلات ماساة يصدرها المسؤولون لابعاد الناس عن القضايا الاقتصادية والسياسية, التي تعمل على تكريس البطالة والفقر, كي يظل المواطن في عراك يومي مع فاتورات غلاء المعيشة و الماء و الكهرباء و مذكرة "مول الحانوت"، ويتناسى مكرها السؤال المحرج: "اين الثروة" الذي اصبح معزوفة يومية على كل الحناجر ؟ 
ان المقارنة بين " اتوبيس " عادل امام ، و حافلة تلك الدار ، الدار البيضاء لامر فيه الكثير من التناقضات و المفارقات ، ولو انها طبخة بعطور متشابهة ولو اختلفت الاواني و الاماكن، ثم لماذا لا نقول ان هذه الانواع من المشاكل تثير فضول الغالبية العظمى و تثير الاحاسيس كفلم اباحي تافه يحبذه الجميع ولو من وراء حجاب, ويعرف المتفلسفون السياسيون من اين تاكل الكتف لذر الرماد في العيون والتغطية على الواقع المزري المرير ؟ ان المتامل لاغلب الملفات التي تعرض يوميا امام القضاء لا يجد الا مثل هذه الماساوية، من اغتصاب على الجنسين الى ان اصبح الامر عاديا في مكاتب المحامين الذين حفظوا كل حيثيات الملفات ظهرا عن قلب، كمن حفظ ، رخص السياقة بامتياز، ومن الاسئلة التي يجب ان تكون "نقطة نظام" قبل كل هذا وذاك: هل الشعب المغربي كله يميل الى الاجرام والعدوان و معصية الرسول هكذا دون الرجوع الى البنيات و الاسس المسببة في كل هذا الترتيل والترتيب العالمي الذي نحن فيه اليوم، فتظاهروا واكتبوا في كل شيئ و بحرية تظهر الوجه المزيف لاعدائنا ودعاية لمبادئنا و تحضرنا، ولكن هناك امور كثيرة لا تفكروا ابدا بصددها فذلك يؤلمنا ونحن نحبكم ولا نريد استخذام الهراوات ضدكم فقد كلت ايادينا و تعبنا من كثرة الركل والرفس و السجن، فاسلم تسلم وغني مع جيلالة اغنية "السفينة".