شهدت منطقة "أبو علام" التابعة لإقليم الصويرة بالمغرب قبل أيام فاجعة أليمة راحت ضحيتها 15 أمرأة بسبب تدافع قوي خلال قيام جمعية من جمعيات المجتمع المدني بتوزيع معونات انسانية تقدر قيمتها ب 50 دولار,15 أمرأة لفظوا أنفاسهم تحت أرجل ألاف المحتاجين الذين حجوا الى مكان توزيع المساعدات و الجرحى بالعشرات.و سيبقى مع ذالك المسؤول المغربي يكرر "المغرب أجمل بلد في ألعالم
هذه الفاجعة ليست الاولى ولن تكون حتى الاخيرة فهي تعيد الاذهان الى أحداث انتفاضة 20 يونيو 1981 التي أطلق على شهدائها ادريس البصري الذي كان انذاك الزير الاول أسم "شهداء الكوميرا" ولو أن أسباب القتل قد تختلف نسبيا بين تلك الفترة التي سميت بسنوات الرصاص و الفترة الحالية إلا ان الظروف الاجتماعية لم تتغير فالجوع مزال موجود بنسبة غريبة و غلاء المعيشة في تزايد و البلد يحتل مراتب متدنية في جميع المجالات.
هذا البلد الاجمل في العالم حسب من لا يقرأ ولا يبحث أطلق مؤخرا صاروخ صناعي تم تصنيعه بقيمة 500 مليون أورو من طرف شركتا "تاليس إلينيا سبايس" و"إيرباص" في حين احتل السنة الماضية حسب التقرير الاممي للتنمية البشرية المرتبة 123 مرتبة فعلا تمكنه من يكون أجمل بلد في العالم و جيرانه يحتلون مراتب متقدمة مقارنة بالسنوات الماضية ,فجميع المبادرات التي يتم الاعلان عنها عبر الاعلام الرسمي لمحاربة الفقر و الهشاشة الاجتماعية هي مجرد حبر على ورق ينهشها الفساد و عدم الخبرة في التدبير و عدم محاسبة المسؤولين و الخلاصة دائما الفشل و الضحية هي الشعب المغلوب على أمره.
كيف يمكن ان تقنع أجيال قادمة بتلك السيمفونية التي تقول حب الاوطان من الايمان و التاريخ يحكي مثل هذه القصص,يحكي قصة أمهات لفظوا انفاسهم الاخيرة تحت أرجل مئات الجياع,كيف لك أن تقنع أجيال أن حب الاوطان من الايمان و التاريخ يحكي قصة حافلة أطفال 'طان طان' اللذين التهمت اجسادهم النيران و اكتفت دولتهم بفتح تحقيق لم يتم الكشف عن نتائجه الى يومنا هذا.
فمن بين المفارقات العجيبة في بلاد الصاروخ أن الحكومة المغربية مؤخرا قررت الاستعانة بمكتب دراسات بريطاني من أجل الاشراف على عملية إحصاء الفقراء ، وإحداث السجل الوطني للسكان الذي سيكون عبارة عن قاعدة مركزية للبيانات الديموغرافية والبيومترية الخاصة بكافة المغاربة ، سيتم الاعتماد عليها للاستفادة من البرامج الاجتماعية والخدمات الإدارية.
هذه الصفقة مكنت مكتب الدراسات من الحصول على مبلغ مليار و 279 مليون سنتيم ، و مبلغ 250 مليونا لخبير مغربي تدخل في اطار الاستشارة ومواكبة هذه الصفقة . كل هذه الامول كانت كفيلة بسد رمق الاف الفقراء دون الحاجة الى مكتب دراسات ليقوم باحصائهم لان الواقع واضح وضوح الشمس يكفيك فقط العودة الى تقرير البنك الدولي لسنة 2016 الذي جاء فيه بخصوص المغرب أن أزيد من ثلاثة ملايين من فقراء المغرب يعيشون بأقل من 20 درهم في اليوم .
من المؤسف جيدا أن ترى بلادا تهلل و تطبل بانجازات من قبيل "أكبر طبق كسكس في العالم" و النساء فيها تموت جوعا و الاطفال مشردين بالشوارع و البطالة و المخدرات تنخران عظام شبابها و همهم الوحيدة في هذه الحياة البئيسة "عيش و كرامة و عدالة اجتماعية" ببلاد تحكمها لوبيات الفساد و الريع و الرشوة بقبضة من حديد تأكل الاخضر و اليابس و تستغبي الجميع للأسف.
