Créer un site internet

يحاربون "الجماني"...لأنه حرر الداخلة من التبعية الانتخابية و السياسية لأوليغارشية "أهل الرشيد"!؟

Photostudio 1593465418621 960x680

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

لقد كان دوما من دواعي سرورنا, الوقوف في وجه أقطاب أوليغارشيات ولد الرشيد و رقيقه الإنتخابي بربوع جرف الداخلة, الذين أبتلتنا بهم الأقدار لعقود طويلة, داستنا خلالها أقدامهم الشوفينية و قسمتهم الضيزى, و ذقنا الامرين تحت عبائة حكمهم البائسة, و أكتوينا بنار سياسة الأبارتايد التي مارسوها علينا بكل سادية و خسة.

سنوات عجاف, تحول خلالها المحرومين و البؤساء من فلذات اكباد هذا الجرف البحري الملعون, الى رهائن لسياسة فيودالية متعفنة, عنوانها العريض: "المقربون أولى بالمعروف". أيام كانت تنحل لحلف "الفجار", الرئاسات بهواتف ما بعد منتصف الليل, و يلبس "السراح" منهم, الطربوش لحمر و الجبدور المغربي, بكبسة زر, و يوزعون فيما بينهم كعكة غزواتهم الإنتخابية, المحسومة, حتى قبل صدور نتائجها, بكل أريحية و هدوء و هناء. فلا أحد يزعج مخططاتهم الرجعية, و لا يكدر صفو أحلامهم المتخلفة, و مستمرين في الإنتفاخ من خميرة أموال الميزانيات المنهوبة, رويدا رويدا, كما "الحلمة", التي تتغذى من دماء الماشية.

فنحن لا ننطق عن الهوى, كما هو حال الأذرع الإعلامية الموالية لتلك الأوليعارشيات المدمرة, و لا نرجم الناس بالشعوذة و الاكاذيب الأبابيل, و لا نمارس الديماغوجية البائسة و الدعاية الغوبلزية المفضوحة, و لا نجتر الاحقاد الشخصية المجانية, و لا نشغل الناس بقصاصات إخبارية أجنداتية مدفوعة الاجر بهدف تشويه خصوم "ولد ينجا" السياسيين و على رأسهم "سيدي صلوح الجماني" و تحالفه المنتصر, الذين هزموا تحالفاتهم الهجينة في ميادين الشرف الإنتخابية, و أفشلوا مؤامرتهم لإستعمار الجهة, من خلال حزب عشائري أجرب, أشبه ب"كرش الضبع" كما يقول البيظان, عقدت له الأحلاف من واد الساقية الحمراء شمالا و حتى تخوم بئر كندوز جنوبا, و بسببه صال "ولد الرشيد" و جال بهذه الربوع المستباحة.

إنه وعد "ولد الرشيد" المشؤوم, له من وعد "بلفور" حظ و معنى و أجندة, فرقوا به بين الأخ و أخيه, و الأب و بنيه, و الحزب السياسي و مناضليه, و حشر شيوخ حلف "الفجار" ليوم معلوم, رتبوا فيه اللوائح و قسموا الكعكة, و أنحلوا الجماعات لرؤسائها المخلدين, من قال منهم بالصوت الرخيم :"إني ظلمت نفسي, و غيرت لوني الحزبي, و أسلمت مع "ولد الرشيد" و حلفه, لكرسي رئاسة مشتهى, يمن علي من عطاء الميزانية و زبدتها", فأغلقت المسارات, و زرعت بذور الفتنة, و قتلت الديمقراطية بخنجر الإثنوقراطيين المسموم, و كاد أن يتحول البشر فوق شبه جزيرة الداخلة الى أسرى لسياسة إنتخابية قذرة, مارسها و لا يزال تحالف "ولد ينجا" و "ولد الرشيد" السياسي و الإنتخابي.

و في خضم تلك اللحظات التاريخية حالكة السواد, التي عشنا تفاصيلها المرعبة آنذاك, جاء من أقصى المدينة رجل من الأشراف يسعى, له من إسمه حظ وافر و نصيب, أجَمَّ ما يمكرون من خطط جهنمية, و أصلح ما أفسدته أياديهم الآثمة في البلاد و العباد و الميزانيات, و أعاد للسياسة معناها و روحها, و أعلن نهاية دهر تكديس السلطة و الثروة و التمثيلية و الحظوة و النفوذ, في يد الحزب الواحد, و العائلة الواحدة, و العشيرة الواحدة, بعد أن كانت "كعكة" الجماعات و المجالس المنتخبة و كراسي البرلمان، توزع بين الأبناء و الأصهار و الأعمام و الأخوال, على وقع أنشودة بني حسان البائسة "اللي خوتو فالغزي".

لقد إستطاع "سيدي صلوح الجماني" أن يحمل صخرة التهميش عن كاهل أطياف عشائرية متنوعة بهذه الأرض المالحة, و يضع حدا لعذابات "سيزيف" و إخفاقاته, و ينهي سنوات من التغول و الترهل, عصف بالخارطة السياسية و الانتخابية لهذه الجهة, و هنا يكمن السر كله وراء حقد تحالف "ولد ينجا" الدفين و حلفه على هذا الرجل, الذي أفشل مخططاتهم و سفه أحلامهم, و كشف سوآتهم و تركهم هشيم تذره الرياح, تحاول اليوم أن تلملم بقاياه أذرعهم الإعلامية و ذبابهم الإلكتروني القذر.

إن خصومتنا مع هؤلاء القوم, أعمق بكثير مما يتصوره البعض, فحلف "ولد ينجا" هو مجرد نسخة مكررة لنفس الوجوه و الفلسفات و الميكانيزمات, برأس جديد, لكن بجسد متعفن من بقايا دهر الفيودالية القديمة التي حكمت هذه الربوع المالحة, و مكان "خردة" لبقايا رؤساء سابقين, وضعهم "ولد ينجا" عن يمينه, لكي يستعين بهم على فنون إهدار الميزانيات التي خبروها سنوات تدبيرهم الكارثي لمجالسنا المنتخبة, و هو ما يؤكد بأن وهم التغيير الذي رفعه هذا الأخير و أتباعه, كان مجرد بروبكندا إنتخابية رخيصة لذر الرماد في العيون, و لو كان الرجل صادقا حقا في نواياه, لما وضع الى جانبه رئيسين سابقين, لم تجني الساكنة تحت حكمهم البائس سوى ما سلف ذكره, اللهم بإستثناء عوائلهم و أسرهم و ما جاور ذلك أو كان منه مدانيا.

قولا واحدا، يكفي "الجماني" شرفا أنه حول وعد "بلفور" المشؤوم الى قصص تروى من الماضي, و خرج بسببه "ولد الرشيد" من هذه الأرض المالحة, يجر وراءه أذيال الخيبة و الهزيمة, و لم يبقى إلا تحالف "ولد ينجا", المحطة الانتخابية القادمة كفيلة بأن تجعله هو الاخر بعض من ذكريات جهة الداخلة وادي الذهب, و تلك الايام نداولها بين الناس.