شذرات من التنمية العظيمة التي روج لها رئيس الجهة أمام "كوهلر"...تحويل أكثر من مليار إضافية لبناء عرشه الجديد على المحيط الاطلسي

Conseil region dakhla 9

الداخلة بوست

و كان عرشه على واجهة المحيط الاطلسي, من رآه منكم يا ساكنة الجهة من المحرومين و المعوزين و العاطلين و البائسين, فلا يحسبه لجة أو حكاية أسطورية من قصص ألف ليلة و ليلة, ف "يزهق لو لفريخ", بل انه صرح ممرد من قوارير, فسبحوا حينها و حمدوا و هللوا, و قولوا بصوت واحد رخيم: ان ظلمنا أنفسنا, و أسلمنا ميزانياتنا و مستقبلنا و أرزاقنا ل "ولد ينجا" من أجل سنون عجاف, باتت نذرها الشؤم تلوح في الافق القريب.

حيث خصص مجلس "ولد ينجا" 9 ملايير سنتيم (90 مليون درهم) من الفائض التقديري لميزانية سنة 2017, الذي صادقت عليه أغلبيته من المؤلفة قلوبهم على "التهمهيم", خلال دورة المجلس الإستثنائية الأخيرة, والبالغ 100 مليون و879 ألف درهم, من أجل بناء "عرشه" الجديد على الطريق الساحلية الرابطة بين الداخلة وفم لبير, لنتفاجأ و من ورائنا الساكنة بتحويله مبلغ إضافي ناهز مليار و 200 مليون سنتيم, خلال دورة يوليوز 2018 الاخيرة, و ذلك من أجل مشروع تشييد "عرشه" العظيم, و المصيبة الكبرى أن هذا المبلغ المالي الضخم تم أخذه من مليار و 800 مليون سنتيم كانت مبرمجة خلال دورة ماضية, كمساهمة مجلس الجهة في اتفاقية شراكة تروم إنجاز مشاريع فلاحية تضامنية, و هذا المبلغ الاخير بالاضافة الى ما سبق برمجته خلال الدورات الماضية, يجعل المبلغ الإجمالي المخصص لبناء مقر الجهة الجديد يتجاوز عتبة 10 مليارات سنتيم !!! هذا اذا اكتفت الجهة بهذا القدر, أما اذا برمجت مبالغ إضافية في القادم من الدورات, فمن فالمتوقع ان يصل المبلغ 18 مليار سنتيم, من أموال البؤساء و الكادحين و المحرومين.

و هو الأمر الذي سبق أن واجهه أعضاء فريق المعارضة بانتفاضة عارمة و معارضة ضروس, مؤكدين في جميع مداخلاتهم أن بناء مقر جديد لمجلس جهة الداخلة وادي الذهب لا يعتبر من الأولويات حاليا, وأنه كان الاولى تخصيص هذا المبلغ الخرافي, لبناء جامعة أو مستشفى جديد, أو تمويل خلق مشاريع صغيرة للشباب العاطل, أو غيرها من المشاريع الاجتماعية الاخرى, التي تعود بالنفع على ساكنة الجهة, في حين رحب أعضاء أغلبية "ولد ينجا" بالمشروع, مبررين ذلك بأنه سيحتوي -أي المقر الجديد- على قاعة كبيرة يمكن تخصيصها لتنظيم المؤتمرات والملتقيات التي تشهدها مدينة الداخلة على مدار السنة, فتصوروا الطريقة التي يفكر بها "ولد ينجا" و حلفه و أغلبيته؟؟؟ الذين كل ما يهمهم هو "لافييسطات" و البهرجة و الملتقيات و طاولات "كعب غزال", أما حاجيات الساكنة و أوجاعها, فلتذهب الى الجحيم.

و بينما, و على سبيل المثال لا الحصر, و بعد ولايتين انتدابيتين له على رأس بلدية الداخلة, لا يزال "سيدي صلوح الجماني" الخصم اللدود ل"ولد ينجا" و حلفه العشائري, يقيم مجلسه ببناية قديمة, يوازي عمرها, عمر استرجاع اقليم وادي الذهب الى حضيرة الوطن الام, حفاظا منه على المال العام من التبذير و النهب و الضياع, اختار "ولد ينجا" أن يمارس سياسة "خالف تعرف" و أن ينعش مقاولات قادمة من العيون و اكادير, مقربة من حليفه "ولد الرشيد", من خلال منحها الصفقة الدسمة لتشييد "قصره" الجديد, و ذلك على حساب مطالب و انتظارات و أرزاق الساكنة المحرومة, ببرمجته جزء كبير من فائض خميرة الميزانية, في تشييد مقر أسطوري لمجلسه الايل للسقوط, بعد صدور قرار محكمة النقض, الذي بات على الأبواب, رغم أن المقر الحالي للمجلس فيه الكفاية و يزيد.

و طبعا و من دون شك, لو كان فاز لا قدر الله برئاسة مجلس بلدية الداخلة حلفه الاثنوقراطي, لكنا الأن أمام مشروع ملياري أخر, لتشييد مقر جديد للبلدية, يرضي هوس و غرور هؤلاء "الشراتيت", الذين لا يهمهم سوى "لعياقة" و إستنزاف المال العام, على جثث بؤساء و معوزي و مرضى هذه الارض الملعونة.

تجدر الاشارة الى أن فكرة بناء مقر جديد, و كما يعرف الجميع, من هندسة رئيس مجلس الجهة السابق و عضو فريق أغلبية "ولد ينجا" حاليا, التي عرضها خلال أحد دورات مجلس الجهة, ليتبناها اليوم الرئيس المقال بحذافيرها, و نفهم سبب اصطفاف هذا الأخير الى جانب حلف "ولد ينجا", و نستوعب الفلسفة البائسة التي بنى عليها حزب الاستقلال تحالفاته السياسية بمجلس الجهة.

إنها بعض من شذرات التنمية العظيمة, و النموذج التنموي التاريخي الذي شرخ أذاننا رئيس الجهة بالترافع عنه أمام "كوهلر" و الساكنة, تنمية الحجر و الحرمان و الخصاص و التردي في مدن الملح و الحكرة, لذلك بات مطلوب و بشكل ملح من وزارة الداخلية و السيد والي الجهة التدخل العاجل من أجل إيقاف هذا العبث الخطير و الغير مسبوق بأموال الساكنة العمومية, خصوصا و أن ذلك يتزامن مع نزوح تنسيقيات المعطلين و المحرومين بالمنطقة صوب شريط الكركرات العازل, إحتجاجا على تردي أوضاعهم الإجتماعية, في الوقت الذي يخصص فيه رئيس الجهة أكثر من 10 ملايير سنتيم لبناء مقر جديد, فاللهم إن هذا منكر.