Créer un site internet

حين تحاول البوليساريو التقرب من أمازيغ المغرب على حساب دماء الصحراويين و حقوقهم التاريخية

Amazighvspolisario1 999061189

الداخلة بوست

بقلم: د.الزاوي عبد القادر - أستاذ باحث وكاتب صحفي

يبدو أن جبهة البوليساريو و أبواغها الإعلامية و أقلامها و نشطائها قد بلغ بهم الإفلاس السياسي و الفكري و النضالي إضافة إلى "متن لوجه" و "تحزارت" و موت الضمير و المتاجرة في دماء الصحراويين و تاريخهم و كرامتهم.

-أقول- قد بلغ بهم مبلغا لم يسبقهم له احد على ما اذكر في التاريخ القديم و لا الحديث, و الشاهد في كلامنا رسالتهم الموجهة لما يسمونهم "الإخوة الامازيغ" و قد تناسوا عمدا بأن دماء الطالب الصحراوي قتيل جامعة ابن زهر من طرف الأمازيغ انفسهم لم تجف بعد, و بأننا عشنا في الاحياء الجامعية و مررنا من هناك, و نعرف جيدا مدى الحقد الأعمى الذي يكنه هؤلاء الناس للصحراويين و بأنهم و كما يقول المثل الحساني الشهير: "أولاد عبد الواحد واحد" يختلفون فقط في درجات الشوفينية و العنصرية المقيت المؤسسة على خرافات و أساطير تحكي عن دولة من "لكذيب لحمر" تسمى دولة "تمزغا الكبرى" أو ما أسميه شخصيا "تمخرا" العظمى, كانت ممتدة من بلاد شنقيط جنوبا مرورا بجزر الكناري و وصولا إلى الغرب المصري و دول التشاد و النيجر و "السما و التراب" كما يقولوا البيظان.

و هي خزعبلات راسخة في الذهنية الجمعية للنخب الامازيغية و طلبتها و أوباشها من الحواشي و التابعين, و أنه أهون عندهم التشكيك في القرآن الكريم بدل التشكيك في هذه الاطروحة الخرافية التي تكذبها الوقائع التاريخية و الدراسات الانتربولوجية و التأريخية, و قد سبق لي أن إستفضت في الموضوع من خلال مقال صحفي منشور فندت خلاله بالأدلة و الحجج كل تلك التراهات و الأساطير الخرافية.

لكن ليس هذا هو موضوعنا الآن, إنما جوهر القضية هو هذا السقوط المدوي لجبهة البوليساريو و أذرعها الإعلامية و أقلامها, التي تريد اليوم ممارسة البراغماتية و الميكيافيلية في صراعها العبثي مع الدولة المغربية, على حساب الصحراويين و دمائهم و كرامتهم و تاريخهم و احقيتهم في تراب الأجداد منذ مئات السنين, من خلال "لحزارى" ل"أمازيغ" المغرب, متوهمين "مسيكينين" بأنهم سيتطيعون بهذه الطريقة الغبية و المذلة دق إسفين بين المغرب و أمازيغه الذين يسيرون الحكومة المغربية, و منتشرين في دواليب السلطة و كل المواقع الحساسة للدولة -بعكس طبعا الصحراويين- و حتى ما يسمى بحراك الريف "الامازيغي" فقد سبق لزعيمه المسجون "الزفزافي" أن عبر عن كرهه و إحتقاره للبوليساريو واصفا إياهم بشرذمة المرتزقة و المافيا و الإرهابيين, ناهيك عن حرقهم في مناسبات عدة لعلم جبهة البوليساريو و "الشمس تحرك",  لنتفاجئ و الرأي العام الصحراوي بخروج أبواغ البوليساريو, تطبل و تمارس "التهيدين" من اجل عيون الأمازيغ "يا وني" و "نضالهم" و "مظلوميتهم" و "المصير المشترك" إلى أخره من السقوط المدوي و "حدير الدرجة", لأنه و بكل بساطة ستظل الصحراء في أعين أمازيغ المغرب جزءا لا يتجزء من أرض "تمزغا" الكبرى, و قبائلها ستظل أيضا بالنسبة لهم مجرد ثلة من "العروبيين" المستعمرين الأوباش, القادمين من المشرق العربي بسبب المجاعة و "الويل" و "شين السعد".

لذلك ندعو جبهة البوليساريو و حواشيها إلى أن "تحشم على عراضها" و تكف عن إحتقار دماء الصحراويين و المتاجرة في مظلوميتهم و حرمانهم, و أن ترفع يد خلاياها مدفوعة الاجر عن الإستمرار في إستغلال المطالب العادلة للطلبة الصحراويين داخل الجامعة المغربية, بهدف الركوب عليها لتحقيق مكاسب سياسية و حقوقية لجبهة البوليساريو و قيادتها الفاسدة, فالذي تسفك دمائه داخل الاحياء الجامعية من طرف حركات الأمازيغ الشوفينيين هم الأبرياء الصحراويين و ليست قيادة البوليساريو, التي إختارت دولة تندوف وطنا بديلا, و رهنت خلاص شعب بأكمله, بإقامة مريحة بالرابوني و ترسانة من الأسلحة اكلها الصدى, تحولت إلى سلاح يحرس "الزعيم" و يكرس وضع "ستاتيكو" بائس, يتكرم كل سنة على اللاجئين الصحراويين المستضعفين بباقة من قرارات مجلس الأمن الدولي لا تساوي حتى قيمة الورق المكتوب عليها, في إنتظار "شوارب الجمل يطيحو".

قولا واحدا و بعيدا عن "التفيتيت الراكم" و رسائل "تحزارت" لأمازيغ المغرب و محاولة اللعب على حبال ذائبة و التفنن في إجترار الخطابات الديماغوجية البائسة و المملة, على جبهة البوليساريو أن تمتلك الشجاعة و أن تختار بين امرين لا ثالث لهما, إما حكم ذاتي موسع بضمانات دولية, سيمكن من لم شمل الصحراويين و يصون كرامتهم و يضمن عودتهم لأرض الأباء و الأجداد معززين و مكرمين, و إما إقامة دائمة في تندوف و إضاعة عقود اخرى في المتاجرة بمعاناة اجيال متعاقبة من الشعب الصحراوي, كما هو حاصل الآن مع الفلسطينيين على مرآى و مسمع من العالم المتحضر, إنتهى الكلام.