بين بلدية الداخلة و "دون كيشوت" الجهة...الفرق بين الإنجاز في الميدان و مصارعة طواحين الهواء
بين بلدية الداخلة و "دون كيشوت" الجهة...الفرق بين الإنجاز في الميدان و مصارعة طواحين الهواء
الداخلة بوست
خلاف لمجلس جهة الداخلة وادي الذهب المختطف من طرف تحالف إثنقراطي عدمي, أعدم أحلام الساكنة بغد أفضل, على مقصلة التغول, و إختطف سلم التمثيلية الإنتخابية ضدا عن احكام القضاء المغربي و الإرادة الشعبية, معلنا بذلك عن موت الديمقراطية بهذه الربوع المالحة, و إنبعاث نموذج جديد و حي ل"دون كيشوت" بطل رواية الكاتب الإسباني الشهير ميخيل دي سيرفانتيس خلال القرون الوسطى.
-أقول- خلاف لمجلس الجهة و قصاصات أذرعه الإعلامية, عن إنجازات من وحي "لخريطي", أنهت لجنة تقنية تابعة للجماعة الترابية للداخلة للداخلة, يوم الإتنين الماضي, زيارتها الميدانية لملاعب القرب التي سيكون تأهيلها والزيادة في عددها من بين أهداف البرمجة المالية للأوراش خلال السنة المالية 2018 .
وستستأنف اللجنة اعمالها في ما يخص باقي خدمات القرب المبرمجة في برنامج عمل الجماعة الترابية للداخلة, للعمل على مختلف الخدمات الأساسية لساكنة مدينة الداخلة في اطار العدالة المجالية بين مختلف احياء مدينة الداخلة.
هذا و قامت لجنة تقنية أخرى, مشكلة من نائب رئيس المجلس الجماعي للداخلة ورئيس لجنة المالية وأعضاء المجلس الجماعي اضافة الى المصالح التقنية للجماعة الترابية، يوم السبت 13 يناير 2018, بزيارة مجموعة من احياء مدينة الداخلة, همت حي الامل 1و2 وحي القسم وحي مولاي رشيد والعمارات الحمر ومجموعة 192، للوقوف على الحاجيات الدقيقة لهذه الاحياء من خدمات القرب والبنيات التحتية الجماعية .
الزيارة كانت مناسبة للتواصل مع ساكنة الأحياء التي شملتها الزيارة والإنصات الى المشاكل والاولويات لكل حي على حدة, بهدف اعداد بنك من المعطيات الدقيقة التي ستنفد بموجبها مشاريع برنامج عمل الجماعة, للإشارة فاللجنة ستتفقد جميع الأحياء بالمدينة طيلة أسبوع كامل.
و علاقة دائما بحكاية "دون كيشوت" الجهة, تحكي الرواية سالفة الذكر بأن صاحبنا "دون كيشوت" أصيب بالهلوسة و تصور بأنه فارس مغوار, و بالتالي عليه أن يخرج في الأرض كالفرسان الجوالين الكبار, لكي ينشر العدل و ينصر الضعفاء، ويدافع عن الأرامل واليتامى والمساكين و لما لا "العائدين" و الجمعويين "الطبالين".
و بالفعل أعد "دون كيشوت" عدته للخروج, بان استخرج من ركن خفى بمنزله سلاحا قديما متآكلا خلفه له آباؤه, فأصلح من امره ما استطاع، واضفى على نفسه درعا، ولبس خوذة وحمل رمحا وسيفا و ركب حصانا اعجف هزيلا, وانطلق على هذه الهيئة شأن الفرسان السابقين الذين انقرضوا منذ أجيال. لكن "دون كيشوت" تذكر وهو سائر في طريقه فرحا مزهوا, ان الفارس الجوال لا بد له من تابع مخلص أمين، فعمد الى فلاح أبله من ابناء بلدته وهو "سانشو بانزا" ففاوضه على ان يكون تابعا له وحاملا لشعاره، و وعده بان يجعله حاكما على احدى الجزر حين يفتح الله عليه في "غزوة الإنتخابات"، ويصدقه "سانشو" و يركب على حماره ويسير خلف سيده الجديد.
فتشاء الأقدار أن تكون معركة طواحين الهواء, أولى المعارك التي سيخوضها "دون كيشوت" المجنون, حيث توهم هذا الفارس الوهمي طواحين الهواء على أنها شياطين ذات اذرع هائلة, واعتقد انها مصدر الشر في الدنيا، فهاجمها و رشق فيها رماحه, فرفعته اذرعها في الفضاء ودارت به ورمته ارضا فرضت عظامه, ثم تجىء بعد ذلك معركة الاغنام الشهيرة فلا يكاد "دون كيشوت" يبصر غبار قطيع من الاغنام يملأ الجو, حتى يخيل اليه انه زحف جيش جرار, فيندفع بجواده ليخوض المعركة ليثبت من خلالها شجاعته و يخلد اسمه, فتنجلي المعركة عن قتل عدد من رؤوس الاغنام, وعن سقوط "دون كيشوت" نفسه تحت وابل من احجار الرعاه, يفقد فيها بعض أضراسه.
وتتولى معارك "دون كيشوت" العبثية, التي يورط فيها تابعه المغلوب على امره, و تتوالي هزائمه في كل المعارك التي خاضها, وهو في كل مرة يدرك انه قد هزم بالفعل، ولكنه لا يفسر الأمر على الوجه الصحيح، وانما يفسره على ان خصومه من السحرة "المعارضة", قد ارادوا حرمانه من نصر مؤكد, فمسخوا بسحرهم العمالقة الشياطين الى طواحين هواء, ومسخوا الفرسان المحاربين الى اغنام.
لكن المؤسف في القصة, أن الفارس الوهمي "دون كيشوت", حين كان يحتضر على فراش الموت, تبرأ كليا من أشباح الجهل السوداء التي جاءته نتيجة قراءة كتب بغيضة عن الفروسية, و ندم على شيء واحد فقط و هو عدم امتلاكه الوقت الكافي لقراءة كتب أخرى يمكن أن تنير الروح و العقل و الوجدان.
و بين "دون كيشوت" الرواية و "دون كيشوت" الجهة, إسقاطات مذهلة, تطرح أكثر من علامة إستفهام حول إمكانية أن يصحح المجلس الجهوي مساره التدبيري المعوج, و يتعلم من النهج التدبيري الرشيد لمجلس بلدية الداخلة, الذي يزكيه العمل الميداني بعيدا عن المكاتب المكيفة, و مكاتب الدراسات المليارية, أم أن رئيس الجهة سيظل المستمع المطيع, للتابعين من محيطه الضيق, الذي يعج ب"الهنتاتى" و السيئيين و المتملقين و الفاشلين, و سيستمر بالتالي في مصارعة طواحين الهواء بشكل يائس و عبثي؟