الله يحشمكم..لا تنتظروا من "الجماني" هدر المال العام على تجهيز تجزئات سكنية إستولت عليها لوبيات العقار المفترسة!!؟

 

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

في سابقة خطيرة في تاريخ المجالس المنتخبة بالجهة عموما, و بالمجلس الجهوي خصوصا, و لأن المال السايب يعلم التحشليف و التهنتيت، تستميت صحافة مجلس الجهة بإيعاز من التحالف الحشلاف المسير للمجلس في الدفاع الغير بريئ عن تجهيز تجزئة سكنية تقع أقصى شمال المدينة, في الوقت الذي تعيش فيه فئات واسعة من ساكنة الجهة شتى صنوف الحرمان و البطالة و المرض و قلة ذات اليد. 

و برغم ذلك، تخرج علينا من جديد الاذرع الاعلامية المحسوبة على حلف "ولد ينجا", بقصاصة إخبارية تافهة حول موافقة رئيس الجهة على هدر أموال طائلة من ميزانية الساكنة على تجهيز تجزئة "حرمة الله" مقابل إمتناع رئيس بلدية الداخلة "الجماني" عن التورط في إضاعة أموال الساكنة على تجهيز تجزئات سكنية "إفتراضية" و "مخلوضا" و وجودها أقرب إلى الوهم من الواقع. حيث سبق لذات الذباب الإعلامي الموالي لحزب الاستقلال و تحالفاته المدبلجة بمجلس الجهة، أن طبل و إحتفل بما إعتبره نجاح معارضة الباجدة التي تتزعمها "العراك" في فرض مناقشة مسألة تجهيز التجزئة المذكورة آنفا خلال أحد دورات المجلس البلدي.

لتتأكد اليوم ساكنة الجهة، بأنها بصدد سماسرة عقاريين بثياب منتخبين و رؤساء مجالس منتخبة, و هو ما يفسر هذا الكم الهائل من المراسلات التي وجهوها منذ سنوات مضت لرئيس بلدية الداخلة, مطالبينه خلالها بضرورة الاسراع في تجهيز تجزئة "حرمة الله" السكنية, وذلك حتى تتمكن ساكنة الداخلة حسب وجهة نظرهم الساقطة من إستثمارها!!! و هنا نتسائل و معنا جيوش العاطلين و المفقرين و المحرومين من فلذات أكباد تلك الربوع المالحة؛ أي الساكنة يقصدون؟؟ و عن أي استثمار يتحدثون؟؟ و الجميع يعرف بأن تجهيز هذه النوعية من التجزئات يصب دائما و كما جرت بذلك العادة في مصالح مقاولين محظوظين من طينة "بنسي" و "الحو" و ضباع "وارزازات" و ما جاورهم من المستثمرين التماسيح, الذين أغتصبوا تراب المدينة و حولوه إلى مشاريع إستثمارية خاصة. 

أم أن الامر يا ترى يندرج في إطار ضغط خفي يمارسه أولئك المقاولين المحظوظين, الذين أستولوا على جل البقع التجارية الاستراتيجية لهذه التجزئة, لأجل تجهيز البقعة كي لا تضيع أحلامهم و جشعهم ادراج الرياح؟ و هل إنتخبت الساكنة مجلس الجهة و منتخبي حزب الباجدة للدفاع عن مصالحها و إنشغالاتها و مطالبها الملحة و العادلة, أم للدفاع عن مصالح لوبيات وارزازات و ثلة من المقاولين المفترسين!!؟ إن هذه النازلة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن "سيدي صلوح الجماني" سيظل رئيسا إستثنائيا لبلدية الداخلة بكل ما تحمله الكلمة من معاني الشرف و النزاهة و المحافظة على المال العام من الإستنزاف و التحشليف, و الدليل هو رفضه تجهيز تجزئة سكنية تم إفتراسها في المهد من طرف لوبيات العقار و ما جاورهم من المستثمرين المحظوظين الوافدين على الجهة.

قولا واحدا، إن إمتناع "سيدي صلوح الجماني" عن تبذير ملايير السنتيمات على تجهيز تجزئات أرضية "مخلوضا"، نعرف جيدا كيف وزعت, و كيف تاجر فيها البعض مع مقاولي وارزازات و شيد من خميرتها العمارات الشاهقة وسط المدينة, و كيف أستولى لوبي العقار بالمدينة على واجهاتها التجارية الثمينة –أقول- إن إمتناع رئيس بلدية الداخلة عن تجهيزها، يعتبر عمل مشرف و قرار حكيم يؤكد حرص "الجماني" المخلص على اموال الشعب العمومية من الضياع و التحول الى مليارات تضخ في حسابات مافيا العقار بالجهة. فلدى الرجل من الأولويات التدبيرية و الضرورات التنموية ما هو أهم، حيث لا يزال مستمر في إنفاق آخر درهم من ميزانية مجلسه الفقيرة على مشاريع تنموية مهيكلة إستفادت منها بشكل عادل البنية التحتية لمدينة الداخلة و خصوصا الأحياء ناقصة التجهيز. 

ختاما، نحن لسنا أناس عدميين كما يتصور البعض، و لا نسعى جاهدين و بطريقة آلية الى تبخيس عمل مجلس الجهة، لكننا أيضا لسنا أغبياء كما تتصور الطقمة الحالية المسيرة لمجلس الجهة، و طبعا الساكنة أيضا أكثر ذكاءا منا جميعا، لأنه يوجد في علم التدبير العمومي الناجح شيئ يدعى: ترتيب الأولويات، فلا يعقل أن تشنف مسامع جوعان بألحان معزوفة من مقطوعة بيتهوفن، كما لا يعقل ان تفتي لملحد في نواقض الوضوء، فساكنة الجهة يمتلكون من الانتظارات و المطالب و الأحلام و الهواجس، ما يفوق بسنوات ضوئية إهدار ميزانيات الفقراء على تجهيز تجزئات سكنية تسيل لعاب "دراكولا" العقار، و كان أولى من كل ذلك "الترصاف" أن يخصص مجلس الجهة بحكم اختصاصاته الواسعة و ميزانياته الضخمة تلك الأموال لأجل تشييد مستشفى جهوي مرموق يداوي أمراض ساكنة محرومة يضطر مرضاها الضعفاء إلى تكبد عناء السفر نحو مدن شمال المملكة بحثا عن العلاج، أو تمويل إنجاز مشاريع صغيرة للشباب العاطل, أو دعم بلدية الداخلة من دون إبتزاز إنتخابي في مجهوداتها للنهوض بالبنية التحتية لعاصمة الجهة و سد الخصاص المهول الموجود، كما هو حاصل في مدينة العيون من تعاون و تآزر بين البلدية و مجلس الجهة.