رياء الخطاط تكتب...فرصة وجود

Dakhla raya khatat idee innovation

 

الداخلة بوست

بقلم: رياء الخطاط - أستاذة الأدب الإنجليزي و كاتبة

هل وقفت من قبل في ليلة هادئة صافية سماؤها في ربعها الاخير والقيت نظرك على فسيفساء النجوم اللذي يزين الافق؟ هل تسائلت من قبل عن سر توهجها الدائم؟ عن سر جمالها وسحرها الأخاذ؟ أنا ارى الافكار من نفس المنظور، كل فكرة غيرت هذا العالم وأضافت منظورا جديدا نجمة متألقة في سماء وجودنا، الخوارزمي وابن سينا وابن حيان والاسطرلابي ونيوتن وتسلا واديسون واينشتاين لماذا لازلنا نسمع بهذه الاسماء؟ لانهم كسروا قاعدة العادة في التفكير، جاؤوا بشيء جديد لم يسبقهم احد له، افكار لازال صداها يتكرر في كل منحى من مناحي الحياة.

الفكرة لا تدمر ولا تسقط ولا تنحدر، الفكرة وجود دائم خالد، ومن اراد ان لا يموت فليأت بفكرة. ولا شك ان ازمة الفكر الذي يعاني منها جيلنا اليوم ليست وليدة ولا جديدة، بل هي نتيجة مباشرة لعدة عوامل قد يكون ابرزها دنو الافق والتفكير المادي الغالب على معظم الشباب، وذاك ليس عيبا فالمادة وسيلة حياة ضرورية لا مناص منها، لكن اسلوب تحصيل هذه المادة يختلف بين الناجح والعاجز. اعظم المليارديرات بدأوا بفكرة بسيطة جدا تحولت بعد جهد جهيد الى شركات ذات رؤوس اموال ضخمة، وهنا يقع الخلل في تفكير الشباب،

ان النجاح ليس نتيجة لعامل واحد بل هو تكاتف وتراص مجموعة عوامل كل واحد منها يلعب دورا مهما في انجاح الفكرة. لكل واحد منا نقاط قوة ونقاط ضعف جوانب ايجابية واخرى سلبية وهذه هي الازدواجية الطبيعية في الحياة، ولكن قدرتنا على تحفيز القوى الايجابية هو الفارق الحقيقي الذي قد يرفعنا او يسقطنا في دوامة الفشل، وهنا اقصد بالفشل التوقف عن المحاولة والاستمرار. يرى كثير من الشباب ان الجدية عقدة نقص وانها وصفة ذميمة في الانسان بل ويتنابز بها بعضهم ويلقب بها ثقلاء الدم احيانا، وهو ما بحيلنا على ازمة اخرى اشد خطورة من سابقاتها،

فكيف يعقل ان تكون الجدية التي هي الباب الأول من أبواب النجاح صفة ذم؟ وكيف يمكن ان ابدأ عملا لا اؤمن به ولا اعطيه مساحة جدية؟ اذ لا يمكن توقع نجاح فكرة مأخوذة باعتباط. العالم من حولنا فوضوي وليس كاملا، ولكل منا مكان فيه، لكن يتغير مكان كل منا على حسب قدرته على العطاء. اذا كل شيء قابل للتغيير بما في ذلك نحن وافكارنا وهيئاتنا من حولنا ليسوا اذكى منا ولا افضل، والعالم يتأثر بنا كما نتأثر نحن به. فلتغير من نفسك ما تشعر انه يؤذيها اضف قيما جديدة وادحض حواجزك التي منعتك وقتا طويلا من النجاح. وكل شيء قابل للزيادة مثل ماهو قابل للنقصان، فكلما تعلم الانسان ان يرى والضرورة والامكانية تمكن من رصد الفرص والثغرات لاحداث التغيير.

هذا ما يميز تفكير رجال الاعمال والتجار قدرتهم على معرفة مكمن الخلل والتأكد من إمكانية اصلاحه.