منتدى كرانس مونتانا وصمة عار على جبين الحكومة المغربية

Crans montana dakhla2018

الداخلة بوست

بقلم: الأستاذ سيدي أهل الشيخ

تعتبر الإنتكاسة الأخلاقية التي نراها بوضوح في التصرفات التي تنتهجها الحكومة، والتي جرفت القيم و حرّفت المعايير و أخلّت الموازين، السلاح الفتاك الذي يهدد أمن وأمان المواطن الذي أصبحت صورته قاتمة الألوان في ظل تردي الأوضاع، نتيجة التبذير الواضح والفاضح لمليارات الدراهم على منتديات ومهرجانات لاتسمن المغرب ولا تغنيه من جوع..
ففي ظل الانتكاسة الاقتصادية، السياسية التي يتخبط فيها المغرب، والضربات الديبلوماسية الموجعة التي تلقاها مرارا وتكرارا، كان آخرها قرار الاتحاد الاروبي باستثناء مياه الصحراء من اتفاقية الصيد البحري، لم تستوعب الحكومة الدرس بعد، حيث أنفقت خمسة ملايين أورو على منتدى كرانس مونتانا عديم الفائدة، وفي الجانب الاخر تتوالى الانفلاتات الامنية والاحتجاجات الشعبية شمال وشرق، وجنوب البلاد طلبا بتحقيق المكاسب الاجتماعية والعيش الكريم..
النسخة الرابعة من المنتدى تستضيف شخصيات بائسة تلطخت أياديها بدماء الأبرياء من ليبيا إلى بورما، وتستضيف ساسة أكل عليهم الدهر وشرب، يقبعون في ذاكرة التاريخ، جلهم صدرت في حقه مذكرات توقيف في بلده..
حيث استضاف المنتدى الرئيس الفرنسي السابق، الفاسد المجرم نيكولا ساركوزي، ناكر المعروف وسيئ السمعة والصيت، المتابع في بلاده بقضايا فساد واختلاس..
يستضيف المنتدى كذلك نائب رئيس ميانمار والمجرم الثاني فيها "سوي مينيت"، الذي يشارك في حرق وذبح وتقطيع أطفال ونساء وشيوخ مسلمي بورما والمهندس الأول لتهجيرهم خارج الحدود..
- القس الأمريكي جيسي جاكسون، وهو عضو سابق في مجلس الشيوخ الامريكي، مبشر مسيحي معروف بمناهضته للاسلام، وقد وقع في فضيحة شخصية سنة2001 بعد اعترافه بأبوته لطفل غير شرعي، يرأس حالياً منظمة “رينبو بوش كواليشن” التي تدافع عن حقوق المثليين.

- ميشيل مارتيلي رئيس هايتي السابق، الذي أدخلت حقبته البلد في أزمة سياسية حادة.

-اليزابيث جيغو - وزيرة سابقة في الحكومة الفرنسية.

- زوجة رئيس دويلة "لاوس" وهي دولة اسيوية بوذية.

- ديوكوندا تراوري الرئيس الانتقالي المالي السابق.

- زعيم قبائل الزولو في جنوب افريقيا.

كل هؤلاء لا تتواجد بينهم شخصية فاعلة ومؤثرة في القرارات الدولية أو الأممية التي قد تنفع المغرب من قريب أو بعيد..
بل يعتبر هذا المنتدى جريمة نكراء في حق المواطن المغربي، الذي أثقل كاهله غلاء المعيشة، فبدل انفاق ملايين الدولارات على المنتديات والمهرجانات المفلسة هناك شعب أولى بها يعيش في المناطق النائية، ليست لديه بنية تحتية تحفظ له الحياة أمام غضب الطبيعة وتقلبات الدهر.
لنا أن نتخيل 20 مليون أورو تم انفاقها على منتدى كراس مونتانا منذ نسخته الاولى سنة 2015 حتى نسخته الرابعة 2018.. وهو ما يؤكد بشكل جلي مدى الإفلاس الذي تتخبط فيه الحكومة الحالية التي يعقد عليها المواطن آمال التغيير والتنمية والازدهار.