المطرح العمومي المراقب..مفخرة إنجازات "الجماني" التنموية بعاصمة جهة الداخلة

 

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

بعيدا عن القصاصات الوهمية لصحافة "ولد ينجا" الموازية و ما تروجه في المدائن من إنجازات خيالية لرئيس الجهة و حلفه السياسي الفاشل, لم تبرح شاشات مواقعهم الإعلامية و تدوينات ذبابهم الإلكتروني الوسخ, إخترنا أن نقص عليكم أحسن القصص من الأوراش التنموية العملاقة و المهيكلة التي أنجزتها بلدية الداخلة بهذه الربوع المالحة في ظل رئاسة "سيدي صلوح الجماني", و ذلك منذ توليه إدارة شؤون المدينة.

حيث لا يخفى على احد الخصاص المهول الذي ورثه الرجل في جميع المجالات البنيوية, بسبب رؤساء سابقين تناوبوا على إجتثاث الأموال العرمرم التي خصصتها الدولة المغربية لتنمية المدينة و الرقي بمستوى حياة ساكنتها, لكن حولتها أياديهم المرتعشة الى "فريسة", فرقوا دمائها فيما بينهم, و حولوها الى دول من الانعام و المواشي تنخر عباب الصحاري, و سيارات فارهة يغيرونها كما يغيرونا ملابسهم, و قصور مخملية, و عقارات داخل و خارج المغرب, و حسابات بنكية متخنة, و مآرب كثيرة.

أبارتايد قذر و فيودالية موحشة, ضربت جنبات وادينا, حوصرت بسببها أحلامنا و أهدرت أموالنا العامة و حجرنا في زاوية ضيقة, قابعين ننتظر الفرج مخرجا, في الوقت الذي تقدم فيه المشهد الجياع الوافدين من نواذيبو و الطنطان و تندوف, و أفرش لهم السجاد الأحمر و المناصب, و هم الذين لا يربطهم بتاريخ هذا الجرف البحري, إلا ما يربط الطير و البخنوس.

لكن دوام الحال من المحال, فلقد جاء بالفعل الفرج على يدي أيقونة السياسة "سيدي صلوح الجماني", فبدأ الرجل يصلح ما أفسدته أيادي الإثنوقراطيون و حلفهم المدبلج في حال البلاد و العباد, و أوقف نزيف الميزانيات و نهب المال العام، و قطع عن أصحابنا "البزولة" و فطمهم رغم أنوفهم, و هو ما يفسر السر وراء الهجمة الشرسة و الحروب القذرة التي تعرض لهم "الجماني" و لا يزال.

و عودة على بدأ, و بمناسبة الزيارة التفقدية التي قام بها رئيس بلدية الداخلة "سيدي صلوح الجماني" رفقة الرئيس المدير العام لمجموعة ecomed، لمشروع مركز فرز النفايات بالمطرح العمومي المراقب بالعركوب، للوقوف على تقدم الأشغال بمركز فرز النفايات وبعض المرافق بالمطرح المذكور. يسعدنا أن نعيد تذكير الساكنة بنموذج بسيط من إنجازات بلدية الداخلة تحت قيادة "الجماني", و يتعلق الأمر بإزالة مطرح الأزبال من قلب المدينة, و هو النقطة السوداء التي ظلت وصمة عار في جبين مدينة الداخلة منذ إسترجاع الإقليم الى حضيرة الوطن الام, حيث يندرج ذلك المشروع البيئي الضخم ضمن جهود بلدية الداخلة الرامية إلى الارتقاء بالمشهد الحضري للمنطقة و تنزيل المشاريع التنموية الكبرى التي لها تداعيات مباشرة على مستقبل المدينة و حياة الساكنة. 

إنه نقطة سوداء موروث عن الحقبة الاستعمارية الاسبانية, تعاقبت عليه لعقود طويلة المجالس البلدية و رؤساء الجهات و الولاة, و عجزت جموعهم عن مجرد التفكير في كيفية ازالته و تخليص ساكنة مدينة الداخلة من شروره و بشاعته و روائحه المنتنة و مداخن حرائقه الخانقة، فما بالك امتلاك الشجاعة و الارادة لنقله بعيدا عن مركز المدينة. مطرح أزبال عشوائي ظل يشكل خطرا داهما على صحة المواطنين القاطنين بالتجمعات السكنية والمؤسسات التعليمية المتواجدة بأحياء مدينة الوحدة والنهضة المجاورة, خصوصا بعد التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المدينة على اثر عملية إعادة إسكان مخيمات الوحدة.

لكن "سيدي صلوح الجماني" كان له رأي اخر في الموضوع, و كما عاهد الساكنة بذلك من قبل, لم يهنئ للرجل حال أو يرتاح له بال حتى إستطاع أن يصنع المعجزة و يحول المستحيل الى ممكن, و ينقد ساكنة المدينة من هذه القنبلة البيئية الموقوتة، فبذل الجهد و عبأ الأموال و عقد الشراكات مع مجموعة من المتدخلين المحليين و المركزيين لأجل انجاح هذا الورش التنموي و البيئي الضخم.

و بالفعل تحول الحلم الى حقيقة, و دشن المطرح المراقب الجديد الذي تم انجازه على بعد 50 كلم شرق مدينة الداخلة. و هو المطرح الذي أنشئ وفق المعايير الدولية المعتبرة, التي تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على البيئة وحماية الفرشة المائية والبعد عن المحاور الطرقية والتجمعات السكنية, و ذلك بتكلفة مالية تناهز 282 مليون درهم و على مساحة اجمالية تبلغ 16 كلم مربع, حيث ستجري فيه عمليات استقبال و معالجة 149 طن من النفايات المنزلية على مدار اليوم.

إنه مجرد نموذج من جهود الجماعة الحضرية للداخلة الرامية إلى الارتقاء بالمشهد البيئي و الحضاري لعاصمة الجهة, و تنزيل المشاريع التنموية المهيكلة, من قبيل إغلاق محطة التفريغ القديمة وإعادة تهيئتها وإدماجها في المحيط البيئي, بعد أن كانت خطرا بيئيا يهدد المدينة والساكنة, بسبب تمركزها داخل مدينة الداخلة و على مقربة من الأحياء السكنية التي كانت ساكنتها تأن تحت رحمة الروائح المنتنة و ما تسببها من أمراض مزمنة و خطيرة.

ختاما، لا ينكر الفضل إلا جاحد و لا ينساه إلا منافق, و اسوة بالحديث النبوي الشريف: "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، و من لم يشكر الناس، لم يشكر الله", نجد أنفسنا مرة أخرى مجبرين على الحديث عن أهم انجاز تحقق بهذه الربوع منذ استرجاعها لحضيرة الوطن الأم. إنجاز تنموي عملاق سيظل منقوشا بحروف من ذهب في صحيفة رئيس مجلس بلدي بقامة و نزاهة و شرف "الجماني"، أولاه القدر مسؤولية تدبير شؤون مدينتنا فما فرط و لا قصر، و بدل أن يظل أولئك الحالمين بالكراسي المفقودة و ذبابهم الإعلامي المأجور يلعنون الظلام, ندعوهم الى أن يضيؤا شمعات كتلك التي أضاءها "الجماني" بربوع الداخلة المالحة, و لكن ليس على سطح كوكب المريخ كما هو حال رئيس الجهة و مشاريعه الخرافية.