أجو نتحاسبو مع رئيس الجهة...ثروات مالية هائلة مضاعة و أزمات إجتماعية خانقة..فأين المفر؟؟؟؟

President region dakhla 3

الداخلة بوست

بقلم: د.الزاوي عبد القادر - أستاذ باحث و كاتب صحفي


"من أمن العقوبة أساء الأدب"


يبدو أن سقطات التدبير الكارثي لميزانية مجلس الجهة من طرف الأغلبية التي يترأسها "الخطاط ينجا", قد تجاوزت هاته المرة كل الخطوط الحمراء و حتى البرتقالية, في فنون إستنزاف و إجتثاث ميزانية رعايا صاحب الجلالة بهذه الربوع المالحة,


تبذير خطير و إستنزاف مقنن حاولت ماكينة رئيس الجهة الدعائية بمواقعها الصحفية المتناسلة كالفطر السام, إلى جانب رقيقه الجمعوي البغيض و ذبابه الإلكتروني القذر, أن توجه عنه الأنظار بعيدا, و تعتم عليه من خلال محاولة إلهاء الشعب بلقاءات شكلية "ديكور" مع بعض من ساكنة لمهيريز المهمشة و المسحوقة, و بعض الشباب من حملة الشواهد العاطلين, إضافة إلى توزيع "الفتات" على بعض الفئات الفقيرة من ساكنة الجهة, كما هو الحال في عملية توزيع الكتب المدرسية من طرف مجلس الجهة قبل أشهر قليلة,


لكن يبدو أن تلك العملية التمويهية المفضوحة, إضافة إلى محاولة إشغال الرأي العام المحلي بقصاصات إخبارية صفراء مفبركة عن رئيس بلدية الداخلة, في إطار سياسة صحفية رخيصة تروم خلق شو إعلامي مصطنع, قد بائت بالفشل, و تخصيص حوالي 4 مليارات سنتيم ل"زرادي" و المهرجانات و تنشيط حفلات الإستقبال, تحول إلى أسطورة شعبية مفجعة, ستظل تلوكها الألسن, و تتسامر على وقع حكايتها العار أجيال كثيرة قادمة,


خصوصا أن هذا المبلغ الخيالي المنفوخ فيه بطريقة "مفروشة" للغاية, لا يتطابق قطعا مع الحاجيات الموضوعية و الحقيقية لجهة تتركز الغالبية العظمى لساكنتها في مدينة الداخلة و التي لا يتجاوز عدد ساكنتها في أفضل الاحوال 200 ألف نسمة, و شتانا بين الحاجيات الحقيقية التي تبنى عليها فرضيات مصاريف الميزانية بطريقة علمية نزيهة و رصينة أو ما يسمى ب "Cadrage Budgétaire",  و بين هذا التدبير الفاسد و العبث الخطير بأرزاق الساكنة من طرف مجلس الجهة و لجانه المختصة,


و كما جاء بالفعل في مداخلات أعضاء المجلس المحسوبين على تحالف "الجماني" السياسي, فتخصيص ما يقارب اربعة ملايير في ميزانية السنة المالية 2019 بمجلس جهة الداخلة وادي الذهب, لمصاريف الاطعام والاستقبال ودعم المهرجانات الثقافية, خلال الجلسة الثانية من دورة أكتوبر العادية لمجلس الجهة, يعتبر إنزلاق تدبيري خطير و غير مسبوق, و إضرار جسيم بأموال الساكنة العمومية, في الوقت الذي كان يمكن لرئيس الجهة و طاقمه المسؤول عن البرمجة, أن يخصص هذا المبلغ المالي الضخم من أجل خلق فرص شغل لشباب الجهة المحروم و المفقر, الذي إختار بعضه النزوح صوب الشريط العازل ب"الكركرات" للإحتجاج على أوضاعه المعيشية الكارثية, بعد ان ضاقت بهم ميزانيات "ولد ينجا" تساعية الأصفار, بينما كان كفيل ذلك المبلغ "الملتهب" بتشغيل حوالي 450 شاب وشابة من الخريجين من ساكنة مدينة الداخلة في السلم الإداري 11, أو المساعدة في تمويل خلق مئات المقاولات الصغيرة و المتوسطة,


قولا واحدا, من أمن المحاسبة أساء التدبير و "تغول" في فنون إجتثاث أموال الساكنة التي خصصتها الدول المغربية لأجل رفاههم و عيشهم الكريم, و تخصيص هذا المبلغ الخرافي من ميزانية الجهة, في مصاريف عبثية من هذا القبيل, هو إهدار مقيت للمال العام, الذي من المفترض أن يصرف في برامج سوسيو-إقتصادية حقيقية تعود بالنفع المباشر على الساكنة, وخاصة فئة الشباب الذين يعانون من ويلات البطالة و الحرمان, ويضطرون إلى الاحتجاج أمام أبواب الولاية والجهة من أجل الحصول على حقوقهم المهدورة في التشغيل و الكرامة و العيش الكريم, من دون جدوى, رغم الوعود "الوردية" التي ما فتئ يكررها على آذانهم مجلس الجهة منذ ثلاثة سنوات مضت, و شرخت بها أذان الرأي العام صحافته الموازية بلا فائدة,


لذلك لا غرو أن يستميت رئيس الجهة في الترافع دفاعا عن مشروع الجهوية المتقدمة, و شآبيب نعمه و رحماته التنموية المنزلة على ساكنة الجهة, كحال 4 مليارات ل"الزرود" و المهرجانات و هلما جرا, و عليه لم يبقى لمعطلي و بؤساء و محرومي هاته الربوع المالحة إلا أن يرددوا على وزن خطبة "طارق بن زياد" الشهيرة: "أين المفر...البطالة القاتلة من أمامكم و ميزانيات مجلس الجهة المضاعة من ورائكم و ليس لكم والله إلا أن تخطبو ريوسكم مع الحيط...و أعلموا أنكم في هذه الجزيرة اضيع من الايتام في مآدب اللئام...", إنتهى الكلام.