Créer un site internet

العنكبوت الفرنسي لماذا يريد تحديد النسل في دولة مالي؟

France mali

الداخلة بوست

بقلم: الباحث الكوري الدليمي

في الإعلام فقط, يختلف أي رئيس فرنسي عن الاخر سياسيا بينما لا إختلاف بينهم في الواقع من حيث النهج العام المنتهج في الامن القومي و السياسة الفرنسية من حيث الإستراتيجية والنفوذ وخصوصا في مستعمراتها في إفريقيا.

ولا شك أن تراجع دولة مالي من اقوى الدول الإفريقية الى دولة مفككة ومتخلفة لا تستطيع النهوض يخدم المصالح الفرنسية ويعزز تواجدها بقواتها العسكرية التي تلعب دورين دور الحماية العسكرية المزعومة لدولة مالي و دور النهب وهذا لم يعد سر بعد أن تداول رواد الفيس بوك صور لجنود من القوات الفرنسية يستخرجون الذهب وهذه الصور يصعب البحث عنها في كوكل.

وهذا هو الدور الفرنسي الفعلي الذي يندس في الخلفية الدبلوماسية التي تظهر علنا أن همها مصلحة مالي وما تظهر هو عكس ما تكمن, لأن فرنسا لا تهمها إلا مصلحتها فقط, وتلك هي اعرافها السياسية التي تطغى عليها بسعي وراء الحديث المعسول عن محاربة الإرهاب و الديمقراطية وحقوق الإنسان و الإصلاح و شعارات سياسية مرفوقة بدعم يشبه الطعم في المصيدة, وهذا ما رايناه في زيارة ماكرون الاخيرة للقوات الفرنسية, والتي اتت ببرنامج دعم قدره 15 مليون دولار الدفعة الاولى منه مخصصة لتدريس البنات تحت 13 سنة والدفعة الثانية مخصصة لتحديد النسل للمساهمة في الحد من الفقر بزعم أن دولة مالي أكثر دول العالم فقرا والنمو الديموغرافي في إرتفاع صاروخي و لا يتناسب وقلة فرص العمل والموارد.

وهذا غير صحيح فدولة مالي تزخر بالمعادن, وسكانها لا يتجاوزون15مليون نسمة, و بإستطاعتها أن تكون من اغنى دول إفريقيا واكثرها دخل للفرد, لكن أظن أن هناك خبث فرنسي يستهدف اولا إضاعف هذه الدولة لإستغلال خيراتها, وثانيا يستهدف بتحديد النسل الشريحة المسلمة التي تبلغ 65 % من سكان مالي لتقليل عددها, دون أن نرى ردت فعل من الدول المجاورة ام هي غافلة تحت مخدر مصطلاحات محاربة الإرهاب المفتعل لتبرير التواجد وضمان المصالح أللامتناهية.