Créer un site internet

استفزازات ميليشيات البوليساريو العسكرية بالكركرات...خلفيات و سيناريوهات

Polisario gargarat 2

الداخلة بوست
بقلم: د.الزهراوي محمد - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض
تحاول قيادة البوليساريو جاهدة أن تفتعل أزمة على الحدود الجنوبية للمملكة مع موريتانيا، وذلك بغية تصدير الازمة الداخلية التي تعيشها، وللضغط على المنتظم الدولي بهدف دفع المغرب الى العودة الى طاولة المفاوضات. وقد بات هذا الامر روتينيا ومعتاد، فعندما تشعر قيادة الجبهة بالعزلة وانحسار اطروحة الانفصال، وبروز اصوات معارضة ومتمردة وارتفاع منسوب اليأس والاحباط في مخيمات تندوف، تلجأ الى اسلوب الاستفزاز والتهديد بحمل السلاح..
لذلك، فالمغرب أصبح يتعامل بحذر شديد مع مثل هذه المناورات ويحاول قدر الامكان، عدم الانسياق وراء تلك الاستفزازات، لكن الى متى سيظل أو كيف يمكن التعامل مع التطورات وطيش القيادة الحالية للبوليساريو؟ هل يمتلك المغرب أي تصور خاص بتدبير ملف حركة انفصالية تحتضر و على وشك الانفجار على حدوده؟ كيف يمكن تفادي استراتيجية خصومه الرامية الى تصدير الازمة؟ أسئلة كثيرة تفرض نفسها، ويمكن معالجتها من خلال سيناريوهين اثنين:
الاول، الاستمرار في سياسة التغاضي والتجاهل تجاه استفزازات البوليساريو، ومحاولة المراهنة على انفجارها من الداخل .....
الثاني، التعامل بحزم وبجدية مع التهديدات والاستفزازات، لاسيما وأن القيادة الحالية للجبهة باتت تقترب من الخطوط الحمراء، حيث قامت ميليشياتها بالتعرض للمتسابقين في الرالي وتفتيشهم وعرقلة المسابقة لبعض الوقت. ومحاولة تغير معالم المناطق المحادية للحزام الامني.
وتبعا لذلك، قالاستعداد لحرب وفق السيناريو الثاني يبقى وارد جدا؛ مادام أن قيادة البوليسايو تحاول أن تستغل التجاهل المغربي التكتيكي تجاه تحركاتها واستفزازاتها، لخلق وضع جديد على طول الشريط الحدودي مع موريتانيا والحزام الامني، بحيث ظهرت مجموعة من المؤشرات في الاونة الاخيرة تؤكد سعيها تغيير معالم جغرافية المنطقة المتاخمة للحزام الامني على الحدود مع موريتانيا لاعادة توطين ساكنة تندوف.