Créer un site internet

مقال عن الانتخابات..أصعب قرار لحظة القرار

Bakar dlemi dakhla

الداخلة بوست

بقلم الاعلامي و الصحفي : د. بكار الدليمي

هل ستشهد  الانتخابات البرلمانية  أكتوبر  2016 بجهة الداخلة وادي الذهب جديداً هذا العام وسط هذا الكم هائل من المتغيرات والتداعيات التي شهدتها الساحة السياسية في الآونة الأخيرة ،و وسط  ظهور هذه الوجوه الجديدة من مختلف الأطياف السياسية التي دخلت هذا العالم الجديد؟

سؤال يطرحه العديد من المهتمين بشأن الانتخابات المحلية بهذه الجهة. وعدد كبير من  الآراء تؤكد ان انتقاء أو اختيار عضو في البرلمان يمثل مصالح الساكنة أمر صعب, وسط هذا الزخم الكبير من الساسة  أمر صعب، بل في غاية الصعوبة، وذلك نتيجة لمجموعة من العوامل والمحددات:

أولا :حالة التخوف  من العودة إلي الاختيارات  الخاطئة لمرشحين  لا يعرفون سوى  المتاجرة بالشعارات والأمنيات .

ثانياً: الحيرة والارتباك في تحديد من يستحق نيل هذا الشرف، بسبب عدد من  المرشحين   وعدم وضوح وجدية برامجهم.

ثالثا :  انعدام التجارب السياسية لبعض المترشحين  وعدم قدرتهم على اقتحام المشكلات المزمنة والمستجدة والتي استعصت على البرلمانات  المتعاقبة.

رابعا : تحفظ بعض  الناخبين وتخوفهم  من اختيار  مرشحين  بلا خبرة في المجال السياسي ما  قد  يتسبب في تقاعسهم عن الدفاع  عن مصالح الساكنة بسبب انعدام التجربة الميدانية .

لاشك ان السكان قد خسروا الكثير من الوقت في تجارب السياسين الفاشلة حتى انه لم تعد هناك ثقة أو تعاطف كما كان من قبل. وهذا يصعب كثيراً من مهمة كل مرشح للبرلمان لهذه السنة يخوض  المعركة الانتخابية.

هذا الكلام ليس تشكيكاً في قدرات اي من المترشحين  وإنما تخوفاً لدى  العديد من الساكنة  من أدائهم  داخل وخارج البرلمان ومحاسبة الساكنة لهم بعد ذلك

في هذه السنة توجد حالة من الضبابية وعدم وضوح الرؤية عند الكثير من الفئات الناخبة،خصوصا الشباب المثقف والمتعلم . هذا  مع وجود  الخشية من  انتخاب الأسوأ  وإنتاج برلمان مشوه لا يدعم توجهات التنمية والتغيير التي نتمناها لهذه الجهة برلمان لا يحقق رغبة الساكنة في تحقيق خطوة حقيقية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً .

إن اختيار ممثل في البرلمان يدافع عن المصالح وعن حقوق الساكنة  أمر جد خطير، وقرار  اختيار هذا المرشح دون غيره يتطلب الدراسة والتفكير العميق عشرات المرات قبل الاختيار.فجهتنا لم تعد تحتمل التجربة والخطأ،وانتظار فترات أخري.

ان ما يمر به المواطن بهذه الجهة من مشاكل ماهي الا نتائج اختياراته  التي جعلت مستقبله غامضا  وفرضت عليه الظروف ان يعيش الحاضر بما ينسيه النظر الي المستقبل .

في فترة الانتخابات  نركض جميعا وراء منفعة شخصية او هكذا نظن ولا نفكر فيما بعد هذه اللحظة ، دائما ما تكون نظرتنا للأمور قاصرة مبتورة بفعل الرغبة العمياء للحصول على ما في يدنا الأن لكننا أبدا لا ننظر الى غدا لا نسأل انفسنا "ماذا بعد؟"، لا نملك هذه اللحظة التي نتوقف فيها عن التفكير في الحاضر للنظر الى المستقبل . مستقبل جهتنا  ومستقبل اولادنا والأجيال القادمة. اننا لا نفكر  كثيرا في المستقبل، ونكتفي فقط  بالحاضر.

وهكذا تأتي خيارتنا خاطئة  لا تتوافق مع ما كنا نتمناه وما كنا نتطلع اليه فنلوم الظروف ونلوم الأحداث ونلوم الدنيا كلها ولا نلوم انفسنا أبدا.

في آخر أسبوع من الحملة الدعائية  ، اقترب  الناخب بجهة الداخلة وادي الذهب  من الحسم في السباق نحو قبة البرلمان ، أصبح الناخب يقف عند  مرحلة القرار الصعب في الإدلاء بصوته في الانتخابات،  مرحلة  تأتي بعد  ان  قدم  كل  مرشح  برنامجه الإنتخابي ، الذي يحاول به  كسب اصوات الساكنة.

وفى الأيام  المتبقية  سنشهد تقلبات في مزاج الناخب بجهة الداخلة وادي الذهب ، فكل حدث ستكون له ردة فعل لدى الناخب، والناخب عادة إنسان مزاجي، خاصة أولئك المتأرجحين، الذين ليسوا مرتبطين بالسياسة، ويتأثرون بالأقوال والأفعال الآنية، كلمة من  هذا المرشح  تجعلهم معه، وموقف من ذلك  يغير قناعاتهم، في هذه الانتخابات البرلمانية ، الغالبية ليسوا أعضاء في  اي حزب ، ولا يعرفون الفرق بين هذا او ذاك ، ولكنهم يصدقون الوعود التي يسوقها المرشحون لكسب التعاطف والتأييد، وما أكثرها!

المنافسة في قمتها، والاختيار صعب، والعواطف غير مستقرة، فهناك من يرغب في رؤية أول شاب يمثله في البرلمان أو إمرأة تنوب عنه، وهناك من تعجبه أفكار رجل  مثقف متعلم ،واخرون يرون في رجل الاعمال المنقذ للاقتصاد و الذي يقضي على البطالة بين الشباب ،وأيضاً هناك من يفضلون هذا المرشح فقط لشخصه او انتمائه العائلي او القبلي.

الأيام المقبلة ستكون مثل الرمال المتحركة بجهة الداخلة وادي الذهب ، لا شيء ثابتاً فيها، ولا  توجد معالم واضحة لها، تتبدل حسب الأهواء، وتلعب اصوات الاشخاص المترددة دوراً هاماً خلالها، ولكن هذا لا يلغي حقيقة انتخابات أكتوبر انها ستكون مفاجأة للجميع ، فهي وحتى آخر لحظة ستكون غير محسومة، وما زلنا ننتظر رؤية العجب خلال الفترة المتبقية.

اخيرا اقول انتبه ايها الناخب قبل ان تقع في  الخطأ  ويفقد البرلمان القادم هدفه ودوره في هذه المرحلة الدقيقة. ويصبح برلمان ً مشوهاً لخدمة أشخاص بعينهم ومصالحهم الضيقة فقط تذكر اخي الناخب ان  أصعب  قرار هي لحظة القرار .