Créer un site internet

قراءة مختصرة في قرار الرئيس الأمريكي "ترامب" الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

Ezzaoui trump

الداخلة بوست

بقلم: د.الزاوي عبد القادر - أستاذ باحث و كاتب صحفي

إن الذي تجهله الغالبية العظمى من الشعوب العربية و المسلمة, هو أن قرار الرئيس الأمريكي الصهيوني "ترامب" الإعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل و قراره نقل سفارته إليها, مجرد واجهة لخطة شيطانية جديدة تم طبخها في الكواليس تهدف إلى صناعة فصيل إرهابي جديد على شاكلة داعش المجرم, و زرعه في منطقة الشرق الأوسط من خلال منحه المبررات الكافية, إضافة إلى الشرعية الدينية و الأخلاقية, نتيجة قرار "ترامب" الأخير.

و ذلك طبعا في أفق إستكمال المرحلة الثانية من الخطة الصهيو-أمريكية, المتمثلة في تدمير دول الطوق المقاومة, بعد الهزيمة المفاجأة التي لحقت بتنظيم داعش الارهابي في العراق و سوريا, و الهدف الإستراتيجي المستتر, هو إلهاء العرب بحروب عدمية طاحنة, عن مواجهة العدو الحقيقي للأمة, آلا و هو الاحتلال السرطاني الصهيوني, بالإضافة طبعا إلى إنعاش الاقتصاد الأمريكي عن طريق إنتعاش تجارة بيع الأسلحة الامريكية لدول المنطقة. فيكون "ترامب" الصهيوني قد ضرب عصفورين بحجر واحد: من جهة ضمان أمن إسرائيل في المديين القريب و المتوسط, و من جهة أخرى تقوية أواصر الإقتصاد الأمريكي المتأزم, من خلال صفقات بيع السلاح المليارية لدويلات البترو-دولار العربية و حلفائها الآخرين.

و هذا ما يفسر التأخير الأمريكي في إعلان القدس عاصمة لإسرائيل منذ سنوات, فمراهنتهم على إسقاط دول الهلال المقاوم بالمنطقة, عن طريق صنيعتهم تنظيم داعش الارهابي قد فشل, بعد هزيمة هذا الأخير الغير متوقعة, إضافة إلى الصمود الأسطوري للجيش السوري الغير متوقع هو الأخر, و عجزهم عن إسقاط الأسد أو محاصرة حزب الله اللبناني, أو منع الجمهورية الاسلامية الايرانية من الإستمرار في مواقفها الداعمة لمحور المقاومة, و تهديد "ترامب" الأخير بمراجعة الاتفاق النووي مع هذه الأخيرة, كان أخر ادوات الضغط لدى هذا الاخير قبل إعلانه المخزي هذه الليلة, لذلك كان لابد من بديل إستراتيجي جديد.

إنها نظرية الفوضى الخلاقة التي سبق أن تحدثت عنها مستشارة الأمن القومي الأمريكي "كوندوليزا رايس" في وقت سابق, أو ما ارتئينا أن نسميه باستراتيجية صناعة مستنقعات الإرهاب الديني, خدمة للاقتصاد الأمريكي و أمن إسرائيل, و هو للأسف الشديد ما نجحوا فيه إلى حدود الساعة. فلتنتظر المنطقة إذن تنظيم إرهابي جديد أخطر من داعش, و حروب مدمرة قادمة لا تبقي و لا تذر, إنتهى الكلام.