يارة يكتب...الشباب بين الطموح و إكراهات الواقع

Dakhla auteur jeunesse
الداخلة بوست

بقلم: نفعي يارة

تصل نسبة الشباب في الصحراء إلى ما يقرب من 50% وهي من النسب الأعلى في العالم العربي، ولأن الشباب هم عماد أي مجتمع لذلك يجب أن تكون مشاكل هؤلاء الشباب والوصول إلى حلول لها من أولويات كل الجهات والعمالات والأقاليم والمؤسسات العامة والخاصة والجتمع المدني وكل من له دور في المجتمع فهؤلاء الشباب، هم الثروة الحقيقية في المجتمع وهم التحدي الأكبر لمواجهة المستقبل، إذ يشكلون الطاقة المنتجة في المجتمع بشكل عام قصد استشعار المسؤوليات المناط بهم وهي تحمل عبء العمليات التنموية.

ومن أهم المشكلات التي يواجهها الشباب هي مشكلة البطالة، وهي المشكلة التي تؤدي بالشباب إلى حالة من عدم التوافق النفسي والاجتماعي،  فطبيعة الشباب أنهم  حالمون، لكن للأسف تصطدم أحلامهم بالواقع و الذي غالباً ما يكون أليماً، عندما يصدمون بحقيقة أن الشهادات العلمية التي حصلوا عليها و كلفتهم وكلفت أسرهم الكثير من المال والجهد والوقت، لا تتماشى مع حتياجات سوق العمل، و يصبحون مطالبين بالقبول بالأمر الواقع و التخلي عن أحلامهم وخبراتهم التخصصية، وهو ما تكون نتائجه سلبية على هؤلاء الشباب نفسيا، وفكريا ثم نتائجه الوخيمة على حركية المجتمع.

ومشكلة الشباب بصفة عامة تكمن فى خلل السياسات المحلية والوطنية وغياب التنسيق بين السياسيين وهذه الفئة الشابة الرئيسة في الجهات الجنوبية، لذلك فإن الأمر يتطلب ضرورة تكاتف كل الجهات المعنية والاستعانة بالخبراء والمختصين من باحثين ومفكرين وعلماء النفس والاجتماع لوضع رؤية واضحة لحل مشاكل هذه الفئة العمرية التي تمثل الجانب الأكبر والعريض في أي مجتمع ووضع استراتجيات تتبنى هذا الجيل من الشباب وتساعده على حل مشاكله.

في النهاية لا بد للحكومة من فرض قوانين على الجهات والجماعات من وضع الإهتمام بهؤلاء الشباب على رأس كل عمل وخطة، والعمل على التواصل معهم وتبني أفكارهم الخلاقة، وهو ما من شأنه بث روح الأمل والتفاؤل في نفوس هؤلاء الشباب وتحويل طاقاتهم إلى طاقات إيجابية منتجة، وهو ما تحتاجه المجتمعات من أجل التنمية والوصول إلى بناء الدولة الحديثة، فالشباب هم الحاضر والمستقبل بما يملكون من أفكار جديدة، وقدرة على الإبداع.

  •