في رحاب اللهجة الحسانية...أحوال الطقس و المناخ نموذجا

Sahara climat hassania 2

الداخلة بوست

بقلم: غالي الزبير

نتيجة لارتباط حياة أهل الصحراء بالماء, في بيئة يندر فيها توفره في احيان كثيرة, فقد اهتمت الحسانية بالحالات الجوية المرتبطة بتكون الغيوم وسقوط الامطار وتقلبات الطقس, حتى ان تسمية الصحراويين "اولا المزنة" أي أبناء الغيوم, هي تعبير عن ارتباط الإنسان الصحراوي العميق بإحدى مقومات وجوده في هذه الأرض .

وقد فصلت الحسانية في تسميتها للسحب والإمطار والأنواء, فإن كانت غيوم الشتاء مثقلة بالندى والرطوبة سميت التاگوت، وإن كانت غلالة رقيقة بيضاء سريعة العبور سميت الزوزة، وإن كان الضباب الندي ممطراً خفيفا سمي أمنج وإن كان المطر رذاذاً خفيفاً سمي أبوخام، فإن كان أقوى يحس بوقعه على الجسم سمي الديـگاگ، وإذا زاد قوة سمي أرشراش لأنه يرش الأرض ماءً، فإن كان لزمن قصير سمي العارظ الذي قد يكون ضعيفاً أو قوياً والكلمة فصيحة وقد استبدلت بالضاد ظاءً عل ماجرت به العادة، وإن كان العارض منفرداً سمي رشگـة، وإذا كان المطر خفيفا ولكنه متصلاً سمي أردانة، وإذا كان البرق نهاراً سمي أورطال.
كما صنفت الإمطار حسب تأثيرها على الأرض فإن ظهر أثرها على الأرض سميت محمرة، فإن كان تأثيرها أشد سميت مبيظة، فإن أسالت سيلاً خفيفاً سميت معرفة (بتشديد الراء) فإن سالت منها الأودية فهي مسيلة...الخ.
وبحسب كل حالة يتوقع تأثيرها على الأرض ومقدار الخصب والنماء المتوقع حسب خبرة عملية وتجارب متوارثة من جيل الى اخر.

كما اولت عنايتها لمصادر المياه السطحية منها والجوفية وأعطت لكل منها اسما وصفيا يفهم منه نوعها وحجم المياه وطبيعتها وبعدها عن سطح الأرض.
فنجد منها الحاسي والبير (البئر) وهو اطول من سابقه وأگـلميم والعـگـلة والـگـلتة والگطارة واگجگال والمغدر والعين والظاية (الاضاءة) وأشگيگ والمغدر والتاورطة والتيلمسي وأرشان و آسار وغيرها كثير.