المنافقون وظاهرة الإرتزاق...الطابور الخامس الذي ينخر المجتمع

Dakhla 40

الداخلة بوست

بقلم: محمد فاظل عليين

يقول جل جلاله في سورة (المنافقون) : "اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" صدق الله العظيم. النفاق في اللغة العربية مأخوذ من "النافقاء" والنافقاء هو المخرج المستور لجحر الجربوع حيث أن لجحره مخرجان مخرج ظاهر ومخرج آخر غير ظاهر مستور بالتراب وهو المسمى "النافقاء" و هذا المخرج يستخدمه الجربوع في الحالات الطارئة للهروب من المهاجمين، و لدى استخدامه لهذا المخرج يقال : "نافق الجربوع"، أي استخدم المخرج المستور.

النفاق ليس بالشئ الجديد بل هي ظاهرة عتيقة القدم، ولكن مانشاهده اليوم من هذه الظاهرة نجانى وياكم الله منها شئ مروع بل و مقرف جدا، هذه الظاهرة أصبحت حكرا على أصحاب بطون الحرام الذين يجنوا من خلفها دريهمات يملؤون منها بطونهم حتى لو كانت على حساب بني جلدتهم، لايهمهم سوى من أعطى أكثر من أصحاب (الشكارة)، وعادة ما يكون أصحاب (الشكارة) روؤساء مصالح أو مستثمثرين أو أيي كان شكلهم المهم أنهم يملكون الدراهم وهذا شرط أساسي عند المنافقون.

كما أن لديهم مسميات سياسية أخرى أبرزها "الطابور الخامس" أو مايطلق عليهم داخل المجتمعات "المرتزقة". و المرتزق هو أي شخص يجرى تجنيده خصيصا محليا أو في الخارج، كما يشمل التعريف أيضا كل شخص يحفزه أساسا إلى الاشتراك في الأعمال العدائية أو الرغبة في تحقيق مغنم شخصي. أما صفاتهم و أشكالهم فهي كثيرة جدا ، يمكن أن تراهم بصفة أشخاص و يمكن أن تراهم بصفة جمعيات مجتمع بدني كما يمكن أن تراهم بصفة جرائد أو غيرهم من الصفات اللتي لا حصر لها...

اليوم نعاني وبشدة من هؤلاء المرتزقة في مجتمعنا الذي لا طالم أنهكه التقسيم و التشتيت والسبب الأول و الأخير يعود لهم طبعا، أولهم ظهر في حقبة الإستعمار الإسباني و أخرهم مانشاهده اليوم، أما الغريب في الأمر وهو أن جل هاؤلاء المرتزقة المطبلين الإنتهازيين غالبا ماتجد أصولهم من دول أخرى أو ترعرعوا فيها، لا علاقة لهم بهذه الأرض الطاهرة.

يقال خير الكلام ماقل ودل ولكي لا أطيل الحديث عن مثل هؤلاء، حثالة المجتمعات مرتزقة العصر منافقين زمانهم، يكفيهم مافيهم من بؤس و شقاء و إحتقار، لي ولكم قادم الأيام بإذن الله يا مزبلة التاريخ.