Créer un site internet

مفارقات المنتدى السياسي الأول للكتابة الجهوية للبيجيدي بالداخلة

T 1541882138

الداخلة بوست

بقلم: احمد دلبوح - الكاتب الإقليمي السابق لحزب العدالة و التنمية بأوسرد

 
انعقد يوم السبت الماضي 10 نونبر 2018 ما أسماه الإخوة المنتدى السياسي الأول حول موضوع "الجهوية بين التشريع والتنزيل"، بمشاركة السيد عبد الصمد السكال رئيس جهة الرباط سلا زمور زعير والسيد الخطاط ينجا رئيس جهة الداخلة وادي الذهب و السيد الشيخ أعمار والسيد المامي بوسيف الرئيسين السابقين لجهة وادي الذهب لكويرة.
 وفي الحقيقة، فهذا المنتدى كان يمكن أن يكون حدثا عاديا لأن غايات منظميه حسب تصريح الأخ نائب الكاتبة الجهوية للحزب، هي الخروج بخلاصات ذات طابع إيجابي وملموس يساعد في الرقي بالقوانين المنظمة للجهات.  
إلا أن أولى المفارقات في هذا المنتدى، أن حزبنا العتيد لم يؤمن قط بهذه الجهوية  بجهة الداخلة وادي الذهب، فمنذ البدء وضع تفسيما إداريا خاصا به، ودمج حهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب في جهة واحدة سماها جهة الصحراء، لا أعرف هل استوحى الاسم من الاسم الدولي للمنطقة "الصحراء الغربية" أم لا.
ويقي الحال على ما هو عليه، حتى صدور الدستور الجديد سنة 2011 وما تلاه من تقسيم جديد للجهات ما استدعى تعديل النظام الأساسي للحزب الذي نص على أن التقسيم الجهوي المعتمد في الحزب هو نفس التقسيم الإداري الرسمي، والذي صادق عليه المؤتمر السابع للحزب في يونيو 2012، ما دفعه دفعا إلى فصل الجهتين تنظيميا ليعقد المؤتمر الجهوي الأول للحزب بجهة الداخلة وادي الذهب خريف نفس السنة وينتخب لأول مرة كاتبا جهويا للحزب هو الأخ محمد امبارك لعبيد، والذي أشرف على انتخاب هياكل الحزب على مستوى الجهة في الكتابتين الإقليميتين للداخلة وأوسرد.
 التجربة لم يكتب لها أن تستكمل مدتها القانونية، إذ سرعان ما بلغت الخلافات بين الكتابة الجهوية والكتابة الإقليمية لوادي الذهب مستويات حادة استدعت تدخل الأمانة العامة عدة مرات دون طائل، لتجد الأخيرة نفسها مجبرة على حل الهيئتين ولأن وضع الكتابة الإقليمية لأوسرد سيبقى شاذا تم حلها هي الأخرى من باب الاحتياط، وتكفلت الأمانة العامة بإحداث لجنة تسيير لم يكن رئيسها إلا الأخ عبد الصمد السكال ضيف المنتدى الحالي، ونائبته هي الكاتبة الجهوية الحالية.
 خلال فترة لجنة التسيير التي دامت من 2015 الى 2016، أنضجت الأمانة العامة تصورها للحزب بهذه الجهة لتخلص إلى أن الجهوية الرسمية غير مناسبة لها وتكفيها هيئة واحدة، ليتم إصدار مقرر خاص بها يلغي الكتابات الإقليمية ويعهد بتدبير شؤون الحزب إلى كتابة جهوية واحدة لها صلاحيات موسعة في شكل من "المركزية الجهوية"، وتلكم هي المفارقة الثانية.
 ففي إقصاء تام لأعضاء الحزب من إقليم أوسرد، اختارت الكاتبة الجهوية أعضاء كتابتها حصريا من المنتمين لإقليم وادي الذهب انتخابيا ولا ضير في أن يكونوا من الآفاقيين، وفق تعبير الإخوة في الحزب، ويقصد بهم القادمين من خارج الجهة من أقاليم سطات وسيدي بنور والراشيدية وهلم جرا، ورغم مراسلتي للأخ الأمين العام بصفتي آخر كاتب إقليمي للحزب بإقليم أوسرد، منذ أبريل الماضي بشأن انتخاب كتابة إقليمية جديدة للحزب بأوسرد فلم أتلقى أي رد لحد الساعة.
 تلكم هي الجهوية بين التشريع والتنزيل على مستوى الحزب، أما على مستوى التنظير فكتب الفقه القانوني والدراسات الأكاديمية حافلة بها بما يكفي.
 ختاما، على الإخوة أن يبحثوا عن مواضيع تنسجم مع واقعهم دون مثالية زائفة تدحضها شواهد الواقع وممارساته العملية، وكل منتدى وأنتم طيبون.