بعيدا عن فتنة "الخطاط ينجا"...بلدية الداخلة تهدي معوزي المدينة اللوازم المدرسية من دون أن تحولهم إلى متسولين

Region dakhla 55

الداخلة بوست

فعلا, و كما وصفه ذات يوم خصومه السياسيين من حلف الإثنوقراطية و "التهنتيت" و أذنابهم, بأنه فتنة على الجهة, فإن اخر ما جادت به فتنة "الجماني" على معوزي وفقراء هذه الجهة هو توزيع الأدوات واللوازم المدرسية على أعداد كبيرة من المستفيدين, لكن قطعا من دون أن يستغل عوزهم و حرمانهم في دعاية إنتخابوية رخيصة سابقة لآوانها, أو يحول جموعهم إلى طلابة أمام أبواب قصره المصون, كما فعل رئيس الجهة قبل أيام.

و بالفعل, لقد إتضحت الفتنة وأتضح رؤوسها الحقيقيين, من تجار السياسة و عبدة الكراسي, الذين لازالو يكتمون مقدرات مجالسهم ويدورون حصادها بينهم كدوران العجلة, أما فتنة "الجماني" فقد تبين جوهرها وما تحمله من مشاريع إعمارية صادقة, تحترم كرامة الساكنة و عوزهم, و تسعى جاهدة إلى أن يصل إليهم المجهود المالي الذي وفرته الدولة, عن طريق أنشطة إجتماعية مؤسسة, بعيدا عن الإستغلال الدعائي الرخيص, كما هو حال "ولد ينجا" و أذرعه الإعلامية, و من ألهمهم هذه الفكرة الشيطانية المهينة للساكنة و الحاطة من كرامتهم و إنسانيتهم, و هم جموع عند عتبات رئيس جهة من الطبقة المخملية, لو كان يمتلك ذرة إحترام لمواطني هذه الربوع المالحة, لما رضي لنفسه أن يدخل تاريخ هذه الأرض المالحة, بتلك الصور المقززة, التي ترفع عنها العالم المتحضر, تذكرنا حيثياتها بما يحصل في دويلات المجاعة الإفريقية, أو بما وقع قبل أشهر بأحد مناطق المغرب العميق, حين تطاحنت الجموع على "خناشي" وضيعة من الدقيق و بعض المساعدات الغذائية الرخيصة,

41991908 701500306894476 1005397078865608704 n

رغم أنه لا مجال للمقارنة بين الحدثين, بما تتوفر عليه جهة الداخلة من ثروات سمكية هائلة تتجاوز صادراتها السنوية ملايير الدولارات, ناهيك عن ميزانيات جهوية, ضخت على مدار أربع سنوات مضت تجاوزت قيمتها المالية حوالي 200 مليار سنتيم, لكن يبدو أن ما أشيع عن مواكب التنمية العظيمة التي جاء بها حزب الإستقلال و رئيسه "رجل المرحلة" كما وصفته صحافته الموازية, لم تتجاوز عتبة الفتات الذي يوزع على ساكنة فقيرة و بشكل موغل في الإهانة و المذلة, و حاط من الكرامة الإنسانية في جهة ثرية بميزانياتها الجهوية و ثرواتها السمكية, وفي ذلك طبعا و من دون ادنى شك, عبرة لمن يضع "الخطاط" في كفة أقرانه من رؤساء باقي المجالس المنتخبة,

و لكي لا نتيه بعيدا عن جوهر المقال, شرعت بلدية الداخلة, و بالتنسيق مع الفرع الإقليمي للفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء التلاميذ بجهة الداخلة والقسم الاجتماعي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة وادي الذهب, في إطلاق عملية توزيع المحافظ المدرسية على مستحقيها من الفئات المعوزة,

العملية ستنطلق خلال الأيام القليلة القادمة لمواكبة الدخول المدرسي على مستوى المؤسسات التربوية والمدارس، بتنسيق مع الفرع الإقليمي للفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء التلاميذ بجهة الداخلة وادي الذهب حيث تهم العملية توزيع 700 محفظة مخصصة لفائدة الأطفال اليتامى وتلاميذ العائلات المعوزة والمحتاجة المتمدرسين لمساعدتهم على دخول مدرسي لائق وتهم التعليم الأولي، ذو الإحتياجات الخاصة اضافة الى التعليم الثانوي التأهيلي,

خلاصة القول, الكرة الآن في ملعب السيد والي الجهة و وزارة الداخلية و اجهزة الدولة السيادية, للتدخل العاجل من اجل وقف هذا العبث و الفوضى, فلم يعد من المقبول نهائيا في مغرب محمد السادس, أن يقوم رئيس جهة بإسم مجلس جهوي منتخب, بإستغلال عوز و حرمان الفئات الهشة و الفقيرة داخل المجتمع بهذه الطريقة المهينة و الحاطة من كرامتهم الإنسانية, و تحويل رعايا صاحب الجلالة بهذه الربوع المالحة إلى "طلابة" عند أبواب مقر مجلس منتخب, مهمته الأساسية الإستجابة لمطالب الساكنة و إنتظاراتها من خلال برامج تنموية و إجتماعية مؤسسة تحترم آدميتهم و تصون كرامتهم, اللهم إلا اذا كان رئيس الجهة يعتبر بأن مشروع الجهوية المتقدمة الذي دشن جلالة الملك انطلاقته من الداخلة, هو في جوهره مشروع لتنمية التسول و تربية الحرمان و تحويل المواطنين إلى متسولين, فذاك كلام آخر, إنتهى الكلام.

صورة مهينة

T 1537234840