Créer un site internet

الاتحاد الافريقي ونزاع الصحراء...على هامش لقاء المبعوث الاممي "كوهلر" مع رئيس المفوضية الإفريقية

horst-kohler-moussa-faki

الداخلة بوست

بقلم: د.الزهراوي محمد - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض

خاض المغرب ولا يزال يخوض منذ عودته إلى المنظمة الافريقية عدة معارك جانبية مع خصوم وحدته الترابية لإخراج ملف النزاع حول الصحراء من منظمة الاتحاد الإفريقي، في حين تسعى الجزائر جاهدة إلى إقحام هذه المنظمة وجعل ملف الصحراء في مقدمة الاولويات على مستوى اجندة المنظمة الافريقية. 
وفي إطار معركة كسر العظام بين المغرب والجزائر على مستوى القارة الافريقية، جاء اللقاء يوم الخميس 11 يناير من هذا الشهر الذي عقده المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة لملف الصحراء هورست كولر بعاصمة اثيوبيا أديس أبابا مع موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بحضور الجزائري اسماعيل بن شرقي مفوض السلم والامن بالاتحاد الافريقي، وقد خصص هذا الاجتماع لمناقشة والتداول في التطورات الاخيرة لنزاع الصحراء على ضوء ما وقع بالكركرات خلال الاسبوع الاخير.
ما هي دلالات هذا اللقاء؟ ولماذا تصر الجزائر على إقحام منظمة الاتحاد الافريقي في النزاع حول الصحراء؟ ما هي خلفية حضور الجزائري مفوض السلم والأمن لهذا اللقاء ؟
فكما هو معلوم يرفض المغرب تدخل الاتحاد الافريقي في النزاع حول الصحراء، خاصة وأن الملف يدبر تحت إشراف ورعاية الامم المتحدة ومجلس الأمن. وترتبط اسباب الرفض المغربي بالانحياز الواضح والصارغ لهذه المنظمة لاطروحة الانفصال، حيث أن غياب المملكة عن هذه المنظمة طيلة أزيد من ثلاث عقود من الزمن، مكن الطرف الاخر المعادي لمصالح المغرب من تثبيت وجود منظمة البوليساريو " كدولة" لها تمثيلية كاملة رغم افتقادها لمقومات الدولة المتعارف عليها في خرق سافر للميثاق الامم المتحدة.
من هنا يمكن فهم الاصرار الجزائري على إقحام منظمة الاتحاد الافريقي في النزاع حول الصحراء، كما أن عقد هذا القاء في هذه الظرفية يؤكد انحياز مفوضية الاتحاد الافريقي للمحور المعادي للمغرب، لاسيما وأن هذه المرة الثانية التي يتكرر فيها هذا السلوك المنحاز، حيث سبق وأن بعثت المفوضية الافريقية دعوة إلى البوليساريو لحضور القمة الخامسة الافريقية الاوربية بعد أن رفضت الكوت ديفوار دعوتها لللحضور.
من جاب اخر، فحضور الجزائري مفوض السلم والأمن لهذا اللقاء، تحاول الجزائر من خلاله أن توجه رسالتين مباشرتين إلى المغرب، الاولى، مفادها أنها لازالت تتحكم في مفوضية الاتحاد الافريقي رغم ذهاب زوما، والثانية، لا يزال لديها القدرة على التحكم في ضبط ايقاع النزاع حول الصحراء، بحيث أن تحركات البوليساريو في الكركرات غايته خلق أزمة لتحريك ملف الصحراء على المستوى الدولي حتي يتسنى لها الضغط على المغرب من خلال اللقاءات التي يندرج في إطارها هذا الاجتماع على مستوى مفوضية الاتحاد الافريقي.