التدمير يتهدد نقوش صخرية و مدافن قديمة من فترة ما قبل التاريخ بإقليم وادي الذهب..فأين الحماية و التثمين؟؟
التدمير يتهدد نقوش صخرية و مدافن قديمة من فترة ما قبل التاريخ بإقليم وادي الذهب..فأين الحماية و التثمين؟؟
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
تمكن في وقت سابق، فريق علمي يضم باحثين مهتمين بالآثار و التراث الصحراوي, من إكتشاف عدد من النقوش الصخرية و المدافن التلية بمنطقة "أكركر" المتواجدة بتراب إقليم وادي الذهب, مشكلة من حوالي 15 نقشا, تصور حيوانات برية من بقر وحشي و وعول جبلية وغزلان وطيور النعام وبعض الزرافات.
المنطقة تقع جنوب شرق مدينة الداخلة ب80 كلم, و هو موقع اثري هام للغاية, يعتبر بمثابة متحف تاريخي مفتوح على الهواء, يشكل جزء من مجموعة مواقع كثيرة أخرى للفن الصخري بالمنطقة, منها ما يرجع إلى فترات قديمة (أي العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث)، ومنها ما يرجع إلى فترات تاريخية متأخرة.
العثور على هذه الرسومات بمنطقة "اكركر" تعد مهمة, لأنها تشكل دليلا على أن هذه المنطقة كانت مأهولة في عصور ما قبل التاريخ, و قبل ظهور الحضارات الإنسانية في شكلها الحديث الممتد عبر 4000 سنة الأخيرة, حيث تكشف هذه المنحوتات الصخرية عن طقوس خاصة بالصيد, وتعتبر دليلا علميا على تمكن الإنسان القديم الذي عاش بالمنطقة, من الطبيعة البرية وسيطرته عليها بشكل فعال.
و يحتاج هذا الموروث الثقافي من التراث المادي الصحراوي, إلى مزيد من الرعاية من طرف الدولة و المختصين, للمحافظة عليه, و تثمينه, و حمايته من عوامل الاندثار التي تتهدده.
غير أن الموقع المكتشف, و كما يظهر في الصور, يعرف حالة متقدمة من الإهمال والتردي, و مظاهر التشويه و المساس بمحتوياتها الثمينة, و التي سببتها عوامل الزمن والظروف الطبيعية والبشرية, مما يستوجب تدخلا سريعا من الجهات المسؤولة بالدولة المغربية. كما يظهر الحاجة الماسة إلى توسيع دائرة جرد التراث الثقافي و الطبيعي بالجهة, ليشمل كامل النفوذ الترابي لإقليم وادي الذهب.