لا صحراء بدون صحراويين...وتقوية الجبهة الداخلية عمادها رد الإعتبار لأبناء الصحراء

Conflit sahara

الداخلة بوست

بقلم: بوجمعة بيناهو /باحث -مهتم بقضايا الصحراء

هناك مقولة شهيرة ،بل حكمة من حكم الملك الراحل الحسن الثاني تحضرني دوماً حين قال: "وصيتي لمن هو أكبر مني سنا، ولمن هو أصغر مني سنا، ولمن سيأتي من بعدي، ولمن قرأ تاريخ المغرب المعاصر ،يعرف بأن الخير كله يأتي من الصحراء، والشر كله يأتي من الصحراء"

هي كلمات معبرة جدا،مرت السنوات بأخطاء كثيرة،قبل إعلان تأسيس "البوليساريو"،دون الخوض في المسببات والتي تعود إلى أزمة التعاطي مع مطالب الشباب الصحراوي، ولو تطلب الأمر التعاون من أجل طرد المستعمر، كان رد زعماء الأحزاب حينها عبارة عن إستهزاء من هؤلاء الشباب،كانت مجزرة الطنطان،بعدها دخلت ليبيا على الملف عبر دعم القذافي لمؤسسي البوليساريو،لتدخل بعد ذلك الجزائر أيضا،أصعب مرحلة عاشها المغرب مابين1975إلى 1991.

ومنذ تاريخ وقف إطلاق النار ودخول مخطط التسوية الأممي عن طريق بعثات المينورسو للإشراف على مسلسل تحديد الهوية ،بدأ المغرب عن طريق مخيمات الوحدة في تعزيز موقفه ولو بهويات أغلبها قادم من خارج النسق الإجتماعي الصحراوي،عاشت الصحراء مرحلة الهدوء ولو ببزوغ مظاهرات عارمة أحيانا،حتى كشف مخيم "أكديم -ايزيك" حقائق العيش الكريم والذي تتمتع به ساكنة الصحراء،لينتفض أصحاب الهويات المزيفة حاملين سواطيرهم،وسكاكينهم،في وجه ساكنة المنطقة،ناهبين أموالهم،معتدين على أعراضهم.

طيلة هذه الفترات كانت هناك أفواج من الطلبة الصحراويين، تشكل طليعة المجتمع الصحراوي،تكونت وتشبعت بالنضال،حيث كانت أصواتها دوما مع مطلب "الشعب الصحراوي القاضي بتمتيعه بحق تقرير المصير".بعد نضج سياسي للنخب الصحراوية،أصبحت تؤمن بأن نهاية مأساة الصحراويين ،يتطلب تقديم التنازلات،المغرب أيضا عبر عن حسن نيته ولو "بالشعارات" أطلق مقترح الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة ،لكن واقعيا الأمور عكس تلك الموجهة للإستهلاك الدولي،رافعت مجمل الحساسيات عن هذا المقترح،رغم أن الدولة لم تعتمد في ذلك سوى على المقاربة الأمنية،وإبعاد الأطر،وتهميشها،وإبقائها خارج سياقات التدبير،النتيجة اليوم،مهما بلغت وطنية المواطن الصحراوي يبقى محط شك،لكن على أرض الواقع الصحراء لأهلها،من المحبس بإقليم أسا -الزاك إلى وادي الذهب،فمتى يغير من يدبر قضايا الصحراء نظرتهم للتعامل مع الصحراويين المتواجدين هنا أولا،لكي يتم إقناع صحراويي الشتات.

لقد سئمنا من هذه المسرحيات المتتالية،ويجب أن يتأكد هؤلاء الذين يتربعون على التدبير، بأن أبناء الصحراء هم من إكتوى بنار الحرب،وهم من يدفع اليوم ضريبة الإنتماء.