Créer un site internet

تحليل‖‖بعد أن كان يمني النفس بصورة إلى جانبه...إلياس العماري" يحرج "ولد ينجا" و يغيب عن ندوة كلية تطوان

Conseil region dakhla 8

الداخلة بوست

تخلف رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة “إلياس العماري”، عن حضور الندوة الجامعية المنعقد بكلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية تطوان ( الملتقى الدولي الخامس حول الحكامة الترابية )، الذي كان سيجمعه إلى جانب عدد من السياسيين و الأكادميين المغاربة و الإسبان، برئيس جهة الداخلة المطعون على شرعية إنتخابه “الخطاط ينجا”, و الذي لا تزال قضيته منظورة من طرف محكمة النقض.

غياب “العماري” الذي عوضه البرلماني عن حزب الأصالة و المعاصرة بتطوان “محمد الملاحي”، يبدو أنه قد صدم "ولد ينجا" و صحافته المطبلة, و أصابهم بالسعار, و فتق قرائحهم المستفزة (بفتح الفاء) عن قصاصات إخبارية وهمية, تجتر الكذب و التضليل منهاجا, و تنهل من البروبكندا الرخيصة و قاموسها الأصفر, و ذلك بعد أن أفشل داهية السياسة "العماري" مخططهم الجهنمي, بالركوب على صورة تجمع الرجلان خلال الندوة, و تسويقها إعلاميا للساكنة الجهوية, على أساس أنها فتح مبين ل"ولد ينجا" في عاصمة البوغاز, و الشروع في تأويلها بعد ذلك عن طريق إسهال صحفي غير منقطع, بهدف ممارسة أسوء أشكال الحرب النفسية على خصمهم اللدود, ممثلا في شخص "عزوها شكاف" زعيمة المعارضة بالمجلس الجهوي.

لذلك و بعد أن فشلت مخططاتهم الخبيثة و اللا أخلاقية, شرعوا في بث روايات صحفية مضللة بهدف إستحمار القارئ و الساكنة, في أفق إنقاد ما يكن إنقاده من صورة رئيس الجهة المهزوزة, و محاولة إلهاء الرأي العام الجهوي, عن حقيقة فشل الرجل الذريع في قيادة سفينة مجلس الجهة صوب المروج الخضراء "الهميشية" التي وعد بها الساكنة, فأستحالت إلى سراب موحش و عدمية مفجعة, بعد اكثر من ثلاثة ميزانيات تجاوزت قيمتها المالية أكثر من 100 مليار, لم يجد لها المواطن المطحون أية فائدة تذكر.  

حيث يعتبر بالفعل ما جرى سابقة في تاريخ المشهد السياسي المغربي, حين يهرول رئيس جهة إلى حضور ندوة جامعية, سيجلس فيها إلى جانبه غريمه السياسي و القضائي, و عدوه الاكبر اللدود, الذي أتهمته و لا تزال اذرع "ولد ينجا" الإعلامية, بأنه هو من حاربه داخل أقبية المحاكم و حاول إسقاطه إرضاءا لجشع حزب البام و زعيمته بالداخلة, إللى آخر العنقود من الإتهامات و الإدعاءات و "العيب الليل" و "العيب النهار", فنتفاجئ و من ورائنا الرأي العام المحلي بكل هذا القدر من النفاق السياسي و الميكيافيلية المفجعة و حربائية المواقف, و إستعداد رئيس جهة الداخلة للجلوس بوجه احمر مكشوف مع زعيم حزب البام, "أيو فهم تسطا".

فيتحول بين ليلة و ضحاها الرجل, إلى "السياسي الاكاديمي البارز" الذي يحاضر داخل أروقة الجامعات المغربية بمدن أقصى شمال المملكة, عن "تجربته السياسية و رؤيته العظيمة للجهوية المتقدمة", و الجميع يعرف بأنه لا يتوفر على شواهد جامعية عليا, و بأن تجربته في المجال فقيرة للغاية, و بأنه حديث عهد بالعمل السياسي, أراد أن يزاوج بين نجاحاته في دنيا المال و الأعمال, و بين السلطة و التمثيلية السياسية, و كلنا يعرف الكوارث التي تحل بالشعب و المستضعفون حين يلبس التجار عباءة السياسة و السلطة كما قال إبن خلدون في مقدمته الشهيرة, و ليس ببعيد عنا زميله في الصنعة "أخنوش" و الفاهم يفهم. هذا دون إغفال طبعا الحصيلة الصفرية لمجلس الجهة, اللهم إلا في جانب توزيع الدعم المالي السخي على ممتهني حرفة العمل الجمعوي, و شراء أسطول ضخم من السيارات الفارهة لأعضاء أغلبيته الحاكمة.

و عليه فقمة العبث و الميتافيزيقيا و الدجل و الغوغائية, أن يحاضر رئيس جهة بهذا البروفايل و الحصيلة, عن رؤيته للجهوية المتقدمة و عن السياسة داخل الندوات الفكرية الاكاديمية, تاركا من إنتخبوه من أجل الإستجابة لحاجياتهم و إنتظاراتهم الملحة, يطالعون اخبار سفرياته و محاضراته الأكاديمية في المواقع الإعلامية التابعة له بإحسان.

لكن الصدق يقال, يبدو أننا قد سقطنا بالفعل في فخ الإلهاء الإستراتيجي الذي نصبوه للساكنة الجهوية, و عوض أن نركز أقلامنا و تحاليلنا الصحفية على محاكمة الحصيلة التدبيرية الكارثية للمجلس الجهوي تحت قيادة "ولد ينجا" و حلفائه السياسيين, و بدل أن يبقى النقاش في الجهة و من أجل الجهة, أصبحنا مشغولين كما أرادوا لنا بتعقب سفريات الرئيس, و طاقم مكتبه المدفوعة طبعا من خميرة أموالنا العمومية السبهللى.

لذلك و من أجل تفادي كل هذا اللغط الحاصل, و بما أن رئيس جهة الداخلة قد بات عاجزا تماما عن تحقيق أي شيئ يذكر للساكنة الجهوية, برغم الميزانيات الضخمة التي ضخت في حسابات المجلس, و بعد أن إنكشف للجماهير العريضة زيف وعوده الوردية التي ظلت صحافته الموازية تشيعها في الناس كذبا و زورا ردحا من الزمن, و إختياره الهروب من مواجهة مسؤولياته الجسام في تلبية أحلام ساكنة الجهة و إنتظاراتها, و التنزيل الفعلي و الحقيقي و السليم لمشروع الجهوية المتقدمة, ليتحول إلى نجم الندوات العلمية و منشط الصالونات الفكرية و الأدبية هنا و هناك, حينا من الدهر, بهدف تضييع الوقت, و إستكمال ما تبقى من فترة حكمه المهددة بمقصلة القضاء, بعيدا عن ضجيج و أوجاع ساكنة الجهة المطحونة -أقول- عوض عن كل هذا الإحراج الحاصل, ندعو رئيس الجهة إلى تقديم إستقالته من المجلس و العمل السياسي برمته, و تأسيس مركز للدراسات و تحليل السياسات العمومية, و التفرغ الكامل للتنظير العلمي داخل الندوات الجامعية, و نشر العلم و المعرفة بين ربوع المملكة الشريفة, و ترك تدبير المجالس المنتخبة و ممارسة العمل السياسي لأهله, إنتهى الكلام.