بنعبد الفتاح يفضح "طبالة" البوليساريو و يكتب: مثقفو البلاط.. والتنكر للمبادئ والقيم الانسانية

Conflit sahara polisario

الداخلة بوست

بقلم: بنعبد الفتاح محمد سالم

رغم حرصي الشديد على عدم الوقوع في فخ التعبير عن آراء سياسية صريحة بخصوص المعاناة الانسانية التي يكابدها أهلنا في مخيمات اللجوء بتيندوف نتيجة الظروف المناخية التي يعيشونها، ومحاولة تجردي من القاناعات السياسية التي أعتنقها والتي أحتفظ بها لنفسي، في مقال لم يكن سوى رسالة انسانية يدعو الى تجاوز الخلافات والنظر في واقع المعاناة الانسانية، لكنني لم أسلم من بعض بيادقة القيادة وكراكيزيها، الذي يدعون كذبا وبهتانا صفات من قبيل الكاتب والمثقف او الحقوقي، في حين أنهم في حقيقة الأمر مجرد جلادين سفاحين يتعطشون لممراسة القمع ومصادرة حريات الآخرين ويتنكرون في ثوب الحقوقي أو الكاتب..
المدعو حدمين مولود سعيد المعروف بمواقفه الحربائية والارتزاقية الذي أمضى فترة هامة من مساره في الكتابة يعبر عن آراء ومواقف راديكالية معارضة لقيادة البوليساريو قبل أن يغير جلده بين عشية وضحاها طمعا في التعيينات الدبلوماسية، يتهجم علي شخصيا وعلى مقالي الأخير الذي تناولت فيه الظروف الانسانية الصعبة التي يعيشها أهلنا في المخيمات، ويتهمني بـ"خدمة أجندات مخزنية"، يهمز ويلمز في حق المواقع والصفحات الفيسبوكية التي أعادت نشرت التدوينة، متناسيا - وهو من يدعي صفة كاتب الرأي- أن المقالات لا تتطابق مع الخط التحرير للجهة الناشرة بالضرورة، قبل أن يربط محتوى التدوينة وتوقيتها بالحملة الشعبية التي تشهدها المخيمات، والتي يدعوا من خلالها نشطاء ومدونون صحراويون من ساكنة المخيمات الى رفض أداء فواتير الكهرباء..
طبعا المدعو حدمين الذي يقيم في الديار الاسبانية والذي بات أحد أهم صفاكة القيادة وطبالتها خاصة بعد تعيينه منذ مدة ضمن هيئة لجنة حقوق الانسان، يستكثر على اللاجئين مجرد المطالبة بالنظر في انهاء المعاناة التي يعيشونها، كما يزايد على أبناء المخيمات في النضال و الوطنية لمجرد أنهم عبرو بشكل سلمي وحضاري عن قناعاتهم في إزاء موضوع يمس واقعهم المعاش بشكل مباشر، ويستكثر علي وعلى بقية المدونين مجرد التعبير عن آراءنا بخصوص قضايا انسانية وسياسية تهمنا..
مواقف كنت سأتقبلها شخصيا لو أن بيدق القيادة المدعو حدمين، يعيش في المخيمات ويكابد ما تكابده النسوة اللاجئات من حر وعطش في الصيف وقر في الشتاء وخطر الفيضانات إبان مواسم الأمطار، أما وأنه يعيش في بحبوبة من النعيم بعيد كل البعد من واقع المخيمات، حيث يستقر في مدينة فالينسيا بإسبانيا ويتمتع بتحقيق مستقبله الذاتي - زاده الله من خير- ورفاهية العيش هناك، بعيدا عن حر الحمادة وقرها، فلا يمكن أقبل بآراءه وترهاته تلك.. 
مواقف ليست بالغريبة على المدعو حدمين، الذي عرف بمزايداته المحكوم عليها بالفشل وبمحاولاته لعب دور الشرطي الفكري والجلاد الاعلامي الذي يقدم الخدمات القذرة للقيادات، في محاكم تفتيش ثقافية تحاكم النوايا والآراء وتحارب القناعات والأفكار، وتفتش عن أبسط المواقف المعبر عنها إزاء القيادة...، مواقف لا تختلف كثيرا عن المزايدات التي سبق له أن واجه بها ضحايا سجن الرشيد سابقا من الموريتانيين الذين سجنوا ظلما وبهتانا ابان التحاقهم بالجبهة فترة ثمانينيات القرن الماضي بعد أن تم تلفيق تهم الخيانة والجوسسة في حقهم، في ما عرف بـ"الشبكة الموريتانية" والتي اعترفت لاحقا القيادات المتورطة نفسها باستهدافهم وباختلاق تلك الملفات لأسباب عرقية عنصرية بغيضة..، حيث بات المدعو حدمين يقدم نفسه لمواجهة الضحايا الموريتانيين في تعليقاته على فيسبوك والتصدي لهم، دفاعا عن أسياده من القيادات المتورطة في تلك الملفات، متنكرا لخلفيته القانونية والحقوقية وللمواقف التي كان يعبر عنها إبان سعيه للتسلق على نضالات الحراكات الشبابية في المخيمات، مفضلا الرضوخ للأجندات القبلية الضيقة والملطخة بعرق ودماء الابرياء وبمعاناتهم وآهاتهم..
نهاية مخزية لمثقف وحقوقي كان من المفترض أن يلعب الادوار الطلائعية في توعية وتنوير محيطه وفي نصح وتوجيه القيادات الى ما فيه خير المواطنين، لكنه اختار مع سبق الاسرار والترصد طريق التهنتيت والاسترزاق عبر المزايدة على اللاجئات واللاجئين في الوطنية، و تسفيه نضالات ضحايا حقوق الانسان، متناسيا أن غسل الصحون أو جني الطماطم في الديار الاسبانية التي ينعم فيها بالعيش الرغيد أشرف بكثير من تلك الأدوار القذرة التي يحاول لعبها..
أشير في الأخير الى أنه لو لا اضطلاعي على العديد من المواقف الارتزاقية للمدعو حدمين لما انشغلت بالرد على تفاهاته الموجهة ضدي، خاصة تلك المواقف المتنكرة لحقوق ضحايا الاعتقال التسعفي، كما لا أنسى أن أكرر شكري وتنويهي بردود الفعل المختلفة الصادرة عن العديد من الحسابات في فيسبوك حول المقال المذكور بما فيها تلك المعارضة لمحتوى التدوينة والتي عبر اصحابها عن آرائهم بكل احترام وتجرد، أما الطبالون الذي يحاولون جري لمستنقعات التطبيل والارتزاق العفنة التي ألفوا السباحة فيها فلا يعدون أن يكون لسان حالهم بيت المتنبي الشعري..
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه **وصدق ما يعتاده من توهم

37161555 2194184137471344 3358040018831540224 n 1