الخطاط رياء تكتب: طاقات مهدورة

Dakhla2018 1

الداخلة بوست

بقلم: الخطاط رياء - استاذة في الادب الانجليزي

يتعدى الضياع الذي يلوح بشبابنا الحد المعقول قطعا، فلا هو جيل المستقبل الذي يعول عليه ولا هو جيل اليوم الذي يقتدى به. جيل ضائع بين البينين! وانه لمن المؤلم ان ترى وجوها يملؤها ريعان الشباب تتعاطى المخدرات والمسكرات ولا تبالي. وتشعر بحرقة وانت تمر امام مسجد فارغ ومقهى ممتلئ، وتخنقك العبرة وانت ترى شبابا يترامى في المستشفيات مضرجا بالدماء لا دفاعا عن وطن ولا ذودا عن عرض، ولكن مصابا في شجار بين اخوة من نفس المدينة وبأسباب تافهة تجعلك تقف مذهولا متعجبا.

الأسباب اذا ما نظرنا متداخلة ومتشابكة، فمن ناحية الابوب المغلقة ومن ناحية اخرى رتابة التعليم، المنظومة التعليمية المشروخة التي لا تزيد من معارف التلميذ او الطالب سبب اساسي من اسباب ضياع هذا الجيل، ولك ان تنظر حولك كي ترى الخلل في شباب يعجز احيانا عن كتابة رسالة ادارية، هذا يؤثر سلبا على النظرة المستقبلية للشباب بحيث يضيق الافق وتنعدم الرؤية. زد على ذلك الفقر العظيم في فرص الشغل والبطالة المتفشية في مجتمعنا والتي تنخر عظم الطموح عند الشباب. ولنا ان نضع هذه النقاط على مشرحة التحليل و نخضعها للدراسة المجردة طمعا في الفهم واستسقاءا لاي حلول.

قاتل هو سرطان الاخلاق هذا، ان الامراض العضوية ارحم من امراض العقول والارواح، فحين لا تسمع اذنك الا النواح والبكاء والعويل من شاب وشابة في مقتبل العمر وبطاقات هائلة اعلم بأن مجتمعنا مهدد بالاندثار من الجهات الاربع وفي خطر واعلم بأن العقل قد تشرب الضعف وقاده اليأس الى الضياع. اما من عاقل يقف متفكرا متسائلا غاضبا! لماذا لا نتسابق الى الريادة والى تسلق سلم المجد العظيم ولماذا لا نكسر شوكة الهوان مرة والى الابد. وحق لنا ونحن ابناء الصحراء الابية ان نكون في المقدمة بطاقاتنا وكفاءاتنا التي يشهد بها القريب والبعيد. نحن الذين نشرنا العلم على ظهور العيس وافترشنا تراب المجد الذي استغنينا به عن الباطل

ان الخيرات التي تجود علينا بها هذه الارض الطيبة تكفينا وتكفينا جميعا لا بل وتزيد. خيرات البحر التي تباع في البحر وتنقل الى اماكن اخرى وتباع وبأثمنة جمركية نحن اولى بها، مشاريع الفلاحة التي لا يستفيد منها الا ابن فلان وعلان نحن اولى بها دخل السياحة والتجارة وووو كل تلك الخيرات نحن من اضاعها بقلة وعينا وقلة تحملنا للمسؤولية، الكسل والخمول يمنعاننا من النهضة، لا نستطيع التطور اليوم ان لم نترك عنا فكرة الحصول على اموال دونما جهد. فاليوم اما ان تقف وتدخل الميدان وتتعب من اجل نفسك واما ان تظل في ذيل الركب. وانت وحدك من تحدد مسارك ووجهتك، من يرضى لنفسه ان يظل تابعا لن يقود ابدا.

وهنا استحضر طلعة من لغنى الحساني بلسان صدق يقول فيها والدي :

اصلاح الدنيا باتفاق ☆  بجماع ما فيه لخلاق

الا هو محض النفاق ☆  واصحاب ما يمكن تكبر

كون ال عرفت عن لرزاق ☆  ما ترفع زاد اولا تحدر

غير امر الدني للخلاق ☆  يهدم  زر ويبن من زر.