المختصر التاريخي المفيد في إثبات عروبة القدس و فلسطين

Qods palestine

الداخلة بوست

بقلم: د.الزاوي عبد القادر - أستاذ باحث و كاتب صحفي

لقد شرخ اليهود أذاننا بأحدايثهم المفتراة عن يهودية القدس و فلسطين, و حاولوا خدمة لتلك الأطروحة المضللة, إستجداء تواريخ و وقائع مزورة تكشف فقط جزء من الحقيقة التاريخية. لكن الذي يعلمه جيدا هؤلاء القوم و يكتمونه, أن فلسطين كانت حتى من قبل ولادة جدهم الاكبر إسرائيل أي نبي الله يعقوب, مملوكة لقبائل كنعان الذين هم أجداد الفلسطينيين الاوائل, و هم الذين سماهم اليهود بالقوم الجبارين, حين دعاهم نبي الله موسى الى دخول فلسطين معه, و هذا مذكور في القرآن الكريم, يقول سبحانه و تعالى في محكم تنزيله: "قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ"- الآية 22 من سورة المائدة.

فجميع المؤرخين يعلمون بأن نبي الله ابراهيم الجد الجامع لليهود, و العرب "المستعربة" أبناء النبي إسماعيل, قد ولد بمدينة "أور" بالقرب من بابل بالعراق, و كان يملكها ملك كافر يدعى النمرود, ليقرر بعدها الهجرة إلى فلسطين, و بعد ذلك إلى مصر, ثم إلى منطقة مكة المكرمة, ليعود بعدها إلى الجليل بفلسطين, ليموت هناك و يترك ابنه اسحاق و زوجته سارة.

و طبعا خلال كل تلك الاحداث و الوقائع, كانت فلسطين أرض للكنعانيين تعيش بها قبائلهم, حين كان اليهود لا يزالون في عالم الغيب و الأصلاب, وكان أبيهم يعقوب لم يولد بعد. فالفلسطينيين القدامى هم من استقبلوا النبي ابراهيم و ولده اسحاق و ذراريهم في بلادهم, و سمحوا لهم بأن يموتوا بينهم و يدفنوا هناك, و هم الملاك الحقيقيين لتلك الأرض, و مدينة القدس هي الأخرى كان يحكمها ملك كنعاني شهير يدعى "سالم", و سميت المدينة بإسمه "'أور-سالم" أي مدينة السلام قبل أن يحرفها اليهود إلى "أورشليم", و هؤلاء الملوك الكنعانيين هم من إستقبلوا نبي الله إبراهيم حين جاء مهاجرا إلى هذه الأرض المقدسة, و أمنوا بدعوته.

و حين نعد سنوات مملكة اليهود التي أنشاؤها فيما بعد بأرض كنعان, و إنقسمت نتيجة صراعات داخلية إلى دولتين, واحدة بالشمال و تسمى إسرائيل و أخرى بالجنوب و تسمى "يهوذا", نجدها لا تتعدى حوالي 80 سنة, من بين أكثر من 5000 سنة كانت فلسطين خلالها مملوكة لقوم كنعان, هذا دون الحديث عن حوالي 200 سنة من الحكم الفرعوني, و 50 سنة من الحكم البابلي في عصر الملك نبوخذ نصر, و هو الشهير بواقعة "الأسر البابلي", حيث أسر منهم 50.000 و دمر الدولة التي اقاموها جنوب فلسطين تحت اسم دولة يهوذا و هيكلهم المزعوم, زد على ذلك حوالي 200 سنة من الحكم الفارسي, و 200 سنة من حكم الإسكندر المقدوني, و 700 سنة من الحكم الروماني, و 1400 سنة من الحكم الإسلامي العربي, و حين نجمع كل هذه السنوات الممتدة, نجد تاريخ اليهود بفلسطين مجرد أصفار خلف الفاصلة, و عليه يكون الكنعانيين اجداد الفلسطينيين الحاليين, هم السكان الأصليين و الملاك الحقيقيين لتلك البلاد المقدسة.

ملاحظة: الكنعانيين هم من العموريين, قبائل عربية هاجرت من شبه الجزيرة العربية في اتجاه الشمال و استوطنت فلسطين و سوريا و يطلق عليهم أيضا إسم اليبوسيين.

25152301 1580524642017351 3630913782338846274 n24993562 1580525732017242 3848779563053851327 n24852328 1580524778684004 8545728815904842593 n